بعد 9 أشهر على طوفان الأقصى..الصهاينة يعترفون بفشلهم وانتصار المقاومة الفلسطينية

- ‎فيتقارير

 

بعد مرور أكثر من 9 أشهر على اندلاع طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى بدأت روح الفشل والهزيمة تدب فى نفوس الصهاينة حيث عجزوا عن تحقيق الأهداف التى أعلنوها فى بداية حرب الإبادة الجماعية التى شنوها على قطاع غزة سواء استعادة أسراهم أو تدمير حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية بل وفقدوا الكثير من جنودهم ومعداتهم واندلعت مظاهرات الصهاينة فى كل مكان تطالب بإقالة رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتنياهو وتتهمه بالعمل من أجل مصالحه الخاصة على حساب الأسرى .  

  

انهيار شامل 

 

من جانبه اعتبر الجنرال يسرائيل زيف القائد الأسبق لفرقة غزة، بجيش الاحتلال أن صورة الوضع الحربي في غزة باتت واضحة الآن، موضحا أن حكومة الاحتلال لديها رغبة، ولو جزئية، بإعادة المختطفين، دون توفر ذات الرغبة لإنهاء الحرب، بزعم عدم إعطاء رسالة استسلام لحماس. 

وقال يسرائيل زيف فى تصريحات صحفية : الغريب أن الرغبة الإسرائيلية الثالثة باستبدال الحركة لحكم القطاع، لا تعني القبول بالسلطة الفلسطينية القائمة، مع توفر رغبة رابعة بأن الحلّ للتصعيد المتفاقم في الشمال لا يجب أن يكون عبر حرب واسعة النطاق، لأن القناعة السائدة تقول إن مفتاح التسوية في الشمال هو إنهاء الحرب في الجنوب .   

وحذر من أن الوضع الإسرائيلي يزداد سوءا، فالحمل زاد أضعافا مضاعفة على دولة الصهاينة، وأصبح من المستحيل توفير إمدادات إضافية من جيش الاحتياط، وسط تضرر الاقتصاد في السوق العالمية، والوضع السياسي الخطير، إضافة إلى عزلة اسرائيل عن العالم، واستمرار أزمة الثقة، مع انخفاض الروح المعنوية الداخلية .  

وكشف يسرائيل زيف أن “إسرائيل” تواجه صعوبة في التعامل مع مشكلة تهجير المستوطنين من منازلهم منذ تسعة أشهر، وقد يؤدي تضافر كل هذه الظروف لنقطة انهيار شامل لا يمكن السيطرة عليها.   

وأشار إلى أن الأمريكيين يدخلون مرحلة متقدمة من الانتخابات، وباتوا يتعبون من التعامل معنا، خاصة عندما لا تكون هناك نتائج واضحة لطموح نتنياهو بالبقاء 9 أشهر أخرى في الحرب، ودون أي قرار بنهايتها، وبانتظار وصول رئيس جديد للبيت الأبيض، مما يعني مزيدا من خطورة تدهور الوضع حتى ذلك الحين، مع ترجيح أن تؤدي هذه الخطة الوهمية لانهيار استراتيجي في وضع دولة الاحتلال، التي لا تملك القدرة على الصمود لمدة 9 أشهر أخرى، مع التدهور الاقتصادي، والانهيار السياسي الذي تعيشه .  

 

خطاب نتنياهو 

 

واعترف يسرائيل زيف أن خطاب نتنياهو في الكونجرس سيلحق ضررا لا يمكن إصلاحه بدولة الاحتلال.. سياسيا وعسكريا واقتصاديا، إنه هجوم على بايدن، وطالما أن التوصل إلى اتفاق ثنائي بين الاحتلال وحماس يكاد يكون مستحيلا الآن، لا يوجد سوى احتمال وجود فائز واحد وخاسرين، وفي صفقة من هذا النوع، لا توجد فرصة لاستسلام حماس، ولأن الضغط العسكري عليها سينتهي بعد رفح، فليس لديها سبب لفقدان المختطفين  

وأشار إلى أنه لكي تخرج دولة الاحتلال من الاتجاه السلبي الذي تجد نفسها فيه، فهي تحتاج لخلق ظروف استراتيجية أخرى من شأنها أن تأتي بنتائج تستطيع التعايش معها، وهي مطالبة بإنتاج أداة ضغط كبيرة على حماس، لا تظهر استسلام دولة الاحتلال، بل مبادرة تشمل إعادة النازحين إلى الجنوب والشمال، وهذا لن يحدث إلا على شكل صفقة أمريكية كبيرة تسمح فعليا بإنهاء الحرب، دون إملاء الاستسلام على حماس .  

