رغم الدعم الأمريكي والاوربي..تحرير 4 أسرى صهاينة فشل استراتيجي لدولة الاحتلال

- ‎فيتقارير

 

 

رغم تسويق الاحتلال الصهيونى لعملية تحرير 4 من أسراه لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على أنها نصر كبير وانجاز غير مسبوق إلا أن الخبراء والمراقبين اعتبروه نصرا باهتا بطعم الهزيمة والإهانة لدولة الاحتلال

وأكد الخبراء أن هذه العملية لن تغير من سير المعارك ولن تقلص من الخسائر الفادحة التى تتكبدها دولة الاحتلال والدول التى تدعمها بالمال والسلاح والمرتزقة وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا .

وتوقعوا أن تنفذ حركات المقاومة عمليات جديدة لأسر جنود صهاينة أو الكشف عن أسر جنود صهاينة خلال الشهر الماضى والتى تتكتم اسرائيل اخبارها حتى الآن .

 

شاحنات مساعدات

 

من جانبه قال الباحث السياسي داود سليمان : بعد 9 أشهر من الحرب المدمرة على قطاع غزة تمكنت قوات من النخبة الصهيونية من وحدة اليمام وجهاز الشاباك من استعادة 4 أسرى لدى المقاومة كانوا محتجزين في منطقة النصيرات وسط القطاع.

وأضاف سليمان في تصريحات صحفية : في مساحة لا تتجاوز 9 كيلو مترات مربعة خاضت قوات الاحتلال اشتباكات ضارية مع المقاومة وتحت قصف ناري مكثف من الجو والبحر والجو لاستعادة أسراها الذين لم يكن منهم أي عسكري، وتم أسرهم في حفل موسيقى بأحد مستوطنات غلاف غزة. كما أنهم جزء من 128 أسيرا لدى المقاومة وفقا للتقديرات الصهيونية.

وأشار إلى ‏قوات الاحتلال تسللت إلى مخيم النصيرات بشاحنات مساعدات إنسانية لتدخل المنطقة دون لفت نظر المقاومة مؤكدا أن مقاومين فلسطينيين لاحقوا السيارة التي أجلت الأسرى وأطلقوا النار عليها وأصابوها بأضرار، ولم يتمكن جيش الاحتلال من إدخال مروحية قرب مكان إجلاء الأسرى واستعان بتعزيزات إضافية.

وأكد سليمان أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إخراج الأمر من سياق الدعم الذي حصلت عليه دولة الاحتلال من عدد من الوكالات الاستخباراتية الدولية لافتا الى أن موقع “ديكلاسيفايد” البريطاني المختص بالسياسة والاستخبارات كشف أن الجيش البريطاني نفذ منذ ديسمبر حتى مايو الماضي- 200 مهمة تجسس جوية فوق قطاع غزة دعما لدولة الاحتلال وأن هذه العملية جاءت بعد استخدام دولة الاحتلال قوتها القصوى تكنولوجيا وناريا في سبيل القضاء على المقاومة وإضعاف قدراتها.

 

نصر باهت

 

وأوضح أن مواقع إسرائيلية ذكرت أن مسؤولا أمريكيا وصل أمس تل أبيب لمتابعة العملية، مما يدلل على أن واشنطن كان لها دور أساسي في توفير المعلومات الاستخباراتية ومشاركة جيش الاحتلال في هذه العملية، وكان المسؤول ينتظر في الرصيف المائي الذي تم إنشاؤه لحظة تنفيذ العملية وهو ما أكده موقع أكسيوس الإخباري نقلا عن مسؤول بالإدارة الأمريكية من أن خلية المختطفين الأمريكية في إسرائيل ساعدت في استعادة الأسرى.

وقال سليمان ان الاحتلال الصهيونى يسعى إلى تحقيق نصر أو إنجاز ولكنه ظهر بصورة “نصر باهت” يعطي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفاءه مزيدا من الوقت للمضي في العدوان على غزة مؤكدا أن وصول جيش الاحتلال لبعض الأسرى ليس إنجازا كبيرا يستحق الاحتفاء، بل هو إنجاز بطعم “الهزيمة والإهانة”

وتساءل : كيف لقطاع غزة الصغير والمحاصر والذي تم تدمير معظم مناطقه أن ينجح في الاحتفاظ بالأسرى طوال هذا الوقت خاصة وأن نصر دول الاحتلال الباهت تم بمساعدة أمريكية مؤكدا أن الصورة التي يسعى جيش الاحتلال وحكومة نتنياهو الى تصويرها على أنه نصر وفتح جديد في الحرب دليل على تراجع إسرائيل وفشلها، فمحاولات تحرير الأسرى السابقة لم تسفر إلا عن قتل العديد من الأسرى في القصف الإسرائيلي كما أظهرت ضعف الاستخبارات الإسرائيلية.

 

 

جنرالات أمريكان

 

وكشف وليد العمري مدير مكتب الجزيرة في رام الله تفاصيل العملية العسكرية الصهيونية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 210 فلسطينيين، وقال جيش الاحتلال إنه تمكن خلالها من استعادة 4 محتجزين.

