آثارت المفاوضات التى تجرى حاليا فى القاهرة لوقف إطلاق النار فى قطاع غوة بمشاركة الأمريكان وقطر ونظام الانقلاب بجانب وفد المقاومة الفلسطينية ووفد دولة الاحتلال تساؤلات بين المراقبين حول جدية أمريكا فى العمل على وقف حرب الإبادة الصهيونية التى تديرها وتدعمها بالمال والسلاح خاصة أن أمريكا تستطيع وقف إطلاق النار فى أى لحظة بمجرد توجيه أمر للصهاينة بهذا المعنى بغض النظر عما تروج له الإدارة الأمريكية الإرهابية من أن بنيامين نتنياهو يرفض وقف الحرب ويخاف على مستقبله السياسي وأن الرئيس الأمريكي جو بايدن يضغط عليه وأن الإدارة الأمريكية أصبحت ساخطة على نتنياهو إلى آخر هذه الفوازير والألغاز التى يهدف الأمريكان والصهاينة عن طريقها إلى إطالة أمد الحرب من أجل تدمير قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين إلى قبرص أو غيرها أو حتى إلى مصر وهو ما لن يستطيع نظام الانقلاب بقيادة عبدالفتاح السيسي الاعتراض عليه ان لم يككن موافقا عليه ضمنيا لكنه يراوغ مثلما يفعل الصهاينة والأمريكان .
كان استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “جالوب”، قد كشف أن معظم الأمريكيين لا يوافقون على عدوان الاحتلال الصهيونى علي قطاع غزة، وهو تحول هبوطي في آراء الأمريكيين بشأن الحرب .
وقال أكثر من نصف الأمريكيين، 55 في المائة، إنهم لا يوافقون على عدوان الاحتلال علي غزة، بينما يوافق 36 في المائة عليه، وفقا للاستطلاع الذي شمل 1016 بالغا أمريكيا.
وقال تسعة بالمئة إنه ليس لديهم رأي في الأمر. والاستطلاع لديه هامش خطأ يزيد أو ينقص أربع نقاط مئوية، بحسب ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وأشار الاستطلاع إلى السخط المتزايد بين الأمريكيين من عدوان الاحتلال علي غزة مؤكدا أن الموافقة على العدوان بين كل من الجمهوريين والديمقراطيين تراجعت 64 في المائة من الجمهوريين و 18 في المائة من الديمقراطيين يوافقون على عدوان الاحتلال علي غزة .
تحولات جدية
حول هذه المفاوضات أكد الدكتور أشرف عكة، خبير العلاقات الدولية، أن هناك تفاعلات داخلية في الولايات المتحدة داخل الإدارة والحزب الديمقراطي تشير إلى أن هناك مواقف وتحولات جدية في طريقة تعامل الإدارة مع هذه الحرب.
وقال عكة في تصريحاات صحفية ان تركيز الإدارة الأمريكية الآن على وقف إطلاق النار من خلال المفاوضات التي تجري حاليا للتوصل إلى صفقة سريعة تؤدي إلى وقف إطلاق النار بشكل مؤقت ثم وقف الحرب .
وأضاف: كل هذه المواقف والإجراءات الداخلية تدفع الإدارة إلى مزيد من المواقف الجدية والإجراءات العملية التي قد تصل إلى قرارات استراتيجية؛ مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا تريد الإضرار بإسرائيل بالطبع لكن الإدارة الأمريكية وصلت إلى حد السخط من رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وتابع عكة: عندما تصل الأمور إلى هذا المستوى من البيانات والتصريحات العلنية والمواقف الصحفية الواضحة الصريحة عبر مواقف مختلفة جدية؛ كنا نستغرب تطور الموقف الأمريكي في هذه المرحلة لأن إسرائيل تصل لمرحلة تعطيل الرؤية الأمريكية والمصالح الامريكية الغربية في المنطقة وتدفع الأمور إلى حرب شاملة إقليمية؛ مؤكدا أنه مع كل تلك المواقف بدأت الأمور تأخذ طريقها نحو تحول حقيقي في موقف إدارة بايدن من هذه الحرب .
مصالح إدارة بادين
وكشف أن هناك مجموعة من العوامل التي دفعت الإدارة الأمريكية إلى تغيير مواقفها تجاه إسرائيل أهمها أن آخر استطلاعات الرأي تشير إلى تراجع دعم إدارة بايدن وبالتالي فرصه في الانتخابات أصبحت على المحك وهناك شبه اجماع أن طريقة تعاطي بايدن مع الحرب سوف تؤثر على فرصة في الانتخابات .
