الاحتلال يدمّر 70% من آبار خان يونس.. والآلاف يجبرون على النزوح من شمال غزة بعد التهديد بالقصف

- ‎فيعربي ودولي

يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة من نقص حاد في مياه الشرب، مع استمرار الحرب والنزوح، وتعمد الاحتلال قطع إمدادات المياه من الأراضي المحتلة ليصطف يوميا المئات أمام محطة خان يونس للتحلية، ما يعكس حجم الأزمة التي تفاقمت بعد تعمد الاحتلال تدمير أكثر من 70% من الآبار والخزانات ومحطات التحلية المختلفة بالقطاع.

 

ويتعمد الاحتلال تأزيم الواقع الإنساني في قطاع غزة بشكل كبير جدا، من خلال فرض سياسة التعطيش ضد الشعب الفلسطيني، ما يجبر السكان أن يمشوا عشرات الكيلومترات من أجل توفير المياه، سواء للشرب أو المتعلقة بالاستخدام المنزلي.

 

وتعتبر سياسة التعطيش أحد الثوابت التي تنتهجها قوات الاحتلال كأداة للضغط السياسي على المدنيين والأطفال والنساء، إلى جانب الزج بهم في مناطق غير مؤهلة بالسكن مثل المناطق التي لا تتوفر فيها شبكات مياه أو صرف صحي أو أي من مقومات الحياة.

 

تدمير الآبار ومحطات التحلية

 

 يوضح مسؤول الإعلام في بلدية خانيونس صائب لقَّان، حجم الأضرار والدمار الذي لحق بالبنية التحتية وشبكات وخطوط المياه الناقلة، بسبب الاستهداف الصهيوني المتعمد.

 

وكشف لقَّان أن: “الاحتلال أقدم على تدمير محطة التحلية 26 بئرا للمياه من أصل 37 بئرا في مدينة خانيونس بنسبة تزيد عن 70%، إضافة إلى 220 كيلومترا طوليا من الشبكات الناقلة”.

 

وأوضح أن هذا الدمار أثر بشكل كبير على الخدمات المقدمة للفلسطينيين في مدينة خانيونس، ويشير إلى معاناة مليون و200 ألف مواطن ونازح في خانيونس، ولا سيما في المناطق الغربية، وخاصة منطقة المواصي، من نقص المياه الصالحة للاستخدام المنزلي.

 

 بينما في رفح، أقر جيش الاحتلال قبل أيام بقيام جنوده بتفجير خزان المياه الرئيسي بحي تل السلطان غرب المدينة، مما يفاقم أزمة توفير مياه الشرب، واعتبرت بلدية رفح ببيان أصدرته في 27 أيلول 2024، أن تفجير خزان المياه الرئيسي، جريمة ضد الإنسانية، وتمادي بسياسة العقاب الجماعي.

وفي تصريحات سابقة لرئيس بلدية بيت لاهيا علاء العطار، فقد أوضح أن الاحتلال دمر 70% من آبار المياه شمال غزة، و50% من مضخات الصرف الصحي.

الأونروا: سكان غزة يصطفون لساعات تحت الشمس لجلب مياه الشرب.

 

وأوضحت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أنه في “كل صباح يصطف سكان قطاع غزة لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة لملء الأوعية بمياه الشرب، ثم يمشون مسافات طويلة حاملين أوزانا ثقيلة”.

 

وأكدت وكالة الأونروا، في منشور على حسابها عبر منصة “إكس”: “بعد تعبئة مياه الشرب، يضطر الكثير من سكان غزة إلى المشي لمسافات طويلة حاملين أوزانا ثقيلة في حرارة الصيف” مشددة عن أن هذا الروتين المرهق يتكرر مرارا وتكرارا في غزة.

 

 نزوح قسري من شمال غزة بعد تهديد الاحتلال بعملية واسعة

 

ويعاني سكان قطاع غزة العديد من الويلات، فبجانب انقطاع المياه والكهرباء وتدمير القطاع الصحي وندرة الوقود، بدأ آلاف الفلسطينيين النزوح من شمالي قطاع غزة اليوم الأربعاء بعد تهديد جيش الاحتلال بعملية عسكرية واسعة بذريعة إطلاق صواريخ من المنطقة، في وقت أوقع القصف المتواصل مزيدا من الشهداء الفلسطينيين.

 

وقال شهود عيان: إن “آلاف الفلسطينيين بدأوا النزوح من مناطق شمالي القطاع، وتوجهوا إلى جباليا ومدينة غزة، سيرا على الأقدام ويحملون أمتعتهم في ظل عدم توفر وسائل نقل”.

 

وفي تغريدة نشرها في وقت مبكر اليوم على منصة “إكس”، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي: إن “على كل الموجودين في منطقة بيت حانون والمنشية والشيخ زايد والنازحين هناك إخلاء مناطقهم فورا نحو “المآوى المعروف” في مركز مدينة غزة.

 

وأضاف أن حركة حماس والفصائل الأخرى تطلق الصواريخ من تلك المناطق، وأن الجيش الإسرائيلي سيعمل فورا وبقوة ضدهم، بحسب تعبيره.

 

وتسببت الاجتياحات الإسرائيلية لرفح وخان يونس في تهجير أكثر من مليون فلسطيني، وفقا لأرقام نشرتها الأمم المتحدة.

 

وبدعم أمريكي تشن قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

 

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير، لمنع أعمال الإبادة الجماعية، ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.