فوجئ المصريون بارتفاعات جنونية في أسعار البطاطس تصل إلى أكثر من 300%، ما دفع الكثيرين منهم إلى التوقف عن الشراء رغم أهمية البطاطس في إعداد الوجبات اليومية .
وأكد الخبراء أن ارتفاع أسعار البطاطس يرجع إلى نقص المعروض وتصدير كميات كبيرة من إنتاج المحصول إلى الخارج، موضحين أن ذلك جعل السوق المصرية تشهد أزمة جديدة تتعلق بارتفاع أسعار البطاطس، ما أثار قلق المستهلكين والمنتجين على حد سواء.
وطالب الخبراء حكومة الانقلاب بمراقبة مخازن البطاطس لمنع احتكار التجار ومتابعة الأسواق، مؤكدين أن الفترة الحالية تشهد فجوة زمنية تخلق نقصا في المعروض من البطاطس، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
وشددوا على ضرورة أن تكون هناك عقوبات رادعة لمن يثبت تلاعبه بالأسعار، منتقدين تجاهل حكومة الانقلاب للأزمة وعدم اتخاذها أي إجراء لمنع ارتفاع أسعار البطاطس وغيرها من الخضروات.
وكشف الخبراء أن من أسباب الأزمة ارتفاع أسعار تقاوي البطاطس المستوردة نتيجة تحريك سعر الصرف وتراجع قيمة الجنيه أمام الدولار والعملات الأجنبية، بجانب ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، ومنها الأسمدة والكهرباء والسولار، وأسعار الإيجار والعمالة، مؤكدين أن كل هذه العوامل أدت إلى ارتفاع أسعار البطاطس .
نقص المعروض
من جانبه كشف حاتم نجيب، نائب شعبة الخضروات والفاكهة بالغرفة التجارية، عن تطورات هذه الأزمة والتحذيرات من تأثيرها على الأسعار في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه وجه تحذيرات من أزمة وشيكة في أسعار البطاطس، إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة لمتابعة ومراقبة المخزون والأسواق .
وقال نجيب في تصريحات صحفية: إن “الأزمة تنبع من عدة عوامل تتكرر سنويا، خاصة مع عدم حصاد البطاطس في الوقت المناسب”.
وأشار إلى أن الإنتاج السنوي للبطاطس ينتهي عادة في نهاية شهر مايو، ويتم تخزين المحصول حتى بداية الإنتاج الجديد في شهر فبراير مؤكدا أن هذه الفجوة الزمنية تخلق نقصا في المعروض من البطاطس، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
وأوضح نجيب أن ما حدث هو نقص في المعروض من البطاطس مقابل زيادة في الطلب، مما أسفر عن ارتفاع الأسعار بصورة جنونية.
وأضاف : أن هناك حاجة ماسة لمتابعة المخزون الموجود في الثلاجات والتخزين بشكل دوري لضمان توازن السوق وتفادي الفجوات الكبيرة في العرض والطلب.
وشدد نجيب على أهمية وجود متابعة قوية من الجهات المعنية لضمان استقرار الأسعار ومنع حدوث ارتباكات كبيرة في السوق.
متابعة المخزون
واقترح أن تشمل الإجراءات متابعة دقيقة لمخزون البطاطس الموجود في الثلاجات، لضمان عدم حدوث نقص كبير في السوق.
يجب أن تكون هناك تقارير دورية عن كميات البطاطس المخزنة والمتاحة للتوزيع.
تحسين طرق وأساليب تخزين البطاطس لضمان بقاء المحصول بحالة جيدة لفترات أطول، مما يسهم في تقليل الفجوة بين فترات الحصاد والإنتاج الجديد.
تشجيع ودعم المزارعين لزيادة إنتاج البطاطس من خلال تقديم تسهيلات زراعية ومالية، لضمان وجود كميات كافية من المحصول لتلبية احتياجات السوق.
تفعيل دور الجهات الرقابية على الأسواق لضمان عدم استغلال التجار للوضع ورفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، يجب أن تكون هناك عقوبات رادعة لمن يثبت تلاعبه بالأسعار.
مستلزمات الإنتاج
وكشف الدكتور محمود سامي أستاذ البطاطس بمعهد البحوث الزراعية الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار البطاطس، ووصول سعر الكيلو إلى أكثر من 30 جنيها.
وأكد سامي في تصريحات صحفية أن أسعار البطاطس زادت عن الموسم الماضي، بسبب أننا في فاصل زراعات والمحصول المتوفر مخزن في الثلاجات .
وقال: إن “ارتفاع أسعار تقاوي البطاطس المستوردة نتيجة تحريك سعر الصرف من أسباب ارتفاع السلعة في الأسواق حاليا”.
وأوضح سامي أن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج ومنها الأسمدة والكهرباء والسولار، إلى جانب أسعار الإيجار والعمالة، أدى إلى ارتفاع أسعار البطاطس والمزارع باع البطاطس في موسم الحصاد بسعر 11.5 جنيها، ويضاف عليها التكلفة مثل التغليف والحفظ في الثلاجات، لافتا إلى أن فترة تخفيف الأحمال أدت إلى أن يقوم أصحاب الثلاجات بشراء مولدات كهرباء، حتى لا تفسد البطاطس المخزنة وهذا يحمل على المستهلك النهائي .
البطاطس المخزنة
وحول وجود مخاطر في البطاطس المخزنة في الثلاجات قال : “الناس تتناول البطاطس في يوليو وأغسطس دون مشاكل والبطاطس يتم تخزينها في الثلاجات والعنابر، وتطرح في السوق لتغطية السوق المحلي حتى شهر نوفمبر وهو موعد حصاد المحصول الجديد”.
وأضاف سامي: البطاطس ترش بمواد آمنة وكل الدول تستخدمها وهي مواد مانعة للإنبات، حين أخزن بطاطس لطرحها في السوق المحلي يجب أن تخزن من درجة 7-10 درجة حتى لا تتحول النشا الموجودة في البطاطس إلى سكر وأيضا لو حفظت في درجة حرارة منخفضة سوف تنبت، وبالتالي يتم استخدام مانع للإنبات .
وأكد أن المواد التي تحفظ فيها البطاطس في الثلاجات ليست مادة مسرطنة، ولا تسبب أي مشكلة والمادة الفعالة الموجودة في المادة مانعة الإنبات للبطاطس هي كلوربروفام وهي مادة تستخدمها كل الدول دون مشكلة، ولو كان هناك مشكلة في المواد التي نستخدمها لم نكن لنصدر مليون طن من البطاطس العام الماضي .