قال رئيس سلطة رام الله محمود عباس ضمن القمة العربية المفاجئة: إن “العملية العسكرية التي نفذتها حماس يوم 7 أكتوبر بقرار منفرد، وفرت لإسرائيل مزيدا من الذرائع لمهاجمة القطاع”.
هذا في الوقت الذي يظهر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من أنه لا اعتبار لعباس فيتحدث بجملة في السياق، ويعلن رفض عودة السلطة الفلسطينية إلى إدارة قطاع غزة “لست استبدل حماستان بفتحستان”.
وفي الوقت ذاته يستجدي محمود عباس نتنياهو أن يفرج عن أموال السلطة، وتفعيل ما أسماه شبكة الأمان العربي لضخ الأموال للسلطة.
الصحف الغربية ابتعدت عن لف ودوران عباس نتنياهو وقالت “واشنطن بوست” عن مسؤولين: “الشاباك يقيم عناصر قوة أمنية بغزة من بين نحو 8 آلاف مرتبطين بالسلطة الفلسطينية”.
وأضافت “فايننشال تايمز” البريطانية توضيحا في هذا الملف وقالت: “مصر والإمارات والمغرب تدرس مبادرة أميركية لتشكيل قوة استقرار في غزة ما بعد الحرب”.
وهي عودة لما كان قبل اعتقال شرطة غزة بقيادة حركة حماس 12 ضابطا بمخابرات محمود عباس أرادوا التسلل لحكم غزة على ظهر الدبابة الصهيونية والمساعدات الأمريكية والصهينة العربية في أبوظبي والقاهرة.
منقلب القاهرة عبدالفتاح الذي بدا منهزما أمام الصهاينة، بعدما أخلت تل أبيب وواشنطن بالهدنة التي قدمها كوسيط، وظهر أنه لا اعتبار له، أراد فيما يبدو الاستفادة في إعلامه من قمة المنامة التي عقدت 16 مايو الجاري، لأخذ اللقطة مع محمود عباس بزعم دعم مصر للقيادة الفلسطينية في مواجهة ما تتعرض له من ضغوط، وتقدير مصر لجهود السلطة الفلسطينية لدفع المجتمع الدولي للاضطلاع بمسئولياته في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة.
وتلك المقابلة أتت مع طبول زائفة لموقف من زعيم الانقلاب تجاه رفض الادارة المشتركة لمعبر رفح بين مصر وإسرائيل، وأنها أصرت أن الجهة الثانية من المعبر تكون تحت إدارة فلسطينية، حماس أيدت هذا الموقف تحديدا في أن سيطرة حكومة غزة على كل غزة بما في ذلك المعبر.
إلا أن موقف زعيم الانقلاب عبر عنه تعليقات اللجان الإلكترونية فقال أحدهم “الحل الوحيد المرضي لجميع الأطراف، هو وجوع السلطة الفلسطينية لغزة، حماس انتهت”.
وكتبت اللجنة @ManalEltonyM1، جملة من التلميحات والإتاحات، “حالة واحدة فقط للفوز والنصر أن تتخلى قيادات حماس عن أهوائهم ومصالحهم الشخصية، وتعود السلطة الفلسطينية برئيس جديد منتخب يتفق عليه الجميع ويكون لاشبهة فيه، وأن يكون ولاؤه لفلسطين لا لأحد، وألا يتكسب على حس القضية، وتكوين جيش وطني قوي”.
https://twitter.com/ManalEltonyM1/status/1791100775382360080
وهو ما اعتبره مراقبون تساوقا مع ما أعلنته الصحيفة الصهيونية الصادرة في أمريكا “وول ستريت جورنال” نقلا عن مسؤولين مصريين من أن “مصر رفضت عدة طلبات إسرائيلية لتنسيق إعادة فتح معبر رفح وإدارته”.
وأضافت أنه “من بين المقترحات الإسرائيلية خطة لجعل السلطة الفلسطينية تساعد في إدارة معبر رفح”.