وأكد يسرائيل زيف أن الحرب على غزة تدخل الآن مرحلتها الأكثر خطورة، وأن دولة الاحتلال تنزلق إلى فقدان المبادرة وحرب الاستنزاف، ما يستدعي إصدار تحذيرات حمراء، في ضوء غياب الهدف الواضح للحرب، وما إذا كانت الحكومة الحالية تسيطر على القطاع، وحقيقة تبدّد الردع، وفقدان السيطرة على الوضع، وتصاعد القصف في الشمال، بحيث أن دولة الاحتلال لم تتعرض قط لمثل هذا القصف العنيف الذي يدمّر حياة نصفها الموجود داخلها بالفعل، ولعلها لن تكون بعيدة بأكملها عن القصف وهي تواصل البحث عن “النصر” في رفح.   

وأضاف أن نتنياهو منفصل تماما عن خطورة الوضع، مع أن المخرج الوحيد هو الصفقة الأمريكية بعد أن أصبحت الحرب لأبعاد حزبية وسياسية فقط، وباتت حكومة الاحتلال غير ملتزمة تماما بأهداف الحرب التي دخلت غزة من أجلها، لأن عودة المختطفين لم تكن في الاعتبار منذ فترة طويلة، والوضع في الشمال لا يهم الحكومة، التي تتجاهل اشتداد الخطر الوجودي القادم من هناك، فيما يدرك حزب الله الفرصة بوضوح، ويكتسب الثقة، ويزيد نطاق إطلاق النار ليشمل كامل شمال دولة الاحتلال، ويوسّع تدريجياً نطاقات إطلاق الصواريخ، وأهدافها، والطائرات بدون طيار التي تطال 40% من أراضي دولة الاحتلال.   

وأشار يسرائيل زيف إلى أن نتنياهو يقود “إسرائيل” إلى حرب استنزاف طويلة من شأنها أن تلحق أضرارا جسيمة باقتصادها، بينما حكومته ضعيفة للغاية، وغير قادرة على التوصل إلى حلّ في غزة وحدود لبنان مؤكدا أن نتنياهو ليس لديه أي خطة لحل الوضع المعقد، ويعتمد على رهانات سخيفة وخطيرة.  

 

شعار فارغ 

 

وأكد إيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أن دولة الاحتلال تواجه حاليا ذروة أزمة متدحرجة ومتطورة وبعيدة عن الانتهاء، التي هي الأكثر خطورة في تاريخها، موضحا إن الأزمة بدأت في 7 أكتوبر بالفشل الأكثر فظاعة في تاريخ دولة الاحتلال .  

وقال باراك في تصريحات صحفية ان الأزمة الحالية مستمرة في الحرب الأكثر فشلا في تاريخنا، نتيجة الشلل الإستراتيجي على أعلى مستوى مؤكدا أن الصهاينة يقفون أمام قرار حاسم صعب، بين بدائل سيئة في موضوع استمرار القتال في غزة، وتوسيع العملية أمام حزب الله في الشمال، والمخاطرة بحرب شاملة متعددة الساحات تشمل إيران وأذرعها، وكل ذلك حيث في الخلفية يستمر الانقلاب النظامي الذي يسعى نحو الديكتاتورية الدينية العنصرية، المتطرفة والقومية، والمسيحانية الظلامية .  

وشدد على ضرورة اتخاذ قرارات شجاعة محذرا من أن جوهر الكارثة لدينا هو أنه في وقت الكارثة إسرائيل تقودها حكومة ورئيس حكومة بدون تأهيل بشكل واضح لتولي مناصبهم، كما أن المسؤولين عما حدث في 7 أكتوبر وعن إدارة الحرب الفاشلة في غزة، غير مؤهلين لإدارة إسرائيل وإيصالها إلى الفصل الجديد الذي أخطاره أكبر .  

وأضاف باراك ان الربان الذي أغرق سفينتين واحدة تلو الأخرى، محظور وضع دفة السفينة الثالثة والأخيرة في يده محذرا من أنه إذا بقيت حكومة الفشل هذه على حالها فيمكن أن نجد أنفسنا خلال أشهر، أو حتى خلال أسابيع، عالقين عميقا في وحدة الساحات، وحلم قاسم سليماني الغض، وهذا في حين أن إسرائيل معزولة ولها نزاع مع الولايات المتحدة، وهي الدولة الوحيدة التي توفر لنا السلاح والدعم الدبلوماسي الناجع .  

