رغم أن الحرب الصهيونية على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “اونروا” هدفها مفضوح ومعروف للعالم كله وهو تجويع الفلسطينيين وفرض حصار خانق عليهم لدفعهم إلى الهجرة خارج أراضيهم إلا أن الولايات المتحدة الإرهابية بزعامة الإرهابى جو بايدن وعدد من الدول الآوربية سارعت إلى وقف الدعم الذى تقدمه لمنظمة الأونروا عقب اتهام الاحتلال الصهيونى لنحو 12 موظفا بالاونروا البالغ عددهم 13 ألفًا في غزة بالمشاركة فى طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى وهو ما كان له أثر سلبى كبير على الفلسطينيين وأدى الى موت الكثير منهم خاصة من الأطفال والسيدات وكبار السن .
وتصدرت الأونروا.. محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعدما أعربت دول وتكتلات ومنظمات دولية عن قلقها وإدانتها لمصادقة الهيئة العامة للبرلمان الصهيوني (الكنيست)، بقراءة تمهيدية على مشروع قانون يقضي بأن تعلن إسرائيل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) “منظمة إرهابية”.
يشار إلى أن الحرب على أونروا هدفها في الأساس هو نسف أحد محاور الوضع النهائي في الصراع العربي الإسرائيلي وهو اللاجئين الفلسطينيين، وفي عام 2012 حددت الأمم المتحدة عدد اللاجئين، وكيف ارتفع العدد من 750 ألف لاجئ في العام 1950 إلى 5 ملايين لاجئ فى الوقت الحاضر .
مزاعم نتنياهو
فى هذا السياق زعم بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الصهيونى ، إنه يتعين إنهاء مهمة وكالة “أونروا”، مؤكدا في بيان صادر عن مكتبه نهاية يناير الماضي أنه قال أمام وفد من الأمم المتحدة: “حان الوقت ليفهم المجتمع الدولي والأمم المتحدة نفسها أنه لا بد من إنهاء مهمة الأونروا”.
وقال : تسعى الأونروا إلى الإبقاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين، ولا بد أن نستبدل وكالات أخرى بالأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى بالأونروا إذا أردنا حل مشكلة غزة مثلما نخطط أن نفعل وفق تعبيره.
وكتب وزير الخارجية في حكومة الاحتلال الصهيونى يسرائيل كاتس عبر حسابه الرسمي بمنصة “إكس” أن وزارة الخارجية في حكومة الاحتلال تهدف إلى ضمان ألا تكون الأونروا جزءا من المرحلة التي تلي الحرب، مؤكدا أنه سيسعى إلى حشد الدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأطراف مانحة أخرى رئيسية.
وقال كاتس : في مرحلة إعادة إعمار غزة، ينبغي أن تحل محل الأونروا وكالات تكرس عملها للسلام والتنمية، داعيا مزيدا من الجهات المانحة إلى تعليق تمويلها.
وطالب المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني بالاستقالة، وكتب “لازاريني رجاء استقِل”.
المفوضية الأوروبية
فى المقابل أعلنت المفوضية الأوروبية عن استعدادها لصرف الدفعة الثانية من المساعدات المالية للسلطة الوطنية الفلسطينية بقيمة 25 مليون يورو، و16 مليون يورو لوكالة “الأونروا” لتوفير الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم للاجئين الفلسطينيين.
وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ، أن التكتل يشعر بقلق عميق إزاء المناقشات في الكنيست بشأن تصنيف (الأونروا) منظمة إرهابية، وسحب الحصانة والامتيازات الدبلوماسية لأعضائها .
وأضاف بوريل في بيان له أن الاتحاد الأوروبي يدعم الأمم المتحدة بحزم، مطالبا سلطات الاحتلال الصهيونى بالسماح لـ(الأونروا) بمواصلة تأدية عملها الذي لا غنى عنه، بما يتوافق مع تفويضها .
جرائم الصهاينة
وطالب فيليب لازاريني المفوض العام لـ “الأونروا” الاحتلال الصهيونى بوقف حملته المفضوحة ضد الوكالة.
وقال لازاريني في تصريحات صحفية : على إسرائيل وقف حملتها ضد (الأونروا)”، مؤكدا أن الحرب في غزة تسبب ازدراءً فاضحًا بمهمة الأمم المتحدة بما في ذلك الهجمات الصهيونية الصارخة ضد الموظفين والمنشآت والعمليات التي تقوم بها الوكالة.
وشدد على ضرورة توقف الهجمات الصهيونية على الأونروا وموظفيها وعدم عرقلة عملياتها فى الأراضى المحتلة مطالبا العالم كله بأن يتحرك لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم .
وأكد لازاريني أن ما لا يقل عن 192 من موظفي الأونروا قتلوا في غزة على يد الاحتلال الصهيونى. وتعرضت أكثر من 170 منشأة تابعة لـ(الأونروا) للأضرار أو دمرت. وتم هدم مدارس تديرها (الأونروا). وقُتل 450 نازحًا أثناء لجوئهم في مدارس أو غيرها من مؤسسات الأونروا .
الوجود الفلسطيني
وقال المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور محمد ديب، إن الاحتلال الصهيونى يحارب وجود الأونروا بشكل خاص كجزء من محاربته للوجود الفلسطيني بشكل عام مشيرًا إلى أن الأونروا تشرف على ٥٨ مخيما فلسطينيا في لبنان وسوريا والأردن والضفة وغزة وتقدم دعم كاملًا لسكان هذه المخيمات في جميع النواحي.
وأكد ديب في تصريحات صحفية ، أن الاحتلال الصهيونى يسعى إلى إلغاء وجود الأونروا في قطاع غزة والضفة الغربية حيث تشرف علي أكثر من عشرين مخيما للاجئين منهم١٢ مخيما في قطاع غزة.
حق العودة
وقال المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور هيثم نايف، ان تصنيف الأونروا منظمة إرهابية مرفوض عالميا لأنها مؤسسة تتبع الامم المتحدة وهي منظمة خدماتية تقوم بأعمالها لخدمة اللاجئين الفلسطينيين في جميع مناطق لجوئهم مؤكدا أن الاحتلال الصهيونى يقوم بمحاربة هذه المنظمة لإنهاء دورها وإنهاء حق العودة وقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وأضاف نايف في تصريحات صحفية أن الاحتلال الصهيوني قام منذ بداية حرب الابادة بكيل الاتهامات للوكالة وقام بتهميش دورها داخل غزة وقامت الامم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية اثبتت براءة الوكالة من هذه التهم مؤكدا ان الاحتلال الصهيونى لن يستطيع القضاء على الوكالة.
وأشار إلى أن الدعم المالي الذي تقدمه أغلب الدول عاد من جديد إلى الأونروا بعد أن أدركت هذه الدول الأهداف الصهيونية وأن الاتهامات التى توجهها اسرائيل للأونروا هى اتهامات ملفقة وكاذبة .