قال مراقبون إنه عندما أصر اليسار الفلسطيني على قيادة أحمد سعادات للحركة الشعبية وهو معتقل منذ 20 عاما، فليس اختيار السنوار وهو في غزة جديدا وقبل أيام من وضع استطلاع رأي يحيى السنوار في مكانة متقدمة لمنافسة بارزين في حركة فتح منهم دحلان ومروان البرغوثي وأحدهما خارج فلسطين والآخر معتقل أيضا في ضوء 5 أحكام بالمؤبد من الكيان.
واستدرك مراقبون منهم رمضان فوزي على فيسبوك يحدد مهام السنوار المطلوبة منه حتى لا “..يرتفع سقف التوقعات والطموحات كثيرا بعد الاختيار الجديد (أبي إبراهيم)؛”. موضحا أن “.. الرجل لم ينزل من السماء فجأة ليُحدث تغييرات كبيرة أو انقلابات جذرية؛ فهو موجود منذ سنوات وله سهم كبير في صناعة كل القرارات السابقة، كما أن المؤسسية قائمة وهي التي تحدد المسارات والتحركات، بالإضافة إلى أن هوامش المناورة باتت ضئيلة للغاية بعد تعنُّت العدو وتصلُّبه وتجبُّره..ونسأل الله لهم التوفيق والسداد..”.
عدة صفعات
ورغم هذا الاستدراك الواجب أعتبر المحلل السياسي محمد جمال عرفة أن انتخاب حماس القائد يحيي السنوار زعيم حماس في غزة رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا لإسماعيل هنية معناه عدة رسائل وصفعات:
– صفعة للاحتلال وأميركا ورسالة لهم: جئنا لكم بأكبر صقور حماس الذي أذلكم وتحاربونه منذ 11 شهرا بلا فائدة
– رسالة للمفاوضات .. رفع السقف .. طالما هنية الرجل المعتدل كما تسمونه لم يعجبكم وقتلتوه ها هو السنوار الرجل الحديدي الصعب المراس الذي لا يطالب فقط بدولة علي حدود فلسطين المحتلة عام 67 بل علي كل أرض فلسطين (إسرائيل)
– رسالة محرجة لدول عربية ستضطرها للتعامل مع أكبر عدو لاسرائيل بصفته صاحب القرار ورئيس الحركة
– رسالة لبتوع نظرية “أصل هنية وأصحابه يناضلون من الفنادق الفاخرة) .. ها هو السنوار يعيش في خندق لم يري النور منذ 11 شهرا ويعاني مثل كل فلسطيني
رجل المرحلة قادم
وأضاف المحلل السياسي د.أسامة لأشقر Osama Al-Ashqar عبر فيسبوك أن هنية الراحل السعيد كان رأس التفاوض ورأس المعركة، وقد فاوضهم تحت النار حتى لم يبقِ لهم معذرةً، وقد قتلوه غدراً بعد أن أيقنوا أنه لن يعطيهم أكثر مما وافق عليه إخوانه.
وأضاف “وبما أنّ أولئك الأوغاد قتلوا القائد الذي يفاوضهم فهذا يعني أنّهم لا يريدون مفاوضة ولا سياسة فليذهبوا إذن إلى قيادة الحرب مراغمةً.. واليوم وجبت أن تكون الراية لغـزّة، فهي صاحبة الولاية والراية في هذه المعركة الفاصلة، وهي التي قدّمت الغالي والنفيس، ولا يتقدّمها أحد في هذه المرحلة، ولا ينبغي ذلك لغيرها.”.
وأوضح أنه “.. تبيّن بوجه قاطع أن أولئك الأوغاد لا يسعون إلا لتقطيع الوقت والمناورة المخادعة، ومن الواجب مواجهتهم بأعلى موجة وأشدّها في خضمّ المعركة، وهذا الخيار هو الذي يتناسب مع المستوى الذي يخشونه، وعليهم أن يتحمّلوا نتائج سياسة التصعيد الذي لا سقوف له”.