واعتبر أن الأمر الذي تحتاجه الآن دولة الاحتلال هو صفقة فورية لإعادة الأسرى، حتى بثمن التعهد بوقف الحرب. وتهدئة الوضع في الجنوب وفي الشمال بتسوية سياسية، حتى لو مؤقتة، بوساطة أمريكية .  

وشدد باراك على أن النصر المطلق هو شعار فارغ منذ البداية، فبالإدارة الفاشلة لنتنياهو نحن أقرب إلى الفشل المطلق، وبخصوص وقف الحرب بالتزام دولي يجب التذكر بأنه إذا حماس أو حزب الله قاموا بتهديد إسرائيل بعد نصف سنة أو بعد سنة ونصف بشكل يقتضي العمل، فيمكن لحكومة سيادية في إسرائيل أن تقرر العمل رغم الالتزام .  

وقال ان عدم النجاح في إسقاط هذه الحكومة ورئيسها بشكل مبكر، يعرض للخطر مستقبل واستمرار وجود دولة الاحتلال.  

  

يوم العار 

 

وأكد الجنرال يتسحاق جيرشون، قائد المنطقة الشمالية السابق أن دولة الاحتلال لا تزال تعيش أحداث “يوم العار” الذي شهد “احتلال” دولة الاحتلال من قبل مقاتلي حماس عبر مركبات رباعية الدفع، وعربات، وحمير، وحتى دراجات هوائية، والنتيجة أننا استيقظنا على يوم من الفشل الذي يضع علامات استفهام حول قدرتنا على الاستمرار في الوجود في هذه المنطقة المعقدة، لأن عملية حماس كان من شأنها أن تدمر دولة الاحتلال .   

واعترف جيرشون في تصريحات صحفية أن دولة الاحتلال تصرفت في اليوم التالي لهجوم حماس من دون إستراتيجية واضحة، رغم أن المجتمع الإسرائيلي تعرض لحدث استثنائي تضمّن دمارا وخرابا وكميات لا يمكن تصورها من الخسائر، بما في ذلك الموت، موضحا أنه رغم ما حققته الحرب بعد شهورها التسعة من أداء في الجانب التكتيكي فقط، فإن لدينا معضلة أساسية في الجانب الإستراتيجي، مما يستدعي اتخاذ إجراءات للخروج من الحرج القائم حاليا، وهذا يستدعي وقفا كاملا للحرب في غزة مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى.  

وأوضح أن الأداء القتالي لجيش الاحتلال في غزة خلال الفترة الماضية يتطلب من قادته وهيئة الأركان الخروج بطريقة تمكنهم من رؤية الصورة العالمية بشكل عام، والصورة الداخلية الإسرائيلية بشكل خاص، بحيث يستدعي الأمر من المؤسسة العسكرية التوقف والتفكير، وتنظيم قيادة جديدة للقوات عند الضرورة، وإعداد الجيش لمواجهة التحديات المقبلة .  

 

وحل غزة 

 

وطالب آفي أشكنازي المراسل العسكري لصحيفة معاريف، المستوى السياسي بأن يعود إلى رشده، لأن غزة أصبحت الآن عبئا على جيش الصهاينة ودولة الاحتلال، ورغم ما يقوله الجيش عن تحقيق ما يدعي بأنها إنجازات، لكن وزراء الحكومة يُظهرون لجمهور الصهاينة أننا لم ننته من أي شيء بعد، مما يعني التورط في وحل غزة .  

وقال أشكنازي في تصريحات صحفية : رغم مزاعم الجيش عن الاستيلاء على محور فيلادلفيا، والقضاء على مئات المسلحين من حماس، والكشف عن معظم الأنفاق وكافة البنى التحتية، لكن ذلك كان ثمنه تآكل الفرق العسكرية في الجيش 98 و99 و162، وانهيار الأعمال التجارية، والدراسات، والرهن العقاري، وتزايد التحديات عند الحدود الشمالية، وتعاظم التهديد الإيراني، وتفاقم الأزمة الاجتماعية، وأزمة التجنيد، وانفجار الأزمة الاقتصادية . 

وأكد أن كل هذه التداعيات تُظهر أن الجيش الصهيونى لم يكن جاهزا لهذه الحرب، وأن خط النهاية لا يزال بعيدا .