في ظل بلطجة نظام السيسي وإدارته الدولة المصرية بوسائل تجمع بين الفساد والبلطجة ، والسطو على الضعفاء من الشعب، وتقسيم كعكة المصالح بين الكبار، وإمكانية الرشوى لأي مسئول، تزايدت وقائع وجرائم النصب والسرقات المليونية والمليارية في أحيان كثيرة، بل بات الكثير من المصريين يبحثون عن المكسب السريع وبلا أي مجهود، وهو ما فاقم من ظاهرة المستريحين، الذين يسطون على أموال الناس ، بإرادتهم، ثم يهربون بها، تاركين وراءهم مآسي وكوارث اجتماية وإنسانية، يفاقمها عجز النظام وفساده، وسياساته الاقتصادية التي أفقرت المصريين وأفقدتهم أكثر من ثلثي مدخراتهم،وهو ما يضطرهم لتدبير متطلبات حياتهم بوسائل منها القانوني وغير القانوني.
ففي الشرقية، استغل تاجر كبير معروف عددا من المواطنين وأوقعهم ضحايا لثقتهم به وأوهمهم بالإتجار في العملات، ونصب عليهم بمبالغ تقدر بـ900 مليون جنيه، ولاذ بالفرار.
وقال الأهالي: إن “مستريح فاقوس قام بتسليمهم فوائد المبالغ المالية لأكثر من شهر حتى اختفى مع أسرته بشكل مفاجئ خارج مصر، تاركا خلفه منزلا وعدة محلات ومصنعا”.
وانتشرت ظاهرة “المستريح” في مصر منذ سنوات عدة، وارتبط مصطلح “المستريّح”، بجرائم السرقة والنصب ونهب الملايين، والتي كان آخرها مستريح فاقوس بمحافظة الشرقية.
وجاء لقب “مستريح” نسبة لأول نصاب في الصعيد قام بعمليات نصب واحتيال على الأهالي، ويعرف باسم أحمد مصطفى المعروف بـ “أحمد المستريح”، ومن هنا أطلق على المحتالين لقب “المستريح” نسبة إليه.
قضايا النصب خلال العام
وشهدت 8 محافظات، خلال الأشهر الثلاثة من العام الجاري عمليات نصب مختلفة، ولكنها تشابهت في طريقة واحدة وهي تجميع الأموال من المواطنين، بحجة تشغيل الأموال وتقديم فوائد كبيرة على الأموال بطريقة تبهر الأهالي وتجعلهم يتهافتون على التعامل مع المحتال وإعطائه أموالهم بكل سهولة وبعد عدة أشهر من الالتزام لجمع المزيد من الأموال يقوم بالفرار.
وفي السابق وقبل عملية “مستريح” الشرقية التي جمع فيها 900 مليون جنيه، تعتبر محافظة الغربية صاحبة النصيب الأكبر من جمع الأموال التي نجح فيها “مستريح” في أن يجمع من ضحاياه مبلغ 400 مليون جنيه بزعم توظيفها، الأمر الذي شكل صدمة كبيرة لجميع من أعطوه أموالهم بعد أن عرفوا بحقيقته، وقد تمكنت قوات الأمن من ضبطه في نهاية شهر فبراير الماضي.
مستريح البيتكوين
وثاني أكبر عملية نصب التي عرفت إعلاميا بـ “مستريح البيتكوين”، الذي تمكن ومجموعة من شركائه من الاستيلاء على مبلغ 200 مليون جنيه، بزعم توظيفها في الأجهزة الإلكترونية والبرمجيات وتعدين البتكوين، وقد بلغ عدد ضحايا هذه العملية 3 آلاف مواطن.
واستطاع موظف بإحدى الشركات الخاصة بالسويس، الاستيلاء على أكثر من 40 مليون جنيه بزعم توظيف الشباب، ولقب هذا الموظف بـ”مستريح السويس”، حيث قدم عدد من المواطنين بينهم زملاء هذا الموظف في العمل، بلاغات باستيلائه على 40 مليون جنيه تحت مزاعم توظيفها في شراء الشاليهات بالعين السخنة.
مستريح عجول أسوان
وقبل أشهر جرى الكشف عن مستريح اسوان، الذي جمع نحو مليار جنيه ، بزعم توظيفها في شراء العجول، وكان أكثر الأهالي أعطوه عجولهم ومواشيهم ، كمقابل مالي للمشاركة بثمنها بالتجارة، وهو ما جرى اكتشاف زيفه بعد هروبه.
ويرى خبراء أن ظاهرة المستريح، جريمة مشتركة، بين الدولة التي لا توفر أوعية استثمارية مناسبة للمواطنين لاستثمار أموالهم، بل تقوم بفرض الضرائب والرسوم على أية مشاريع ولو صغيرة ، ما يدفع المواطنين لإغلاق محالهم وورشهم، ويبحثون عما يحقق لهم أرباحا تعينهم على المعيشة، كما أن فقدان الجنيه لقيمته عبر سياسات التعويم تدفع الأهالي للبحث عن استثمار يحقق لهم التوازن ويعوضم خسائر إيداع أموالهم بالبنوك كما أن بعض المواطنين يتحكم فيهم الطمع وتستبد بهم الرغبة في تحصيل أموال كثيرة، قد يفقدوها كلها.