تتواصل المفاوضات التى تستضيفها القاهرة بين المقاومة الفلسطينية وممثلين عن الاحتلال الصهيونى برعاية وسطاء مصريين وقطريين وأمريكان ..الشعار الذى ترفعه هذه المفاوضات هو وقف فورى للقتال فى قطاع غزة وادخال مساعدات انسانية لانقاذ المدنيين.. لكن الهدف الحقيقى هو ايجاد مخرج لقوات الاحتلال الصهيونى التى تورطت فى مستنقع غزة ولا تستطيع الخروج منه بعد فشلها فى تحقيق الأهداف التى أعلن عنها مجلس الحرب الصهيونى بزعامة بنيامين نتنياهو منذ السابع من أكتوبر الماضى والتى تتمثل فى القضاء على حركة حماس واستعادة الأسرى الصهاينة لدى المقاومة مما أدى إلى اشتعال المظاهرات داخل دولة الاحتلال حيث يطالب المتظاهرون باستقالة نتنياهو واجراء انتخابات مبكرة من أجل توقيع صفقة مع حماس واستعادة المخطوفين .
هذه التطورات تكشف أن الكيان الصهيونى أصبح محاصرا من الداخل ومن الخارج ولم يعد بامكانه ايجاد حل لهذه الأزمة وبالتالى يأتى الدور الأمريكى – حيث أن واشنطن هى التى تدير الحرب فى قطاع غزة أما العصابات الصهيونية فلا تملك غير التنفيذ – حيث أوعز الأمريكان إلى الحكام الخونة – الذين يتخفون فى ثياب الوساطة – للضغط على المقاومة الفلسطينية للقبول بهدنة وحذف بعض الشروط التى تضعها حماس وتحول دون تحقيق هذا الهدف من المنظور الصهيوأمريكى وعلى هذا الأساس جاءت مفاوضات القاهرة التى استبقها عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموى بلقاء رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز والذى حدد خلاله المسئول الأمريكي الدور الذى ينبغى على الحكام الخونة القيام به فى هذه المفاوضات من أجل انقاذ الكيان الصهيونى .
رسالة بايدن
كان موقع إكسيوس الأمريكي.قد نقل عن منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، أن جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في مكالمة هاتفية، بأن عليه أن يمنح مفاوضيه المزيد من الصلاحيات في القاهرة، حتى يتيسر التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.
وزعم كيربى أن الولايات المتحدة وحلفاؤها يرون أن وقف إطلاق النار ضروري للسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وسط مخاوف من انتشار مجاعة بين الفلسطينيين.
في سياق متصل، نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قام بكتابة رسالة إلى الحكام الخونة فى مصر وقطر، داعيًا إياهما للضغط على حماس من أجل التوصل إلى اتفاق لتبادل الرهائن مع دولة الاحتلال.
وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في تقرير لها عن نقطة الخلاف التي تعتبر عائقًا في جهود التوصل لاتفاق هدنة وتبادل الرهائن في قطاع غزة، وأشارت الصحيفة إلى أن عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة تعتبر قضية رئيسية في مفاوضات الهدنة.
اعتراف انقلابى
وكشف مسئول انقلابى عن استمرار الاجتماعات الخاصة بمفاوضات الهدنة بين حركة حماس ودولة الاحتلال فى القاهرة .
وقال المسئول ان اجتماعات التفاوض تتواصل بين حماس وإسرائيل برعاية مصرية وحضور قطري – أمريكي.
وأشار إلى أن وفد حركة حماس أجري اجتماعات مع مسؤولي مخابرات السيسي قبل بدء المفاوضات الرباعية.
وزعم المسئول أن نظام الانقلاب يبذل جهودا مكثفة لتقريب وجهات النظر للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معترفا بأن هناك توافق انقلابى أمريكي قطري على ضرورة إيجاد صيغة للتوصل إلى هدنة إنسانية بشكل فوري ولفت إلى أن الهدنة المقترحة تشمل صفقة تبادل المحتجزين واليات عودة النازحين في قطاع غزة خاصة إلى شمال القطاع .
حركة حماس
فى المقابل أعلنت حركة حماس أن وفدًا من الحركة برئاسة خليل الحية توجه إلى القاهرة، استجابة لدعوة مصرية للمشاركة في المفاوضات بشأن هدنة غزة وصفقة الأسرى والمحتجزين.
وأكدت الحركة، في بيان لها، تمسكها بموقفها ومطالبها بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم وحرية حركة الفلسطينيين وإغاثتهم وإيوائهم.
وأشارت إلى أنها قدمت هذه المطالب في 14 مارس الماضى، ومن ضمنها إبرام “صفقة تبادل أسرى جادة” وذلك قبل قرار مجلس الأمن الدولي الذي ينادي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة والذي تمت الموافقة عليه في 25 مارس الماضى.
وشددت حركة حماس على رفضها القاطع لأي تنازل عن مطالبها لإبرام هدنة مع الاحتلال لوقف القتال في قطاع غزة،
وقالت ان مطالبها تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين إلى منازلهم وضمان حرية حركة السكان وتقديم المساعدات الإنسانية وتوفير الإيواء لهم، بالإضافة إلى إبرام صفقة تبادل أسرى جادة.
واعتبرت حماس أن هذه المطالب هي مطالب طبيعية وضرورية لإنهاء العدوان الصهيونى وأنها لن تتنازل عنها،
خان يونس
فى هذا السياق اعتبر العقيد حاتم كريم الفلاحي الخبير العسكري، أن انسحاب قوات الاحتلال من منطقة جنوب قطاع غزة يهدف إلى الضغط على حركة حماس فى المفاوضات التى تجرى فى القاهرة بزعم أن الاحتلال يستعد لمهاجمة رفح .
وقال الفلاحي، في تصريحات صحفية : الاحتلال الإسرائيلي يقول إنه تم الانسحاب من منطقة خان يونس استعدادا لمعركة رفح، وهو أمر ممكن، لكن السبب الآخر هو أن عملية الانسحاب تعطي فرصة للاحتلال من أجل انتقال المدنيين من مدينة رفح إلى خان يونس.
وأضاف: ان الشارع الذى يفصل الشمال عن الوسط والجنوب، يتضمن مسافة كبيرة تستوعب أعدادا كبيرة من النازحين في رفح، تمهيدًا للعملية العسكرية التي ينوي الاحتلال القيام بها في رفح .
وأكد الفلاحي أن السبب الحقيقى للانسحاب هو أن الاحتلال أخفق في تحقيق أهدافه، وفى هذا السياق كشف ليدل هارد ان إطالة أمد الحرب جاء لأن الوسائل التي استخدمها الجيش الصهيونى لتحقيق الأهداف كانت غير مناسبة، وهو ما نراه، جيش الاحتلال جاء إلى خان يونس لكي يقوم بتدمير البني التحتية لفصائل المقاومة، ولكن العملية العسكرية التي قامت بها المقاومة في حي الأمل ومنطقة الزنة أدت لمقتل 14 جنديًا إسرائيليًا، وهو ما يعني أن هناك استنزافًا كبيرًا للقطاعات المتواجدة في المنطقة .
وكشف أن المشورة التي حصل عليها جيش الاحتلال الصهيونى من الأمريكان كانت الخروج من المنطقة لأن البقاء داخل المدن هو استنزاف كامل للقوات المتواجدة فيها .