في ذكرى عودتها.. طابا شاهد على تفريط السيسي في لحم مصر

- ‎فيتقارير

كتب سيد توكل:

ليست آخر قطعة من الوطن يحتلها كيان العدو الصهيوني، فقبلها كانت قرية أم الرشراش المصرية التي احتلها كيان العدو وأطلق عليها ميناء إيلات، وكبر العسكر جماجمهم عن المطالبة بتلك القرية، لكنهم أقاموا الأفراح والليالي الملاح على عودة "طابا" نظريًا إلى مصر، وغنت المطربة صفاء أبوالسعود بأمر هيئة الشئون المعنوية بالجيش "طابا رجعت كاملة لينا.. ومصر اليوم في عيد"، فهل بعد تلك السنوات وتكشف عقود البيع التي أبرمها العسكر مع العدو الصهيوني لا تزال أراضي مصر كاملة؟

دموع سيناء
بعد حرب أكتوبر التي انتصر فيها الجيش المصري في البداية، ومسح العسكر هذا الانتصار باستيكة المفاوضات والاتفاقات المذلة في كامب ديفيد، ومن تلك المفاوضات مع العدو ما عرف بمفاوضات الكيلو «١٠١» وقد تقرر خطة الانسحاب الصهيوني من "بعض" الأراضي المصرية وليست كلها، وعلى ثلاثة مراحل، يضمن كيان العدو في كل مرحلة تنازلات يقدمها المصريون.

المرحلة الأولى تمثلت في استرداد نحو ٨٠٠٠ كيلومتر مربع، وتحقيق أوضاع عسكرية سلمية واسترداد منطقة المضايق وحقول البترول في خليج السويس، ثم نفذت المرحلتان الثانية والثالثة في إطار معاهدة الاستسلام.

فالثانية تضمنت الانسحاب من العريش ورأس محمد، ثم الثالثة التي انسحب جيش الاحتلال فيها إلى خط الحدود الدولية الشرقية لمصر في ٢٥ إبريل ١٩٨٢م في نقطة طابا في ١٦ مارس ١٩٨٩م وقام المخلوع مبارك، وقتها، برفع العلم وقام الإعلام باستغفال الشعب والترويج بأن طابا آخر قطعة أرض مصرية محتلة.

وطابا قرية مصرية صغيرة تقع في جنوب محافظة سيناء التي أصبحت بعد انقلاب 30 يونيو 2013 منزوعة السيادة، وتعتبر طابا من أجمل المدن المصرية ويحتلها فعلياً السياح الصهاينة، ويوجد بها نحو 10 فنادق تخدم الصهاينة، وتبلغ مساحة طابا حوالي 509 أفدنة.

الانقلاب ينتقم من أهالي سيناء
وتؤكد "طابا" وأخواتها تيران وصنافير خسة الانقلاب العسكري، ويوم الأربعاء الماضي، قامت ميلشيات العسكر بحرق عشش المهجرين من رفح والشيخ زويد بقرية السلام التابعة لمركز بئرالعبد بشمال سيناء، في مشهد انتقامي غير مبرر، رغم المعاناة التي يعانيها أهالي سيناء.

وتعمدت قوات أمن الانقلاب بحرق عشش المهجرين من رفح والشيخ زويد بقرية السلام التابعة لمركز بئر العبد، فضلا عن تحليق مكثف لطائرة حربية على ارتفاع منخفض بمنطقة الحسنة في وسط سيناء.

ويقوم رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي بتهجير أهالي سيناء بشكل متعمد، في محاولة لإخلاء سيناء من أهلها لخدمة الكيان الصهيوني، فضلا عن نية الانقلاب بتوطين الفلسطينيين في سيناء، حسب ما كشفه وزير في حكومة الاحتلال الصهيونية.

انتهاك السيادة
وتواصل حكومة الكيان الصهيوني تسريبها للمعلومات التي من شأنها إحراج النظام الانقلابي في مصر خاصة أن ما كشفه المسئولون الصهاينة خلال الفترة الماضية أثار غضباً واسعاً في  الأوساط السياسية الانقلابية ولكن يبدو أنهم يريدون مواصله ذلك.

فقد  نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن وزير الحرب ،أفيجدرو ليبرمان قوله: "القوات الخاصة التابعة للختنشتاين هي التي نفذت الهجوم على داعش فى سيناء، ونحن لا نترك أمرا دون رد" في تلميح ضمني إلى وقوف قواته خلف الهجوم في سيناء المصرية.

يأتي ذلك بعد كشف صحيفة "هآرتس" الصهيونية عن لقاء جمع  السيسي مع كل من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري في العقبة في مارس 2016 واعترف الانقلاب بتلك اللقاءات.

ولم تكن هذه آخر التسريبات التي فاجأت بها الصهاينة الشعب المصري منزوع السيادة، حيث كتب وزير دون حقيبة في حكومة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، يوم 15 فبراير الماضي على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "سيتبنى ترامب ونتنياهو خطة السيسي بإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء بدلاً من الضفة الغربية".

يذكر أن التقراب بين رئيس الانقلاب والكيان الصهوينى يعتبر الأكثر حميمية منذ حرب 73، وقد تعاون السيسى معهم كثيرا؛ حيث إن بعض الصحف فى الكيان وصفته بأنه "جوهرة إسرائيل" فى شرق الأوسط، فأهلا وسهلا بالسيادة!