وشدد عكة على أن الظرف الإقليمي والدولي أصبح لا يقبل أن تستمر هذه الحرب وأصبحت الولايات المتحدة في حرج شديد؛ بعد قتل جيش الاحتلال موظفي الإغاثة ومحاولة تأزيم الوضع مع إيران من خلال قصف القنصلية الإيرانية في سوريا كلها عوامل بدت واضحة أن نتنياهو وحكومته يدفعان الولايات المتحدة لدفع ثمن باهظ .
وتوقع أن تجبر هذه العوامل الإدارة الأمريكية على اتخاذ مواقف مختلفة لحماية مصالحها ومصالح إدارة بادين في الانتخابات وعدم جر المنطقة إلى توتر خاصة بعد أن عبر حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة عن سخطهم من إمكانية جر إسرائيل المنطقة إلى حرب شاملة .
موقفنا واضح
فى المقابل كشف مصدر في المقاومة الفلسطينية ان قيادة المقاومة قدمت موقفها بشكل واضح للوسطاء وأبدت مرونة عالية للتوصل لوقف إطلاق نار، وأنها قدمت كل ما يلزم للوسطاء لإنجاح الجهود الرامية لتحقيق هذا الهدف.
وأكد المصدر أن الوسطاء يصطدمون في كل مرة بسبب سعي الاحتلال الصهيونى لإفشال جهودهم وتعطيل أي تقدم في المفاوضات.
وأشار إلى أن مطالب قيادة المقاومة واضحة، وهي انسحاب قوات الاحتلال الصهيونى، وعودة النازحين لمناطقهم، وفتح المعابر وإدخال المساعدات، والعمل بإيجابية لتحقيق صفقة تبادل ووقف شامل للعدوان.
وشدد المصدر على أن موقف قيادة المقاومة هو موقف الإجماع الوطني وعلى قادة الاحتلال أن يدركوا ذلك جيدًا مؤكدا أنه لا عودة وتحرير للأسرى إلا بقرار من قيادة المقاومة وعبر صفقة شاملة.
ولفت إلى أن الرد النهائي على ما قدم من أوراق لقيادة المقاومة وضع بين يدي الوسطاء، والاحتلال الصهيونى هو الذي يرفض حتى اللحظة الاستجابة والتعاطي مع الوسطاء.
من جانبها، قالت حركة حماس، إنها ستواصل التفاوض عبر الوسطاء للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وأكدت الحركة في بيان لها أن حماس أبدت المرونة المطلوبة بهدف الوصول إلى اتفاق يقضي بوقف شامل للعدوان على شعبنا، غير أن الاحتلال لا زال يتهرب من استحقاقات هذا الاتفاق، خاصة ما يحقق الوقف الدائم لإطلاق النار وعودة النازحين والانسحاب من القطاع وتوفير احتياجات شعبنا .
وأشار البيان إلى أن الحركة ستواصل التفاوض عبر الوسطاء للوصول إلى اتفاق يحقق مطالب شعبنا ومصالحه .
سلاح أمريكي
هذا الموقف أكد عليه القيادي في حماس أسامة حمدان، مشيرا إلى أن العدو لم يحقق أيا من أهدافه بل إن صورته تتآكل يوما بعد يوم، وأن الحركة قدمت رؤيتها وتتمسك بشروط وقف إطلاق النار.
وأشار حمدان فى مؤتمر صحفي إلى أن المقاومة تؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل وعودة النازحين، وأن العدو لا يزال يمارس نفس أساليب المماطلة في التعامل مع مبادرات وقف العدوان.
وقال إن العدو يستخدم المجازر ورقة ضغط على ااشعب الفلسطيني لثنيه عن المطالبة بحقوقه، مشيرًا إلى أن ما فشل العدو في تحقيقه في ميدان القتال لن يحققه على طاولة المفاوضات.
وشدد حمدان على أن أي عملية تبادل للأسرى لا يمكن أن تتم إلا بعد وقف إطلاق النار وتحقيق جميع شروطنا،وأن المرونة التي نبديها حرصا على دماء شعبنا يوازيها استعداد للمواجهة، وأنهم لن يقبلوا بأي اتفاق لا يشمل وقف إطلاق النار وكسر الحصار.
وطالب واشنطن إن كانت جادة فى وقف حرب الإبادة الصهيونية بوقف مد إسرائيل بالسلاح والمال مشددا على ضرورة أن تتحرك دولنا العربية والإسلامية بشكل جاد لوقف الإبادة الجماعية .