ولم يستبعد العمري في تصريحات صحفية أن تكون الولايات المتحدة قد ساعدت في إعادة المحتجزين الأربعة الذين أعلن الجيش الصهيوني اليوم استعادتهم من غزة بعملية في مخيم النصيرات.

وقال إنه منذ اليوم الأول لحرب الإبادة على قطاع غزة استقبلت تل أبيب جنرالات أمريكيين مدربين كانوا قد خاضوا المعارك في الفلوجة والموصل بالعراق، وأشرفوا ووجهوا الطواقم الإسرائيلية خلال حرب غزة.

وأشار العمرى إلى أنه رغم أن دولة الاحتلال لم تعلن أنها تلقت دعما أمريكيا من أجل استعادة أسراها، فإن المسؤولين الأمريكيين، السياسيين والعسكريين، سبق لهم وأن أعلنوا أنهم سيساعدون إسرائيل في الوصول إلى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة .

وحول تفاصيل العملية، قال العمرى إن سيارتين إحداهما شاحنة والأخرى سيارة مدنية تسللتا إلى منطقة النصيرات على غرار ما يفعه الجيش الصهيوني في بقية المخيمات، ثم كان هناك رصد لمعلومات وصلت الاحتلال وتأكدت صحتها يوم الأربعاء إلى ليلة الخميس الماضى وتفيد المعلومات بوجود المحتجزين الإسرائيليين الأربعة في بيتين قرب مستشفى العودة وسوق مخيم النصيرات.

وأكد إن القرار الصهيوني اتخذ يوم الخميس بإعطاء الضوء الأخضر للأجهزة الأمنية والجيش ووحدة اليمام بتنفيذ العملية عندما تنضج الظروف، ولذلك ألغيت الاجتماعات التي كانت مقررة تحسبا من أن تتسرب المعلومات.

 

فشل استراتيجي

 

من جانبها قالت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” ، ان المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في مخيم النصيرات جريمة وحشية، تؤكّد طبيعة هذا الكيان الفاشي المجرم، المارق عن قيم الحضارة والإنسانية؛ مشيرة إلى أن جيش الاحتلال الإرهابي أقدَمَ على ارتكاب مجزرة مروّعة بحق المدنيين الأبرياء، تركّزت في مخيم النصيرات للاجئين.

وأشارت حماس في بيان لها، اليوم السبت إلى أن المجزرة امتدّت إلى باقي مناطق المحافظة الوسطى، وأدّت إلى ارتقاء وإصابة المئات من الشهداء والجرحى، وتدمير أحياء سكنية في تصعيد متوحّش لحرب الإبادة التي ينفّذها الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة. 

وأكدت أن ما أعلنه جيش الاحتلال النازي، من تخليص عددٍ من أسراه في غزة، بعد أكثر من ثمانية أشهر من عدوانٍ استخدم فيه كافة الوسائل العسكرية والأمنية والتكنولوجيّة، وارتكب خلاله كل الجرائم من مجازر وإبادة وحصار وتجويع؛ لن يغيِّر من فشله الاستراتيجي في قطاع غزة.

وشددت حماس على أن المقاومة الباسلة لا زالت تحتفظ بالعدد الأكبر في حوزتها، وهي قادرة على زيادة غلّتها من الأسرى، كما فعلت في عملية الأسر البطولية الأخيرة التي نفّذتها في مخيم جباليا نهاية الشهر الماضي.

وأضافت :  سطّرت مقاومتنا الباسلة، ومن خلفها شعبنا الصامد، أروع البطولات في معركة تصدّيها للعدوان الهمجي الصهيوني، المدعوم من قوى الشر والعدوان، وأخذت على عاتقها، مواصلة طريقها بكل إصرار وتحدّ حتى دحره، وإفشال أهدافه .

 وقالت حماس : نوجّه التحية لأبطالنا ومقاتلينا الميامين، الذين تصدّوا اليوم لقوات الاحتلال المعتدية، واشتبكوا معها بكل بسالة على مدار ساعات في مخيم النصيرات والمحافظة الوسطى، وأثخنوا في جنودهم وضباطهم الإرهابيين، قتلة الأطفال والنساء.

وشددت على أن ما كشفت عنه وسائل إعلام أمريكية وصهيونية حول مشاركة أمريكية في العملية الإجرامية ؛ يثبت مجدداً، دور الإدارة الأمريكية المتواطئ، ومشاركتها الكاملة في جرائم الحرب التي تُرتَكب في قطاع غزة، وكذِب مواقفها المُعلَنة حول الوضع الإنساني، وحرصها على حياة المدنيين.

ودعت الحركة الشعوب العربية والإسلامية، وأحرار العالم، إلى مزيد من الضغط، وتصعيد الحراك المندِّد بالعدوان والإبادة في غزة، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ موقف حقيقي من هذه الجرائم الممتدة، والتي يندى لها جبين الإنسانية، وتحدُث بالصوت والصورة أمام العالم أجمع، والعمل على وقفها، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة لمحاسبتهم على جرائهم وقتلهم الأطفال والمدنيين بدم بارد.