عصابة القتلة تضحى برئيس الاستخبارات.. استقالة أهارون حاليفا معترفا بالفشل

- ‎فيعربي ودولي

 

انطلقت التحليلات عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بعد أن أعلن رئيس الاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال أهارون حاليفا (هاليفا)، استقالته بعد إعلانه تحمله مسؤولية ما جرى يوم 7 أكتوبر.

 

وقال متحدث الجيش الصهيوني إن الاستقالة كانت بناء على طلبه بالتنسيق مع رئيس الأركان “هاليفي”، وأنه باستقالته سيحال”إلى التقاعد من جيش الدفاع، بعد تعيين خلف له من خلال عملية مرتبة ومهنية”.

 

وخدم أهرون حاليفا جيش الاحتلال 38 عامًا كمقاتل وقائد في أمن الدولة، بحسب متحدث جيش الاحتلال.

 

وعن بداية سقوط عصابة القتلة في “اسرائيل”، قال زعيم المعارضة “الإسرائيلية” يائير لابيد إن استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا أمر مشرف ومبرر، مشيرا إلى أنه كان من الأنسب أن يحذو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حذوه.

 

وبعث حاليفا اليوم الإثنين رسالة إلى رئيس هيئة الأركان “هرتسي هاليفي” ونشرتها وسائل إعلام إسرائيلية.

وقالت رسالة “حاليفا”: نفذت حركة حماس السبت 7 أكتوبر 2023، هجومًا مباغتًا ضد إسرائيل، وكانت عواقبه “صعبة ومؤلمة”.

وأضاف، “قسم الاستخبارات الذي تحت إمرته لم يرقَ إلى مستوى المهمة التي أوكلت له، وتابع “أحمل ذلك اليوم الأسود معي منذ ذلك الحين، يومًا بعد يوم، وليلة بعد ليلة، وسأحمل الألم معي إلى الأبد”

 

وذكر أنه على قناعة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية، تكون قادرة على التحقيق بشكل معمق وموسع في العوامل والظروف التي قادت إلى الأحداث الصعبة، حسب وصفه.

https://twitter.com/i/status/1782439219408887959

 

 

المحلل العسكري واصف عريقات قال لقناة “الجزيرة”: إن 4 مراحل هي التي أجبرته على الاستقالة.

 

1-7 أكتوبر وهو ركن أساس من هزيمة الجيش حيث اكشف أنه لم يكن لديه معلومات عن العملية.

2- القصف التمهيدي الذي استمر ل20 يوما وبنك الأهداف الذي دمر البنية التحتية في غزة.

3- الخطة العسكرية أو خطة الخراب البرية بتوقيع نتنياهو والركن الاساس هو الامن والاستخبارات، التي غاب عنها معرفة من سيقاتل الجيش وهذا من أهم المراحل التي شعر رئيس شعبة الاستخبارات أنه اخفق فيها.

4- وعن مرحلة الخطط التي تحدثت عن أهداف لم يتحقق منها شئ، والأول يتعلق بتفكيك حركة حماس والثاني إعادة الأسرى، وأنه حينما وافق حاليفا على أن يكون هناك هدفين معلنين وهو يعلم أنه يعلم انه لا يمكن تحقيق أيا منها عسكريا فهذا خطأ.

وأوضح عريقات أنه كان يمكن لأي عسكري بسيط بتفكير متدن أن يعلم أن تحرير الاسرى بالقوة العسكرية وتفكيك المقاومة لا يمكن عسكريا رغم الدعم الألماني وامريكي والبريطاني المستمر على مدى 200 يوم.

 

5 – واضاف عريقات مرحلة أسماها (مرحلة الحسم) مشيرا إلى اليوم التالي أو ما بعد الأخطاء السابقة، ماذا سيفعل الجيش وهو يعلم أنه لا يوجد لدديه معلومات استخباراتية لفي معركة رفح التي لن تختلف في مخرجاتها عما حدث في خانيونس أو الشفاء أو بيت حانون أو بيت لاهيا.

 

المحلل السياسي الفلسطيني ماجد أبو دياك قال: “استقالة رئيس قسم الاستخبارات العسكرية بجيش العدو (أمان) اللواء أهرون حليفا نتيجة الفشل الاستخباراتي المدوي، هل سيكون لها مفاعيل الدومينو في جيش الاحتلال، والحكومة؟”.

 

وأضاف عبر @abudiak64، “..من الصعوبة بمكان التكهن بذلك، وإن أطلقت دعوات لاستقالات المعنيين في الجيش والحكومة”.

 

وتابع: “ولكن الفشل المدوي للاحتلال في 7 أكتوبر، وفشله التالي في غزة وعجزه عن تحقيق أهدافه بإنهاء حماس واستعادة الأسرى ستظل تسعر الخلافات داخل الكيان، وستبقى نتائجها تلاحقه إلى حين زواله”.