ورجح اشتداد المقاومة قائلا إن “لكل مرحلة رجال، وهذا الرجل المغوار الذي أطلق طوفان أكتوبر هو أبرز وجوه المرحلة، قاد بداياتها، وهو قادر مع إخوانه على قيادة سفينتها وسط هذه العواصف والأمواج الهائجة.. فلتدوِّ صافرات العدوّ حتى تنقطع حناجرها فإن أقدار الله ماضية.. وهذا أوانُ الشدّ، فاشتدِّي زِيَم !”.
الكاتب أحمد عابدين Ahmed Abdeen أعتبر أن اختيار الحركة ابو ابراهيم رئيساً خلفاً لهنية يبعث برسائل شديدة الوضوح؛
١- لم يكن 7 أكتوبر مغامرة ولا انتحارا، وإنما اختيار المقاومة كاستراتيجية لإعادة احياء القضية وانهاء عهد السير ورا الأوهام التي رسمها الاحتلال في أوسلو.
٢- استلام الحركة لرسالة نتنياهو باغتيال #هنية الذي هو الآخر كان خيار بنسف كل الاحتمالات للوصول لحلول سياسية، وان القادم طويل ومؤلم على الجميع.
٣- المقاومة في القطاع لا تزال قوية وثابتة ومتماسكة ولديها القدرة والامكانيات للمضي في الخيار السابق، وان كل اوهام الاحتلال بتفكيك الكتائب وانهيار الحركة غير صحيح.
الجميع لفلسطين
وحذر المحلل السياسي والأكاديمي خليل العناني Khalil Al-Anani من أن “كثرة الحديث عن ان السـ نـوار اكثر صلابة وحدّة مع الكيان يعطي انطباعا خاطئاً بأن الراحل هنـ يـة كان متساهلا ومفرطاً وهذا غير صحيح وفيه ظلم وتجنْ كبير على الشهيد الراحل لمن يتابع مسيرته وتصريحاته ومواقفه حتى قبل استشهاده بوقت قصير .. لذلك يجب الانتباه للأمر عند تحليل التغيير الأخير للقيادة وعدم الوقوع في فخ المقارنات التي تضر ولا تفيد. “.
اختيار يغيظ الصهاينة
الكاتب عبد الرحمن محمد محمود قال “فرحتنا بقيادة السنوار؛ لأنه أكثر شخص يغيظ الكفار، وغيظ الكفار مطلب شرعي: { لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ } .”.
واتفق مع العناني قائلا إن “فرحتنا بالسنوار ليس معناها ضعف هنيــة ـ رحمه الله – وليس معناها أنه أفضل من هنــية، بل ربما كان هنية أفضل فى الناحية العامة والسياسية، لكن السنوار – فيما يبدو- أجدر فى القيادة العسكرية، وهذه احتياجات المرحلة.”.
وأوضح “نحن لا نظن أن النصر بيد القائد السنوار، فذلك مرض قلبي، ولهذا السبب بالذات عزل عمر بن الخطاب خالد بن الوليد ـ رضي الله عنهما ـ فانتبهوا لهذا يا أحباب، فمن اعتمد على أحد وُكل إليه.”.
ولفت إلى أن “فرحتنا بهذا الاختيار لأنه كان بالإجماع، وفيه رسائل هائلة للعدو أهمها: أن كل الحركة تثق فى القيادة الداخلية والعسكرية وتؤيد ما فعلته ولم تُخطِّئهم، وأنها تُقر بفضل السنوار والتغيير الذي أحدثه، فلم يستنكف قائد واحد من القادة الكبار أمثال: البطل خالد مشـعل( الذي كان رئيس الحركة قبل هنيـة) ومحمود الزهـار، وخليل الحيــة وغيرهم أن يكون تحت قيادة من كان تحت قيادته بالأمس القريب، وفى ذلك ما فيه من التجرد وإنكار الذات، والعمل لله وحده.”.
وأشار إلى أن هناك تغير الخطاب العالمي بعد هذا الاختيار المبارك، فهو اختيار له ما بعده، وهذا يشعرنا بالفخر الكبير. وهو الأهم: أن اختيار السنوار أسعدنا لأنه لم ولن يُبقى دم حبـيـبنا وبطلنا السابق على الأرض – إن شاء الله- ، يسعدنا هذا الاختيار بقدر ما يحزن ويغيظ عـ.دونا الذي لم يهنأ كثيرًا بهذا الاغتيـال الجبان للقائد الحبيب.