ما بين محاولة من نظام المنقلب السفيه السيسي لتطفيش شركات التكنولوجيا ورواد التقنية من القرية الذكية، عاصمة التكنولوجيا بمصر، نحو العاصمة الإدارية ومقارها التي لا تنقطع بها الكهرباء، وبين انهيار البنية الأساسية بعموم مصر وتخريب أسس الاقتصاد والأعمال، بما يكشف دعوات السيسي الفنكوشية للمصريين بتعليم أبنائهم التكنولوجيا والكمبيوتر والبرمجة لتحصيل الكثير من الدخل، بدلا من تعليمهم الحقوق والآداب والتجارة، تراوحت تفسيرات المصريين لحادث انقطاع الكهرباء عن مدينة الأعمال والتكنولوجيا بمصر، بمقر القرية الذكية غربي القاهرة.
وفيما كان السيسي يصدر القرار رقم 24 لسنة 2024 بشأن الموافقة على الخطابات المتبادلة لمشروع الطاقة الذكية ضمن برنامج “نوفي”، كانت القرية الذكية، أو ما يُعرف بـ”عاصمة التقنية” في مصر، تغرق في ظلام معلوماتي، بسبب انقطاع الكهرباء أمس الخميس لأكثر من ساعتين، بحسب عاملين في المنطقة الاقتصادية الحيوية، التي تضم مؤسسات غاية في الأهمية، ومنها مقر البورصة المصرية والرقابة المالية ومصر للمقاصة.
وقبل أسابيع، طالب السيسي المصريين بالعمل في البرمجيات، لأنها تُدّر دخلا يتجاوز المائة ألف دولار شهريا، ما فتح شهية السخرية التي يشتهر بها المصريون، ليندلع بركان من الكوميكس والمنشورات والتعليقات الساخرة، التي خمدت حدتها قليلا حتى جددها انقطاع التيار الكهربائي صباح الخميس عن القرية، حيث تقع معظم شركات البرمجة التي يطالب السيسي المصريين بالاقتداء بشبابها الذين انقطعوا عن العالم وتعطلت أعمالهم لساعات بسبب انقطاع الكهرباء.
ولم تكن شركات التقنية والبرمجة وحدها التي تضررت بانقطاع الكهرباء الذي طاول عددا من المؤسسات المهمة التي اختارت القرية الذكية مقرا، ومنها شركة مصر للمقاصة، التي تتولى جانبا من أعمال البورصة المصرية، والمسؤولة عن تسوية التعاملات في البورصة، مما أدى إلى تعطل عمليات البيع والشراء لعدة ساعات.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي تتعرض فيها القرية الذكية لأعطال توقف أنشطة شركاتها، حيث سبق وجرى إخلاؤها بسبب تسرب للغاز، فيما يعتبر متابعون أن القرية التي تعد من منجزات نظام الرئيس الراحل حسني مبارك ورئيس وزرائه أحمد نظيف، والواقعة غرب القاهرة، تقع في مهب الاستهداف لنقل الثقل الاقتصادي شرقا حيث العاصمة الإدارية، وفق خطط تستهدف نقل ستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي وغيرها من الأنشطة قرب العاصمة الإدارية الجديدة، التي يقع بها حي للمال والأعمال والتقنية، المستهدف بالتنشيط والترويج.
وتشهد مصر حالة من السخط الشعبي، بسبب انقطاع الكهرباء ساعتين يوميا في برنامج معتاد أضر بالعديد من الأنشطة الاقتصادية والحرفية، فيما اتجهت الحكومة لزيادة فترات الانقطاع الكهرباء لثلاث ساعات، قبل أن تتراجع عنه، وسط تكهنات بأن الأمر مقصود بإعلان الزيادة ثم التراجع عنها، لكفّ المصريين عن الشكوى من ساعتي الانقطاع.
ومع انقطاع الكهرباء عن البورصة وشركة مصر للمقاصة، شهدت البورصة الخميس انخفاضا ملحوظا في مؤشراتها الرئيسية، ما عزاه متابعون لانقطاع الكهرباء عن شركة مصر للمقاصة، حيث تصدر أسعار الأسهم الأكثر تراجعا اليوم سهم بي إنفستمنتس القابضة، وبنسبة تراجع 4.3%، ليغلق عند 10 جنيهات للسهم، كما انخفض نحو 32 سهما آخر.
وأجبر انقطاع الكهرباء العديد من الشركات على إغلاق أبوابها مؤقتا بسبب انقطاع التيار، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة.
ومع استمرار أزمة انقطاع الكهرباء وعدم رغبة النظام في توجية المزيد من الأموال لشراء الغاز الطبيعي لمحطات التوليد، ستتفاقم أزمات الاقتصاد المصري، بما يهدد بهروب الاستثمارات الأجنبية من مصر ، وكثير من الأزمات الاجتماعية والاضطرابات الناجمة عن خسائر الشركات وتراجع الإنتاج.