 

وفي تغريدة تالية، لفت ماجد أبو دياك إلى سياق استقالة حاليفا والذي تزامن مع إعلان إدارة الرئيس جو بايدن معاقبة كتيبة “نيتساح يهودا” المتشددة في جيش الاحتلال، بسبب جرائمها بحق الفلسطينيين!

 

وقال أبو دياك إنه “.. ذر للرماد في العيون، بل ومحاولة للتغطية على إقرار مساعدة ضخمة للاحتلال بقيمة 26 مليار دولار للاستمرار في مجازره! بل وللتغطية عليها بعد انكشافها أمام العالم”.

 

وأضاف “هذه الكتيبة وغيرها تتلقى أوامرها من قيادة جيش الاحتلال في تسلسل قيادي وصولا لنتنياهو نفسه”.

 

واستدرك “وإذا كانت واشنطن جادة في العقوبات، فعليها معاقبة الحكومة والدولة بأسرها!! بل إن العقوبات نفسها شكلية وتافهة، ولا تردع أحدا.”.

وفي وقت سابق من عمليات جيش الاحتلال كان يخرج حاليفا كمتحمل للأخطاء ففي حرب سيف القدس كان يشغل منصب رئيس قسم العمليات في جيش العدو وقال لصحيفة يدعوت احرونوت وقال “لم أكن أتوقع أن تطلق حماس صواريخها على القدس”.

وقال “اذا استمر إطلاق النار من غزة بعد نصف سنة من العملية سأعترف أني فشلت في تقديري أن العملية ردعت حماس”.

 

وفي 20 فبراير الماضي، سرب أفراد من جيش الاحتلال تسجيل صوتي لرئيس شعبة المخابرات في جيش الاحتلال أهرون حاليفا حيث قال إنه يعترف أن “منظمة حماس أوقعت الجيش الإسرائيلي في خطأ استراتيجي”.

وزعم أن “دخول الجيش الإسرائيلي في حرب الاستنزاف؛ كانت هذه استراتيجية خططت لها إيران وحماس لتقويض الأمن القومي الإسرائيلي على المدى الطويل”.

 

وتأخرت استقالة حاليفا حيث بدا الرجل قبل عملية طوفان الأقصى أن أهارون حاليفا بحكم منصبة كرئيس لشعبة الاستخبارات العسكرية يدرك أهداف حماس فنقل عنه من الصحف العبرية في 22 مايو 2023 أن “حماس تسعى لتفعيل القوة انطلاقًا من لبنان وسوريا وتبحث عن فرصة أيضًا من الأردن، لذا ننصح أعدائنا ألا يخطئوا التقدير تجاهنا، لأن تفعيل القوة ضدنا من هناك قد يؤدي إلى تصعيد وصِدام كبير”.!

 

وفي أثناء التحقيق معه قبل 5 أشهر كان يتحمل حاليفا المسؤولية، إلا أن استقالته تأخرت، ففي 29 نوفمبر الماضي، نشر عن الإعلام العبري ما قالوا إنه تسريب عن “ليلة فشل إسرائيل” لفي 7 أكتوبر.

وبحسب التسريب كانت هناك في ذلك اليوم، “إشارات ضعيفة لشيء ما سيحدث على حدود غزة .. نقلت الساعة ٣ فجرا لرئيس الإستخبارات العسكرية “أهارون حاليفا”.. حيث كان يقضي إجازة عائلية في إيلات.. حاليفا اكتفى بطلب إطلاعه على تحديثات أولا بأول .. في ذات الوقت كان كبار القادة في الجيش يجرون مشاورات هاتفية استثني منهاحاليفا وقائد سلاح الجو”.

واشار التسريب إلى أن “القادة العسكريون لم يتأكدوا من نوايا حماس وقللوا من التحذيرات والمؤشرات الأمنية.. فيما تجاهل رئيس الإستخبارات (حاليفا) تقييما قدمته إحدى الضابطات حذرت فيه من سيناريو مشابه لطوفان الأقصى حاليفا وصف السيناريو بالخيالي وغير الواقعي”!

 

واستند حاليفا إلى “تقديرات الاستخبارات بأن حماس تريد الحكم وتحسين اوضاع غزة الإقتصادية .. فيما رشح “الشاباك” أن التحركات على حدود غزة قد تكون هجوما محدود على مستوطنات الغلاف قبل ان تشن حماس هجوما مباغتا وغير مسبوق وتأسر جنودا وتحتجز عددا من المدنيين بينهم أجانب”.

وكان أولى بالاستقالة على وقع تسريب نوفمبر الماضي، رئيس هئية الأركان الإسرائيلي “هيرتزي هاليف” الذي أقر بالفشل تعليقا على تسريب نشرت تقرير “يديعوت أحرنوت”.

 

السؤال الأبرز أن الصحيفة التي خلصت إلى أن “الجيش وشعبة الإستخبارات فشلا في السابع من أكتوبر، ستكون هناك تحقيقات حاسمة وعميقة، لكن يجب علينا التركيز على القتال”، فهل انتهى القتال؟؟!