الشاعر والكاتب الفلسطيني المصري تميم البرغوثي @TamimBarghouti قال: “كل ما ظن نتنياهو أنه أنجزه عسكريا منذ بداية الحرب حتى رفح بينت جباليا اليوم أنه وهم، المقاومة بخير، وفي بعض المواقع تبدي كفاءة تفوق كفاءتها في أول الحرب، لم يبق شيء في جعبة إسرائيل”.
وأضاف ” حكام عرب لن يجدوا أشد صهينة من حكامنا الآن، تفوق تقني، أنفاقنا غلبت طائراتهم، تقسيمنا كفلسطينيين، قسمونا منذ عشرين سنة ولم يفلحوا، إن لم يأمَن المشروع الصهيوني الآن فلن يأمن أبدا”.
https://twitter.com/TamimBarghouti/status/1790785628990300442
وزعم عباس أن “موقف حماس الرافض لإنهاء الانقسام والعودة إلى مظلة الشرعية الفلسطينية، خدم المخطط الإسرائيلي الذي كانت حكومة الاحتلال تعمل على تنفيذ قبل السابع من أكتوبر الماضي لتكريس فصل قطاع غزة عن الضفة والقدس، حتى تمنع قيام دولة فلسطينية، وتضعف السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية”.
وأدعى أن “العملية العسكرية التي نفذتها حماس بقرار منفرد في ذلك اليوم، وفرت لإسرائيل المزيد من الذرائع والمبررات كي تهاجم قطاع غزة، وتُمعن فيه قتلا وتدميرا وتهجيرا”.
واستعرض أدهم أبو سلمية @adham922 مقارنات بين ما يعيشه محمود عباس والوضع في العالم:
“العالم: FREE FREE FREE PALESTINE
السلطة الفلسطينية: نحن نطالب بحل الدولتين، وعمليات المقاومة ما هي إلا ذرائع للاحتلال، لمهاجمة الشعب الفلسطيني.
العالم: STOP THE GENOCIDE
السلطة الفلسطينية: حكومتنا التي شكلناها مؤخرا لم تتلق تمويلا من أحد، نطالب بتفعيل شبكة أمان عربية لتعزيز صمود شعبنا، أي شبكة أموال في رواية أخرى.
العالم: AMERICA, STOP ARMING ISRAEL
السلطة الفلسطينية:
الإسرائيليون يحتجزون أموالنا، مما يجعلنا في وضع حرج للغاية، وندعو كل الدول المجتمعة لمطالبة الولايات المتحدة، بالضغط على إسرائيل للإفراج عن هذه الأموال.
وبس كدا يا مؤمن.
https://twitter.com/adham922/status/1791100909155656111
أما الفلسطيني ماهر اليوسفي @MaherYousefi فاعتبر أن ما قاله حاكم رام الله من باب التصريحات المخزية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تلتقي في جوهرها مع ابن غفير وسموتريتش والنتن ياهو ، وكل اليمين الصهيوني الديني، وتعطي لإسرائيل مبررا للاستمرار في الإبادة الجماعية.
وعلق، “يبدو أن لا أحد ينصح محمود عباس، بأن يقدم استقالته، واختار أن يبقى حارسا للمحفل الصهيوني”.
https://twitter.com/MaherYousefi/status/1791100012161650774
واعتبر مصطفى @MustaphaJouzou أن “محاولة الأنظمة العربية فرض حكم السلطة الفلسطينية على غزة، وهي تعلم بأن تلك السلطة لا تتمتع بأي تأييد يذكر من سكان القطاع لا تكاد تختلف بشيء عن فرض حكم السلطة الصهيونية عليها، فكلاهما احتلال؛ وفي ذلك شبهة التواطؤ مع الكيان العدو والولايات المتحدة وأوروبا على المقاومة الغزية البطلة”.
https://twitter.com/MustaphaJouzou/status/1791098770735648993
الكاشف لما يدور في كواليس الصهاينة العرب ما قاله البيان الختامي لما يسمى “القمة العربية” أو إعلان البحرين، قال بعد رفضه محاولات للتهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه بقطاع غزة والضفة الغربية، دعا إلى ما هو أسخم فقال الإعلان “يدعو لنشر قوات حماية وحفظ سلام أممية في الأرض الفلسطينية المحتلة”.