بعد تعليق الشرطة عملها وتأخر رد الجيش .. مراقبون: ضبابية في المشهد ويونس مهاتير بنجلاديش

- ‎فيعربي ودولي

بظل تعليق جهاز الشرطة في بنجلاديش عمله بنسبة كبيرة مطالبين بعفو عن مجازرهم بحق الطلاب والتي وصلت حصيلتها إلى نحو 425 شهيدا ثائرا وتأخر رد قائد الجيش على قبول الاقتصادي الدولي محمد يونس رئيسا للحكومة المؤقتة التي قال الجيش إنه يعد لها في حين هدد الثوار بإمضاء التشكيل الذي اقترحوه لتلك الحكومة المرتقبة، أعلن البنجالي محمد يونس مؤسس بنك الفقراء والحاصل على جائزة نوبل قبوله رئاسة الحكومة المقترحة من الطلاب الثوار.


ونجح يونس بمنع زيادة المجاعة والفقر في بنجلاديش بدعم سخي للفقراء حيث تعاني بلاده من مجاعة تفتك بفقرائها، فقرر دكتور الاقتصاد محمد يونس ترك النظريات الاكاديمية ودراسة أسباب الفقر المحيط به، فأسس بنكاً يمنح قروضاً للفقراء ليتمكنوا من القيام بأعمالهم بقروض دون فائدة. فأخرج الكثيرين من دائرة الفقر المدقع وبات يتعامل معه اليوم، أكثر من 7 ملايين شخص.


مهاتير بنجلاديش

الأكاديمي د.رضوان جاب الله قال إن “الطلاب يرشحون الدكتور محمد يونس لتولي رئاسة الوزراء ويقبل من حيث المبدأ كمرحلة انتقالية يجب أن تتبعها انتخابات حرة دون إقصاء للأحزاب الإسلامية”.


وأوضح أنه “صاحب فكرة بنك الفقراء وهو صاحب مشروع القضاء على الجوع في بنجلاديش ونظريته الاقتصادية انتشرت في كافة أرجاء العالم وهو أول أستاذ جامعي يأخذ طلابه من الجامعة وينزل بهم للقرى والمناطق العشوائية ويبيع منزله ويبدأ فكرته الاقتصادية التي غيرت وجه بنجلادش ولولا الانقلابات العسكرية لكان مثل مهاتير محمد في ماليزيا”.

 

وأضاف أن “حصوله على نوبل شيء طبيعي لرجل غير مأساة شعب 150 مليون من الجوع إلى العمل وتوفير حد الكفاية وتبنت مشروعه الجمعية العامة للأمم المتحدة في مكافحة الفقر والجوع..”.

إرادة غلابة

أما صاحبة نوبل من اليمن الناشطة السياسية توكل كرمان فقالت عبر فيسبوك “.. الرفيق والصديق محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام رئيسا لبنجلادش بعد ثورتها الطلابية الشعبية العظيمة، عانى يونس كثيرا من حكم الطاغية حسينة ، فبعد ان استولت على بنك الفقراء الذي أسسه يونس وحاز بموجبه على جائزة نوبل حكمت عليه بالسجن في محاكمة صورية فاسدة ، تذكرنا مآلات محمد يونس ومصير حسينة أن صوت الشعوب وارداتها الغلابة هي من تحسم المعركة في نهاية المطاف، وتضع حداً للمستبدين والفاسدين وناهبي خيرات الشعوب”.


وقال الباحث أكرم يوسف Akram Youef: “على الرغم من ضبابية المشهد السياسي في بنجلاديش، خاصة مع ظهور القوي العسكرية في المشهد وإدارته، إلا أن ظهور شخصية بحجم ( محمد يونس) في المشهد، وتوليه الحكومة الإئتلافية بالبلاد، (قد) يعطي بادرة أمل بأن الأمور (ربما) تسير وفقاً لمصلحة الشعب البنغالي ..”.


وأوضح أن “..محمد يونس هو سياسي واقتصادي بنغالي، له تجربة رائدة وملهمة في مجال التمويل متناهي الصغر للإسكان ( Housing Microfinance) وهي بنك جرامين ( The Grameen Bank) وتعني بالبنغالية بنك القرية .. . أنشأ يونس هذا البنك سنة 1983 بهدف مساعدة العديد من المزارعين الفقراء في الحصول على مسكن عن طريق تقديم تمويل ميسر لهم، مصحوباً بدعم تقني في توفير المرافق العامة للمسكن، وكذلك الاستفادة من الروابط الاجتماعية الموجودة بين القرويين في توفير العمالة اللازمة للمساعدة في بناء العديد من المساكن بشكل تعاوني بينهم. نجح يونس في مدة زمنية بسيطة في مساعدة العديد من الأسر البنغالية الريفية التي ليس لها مأوى، ولذلك حصل على جائزة الأغاخان للتنمية سنة 1989، وجائزة نوبل للسلام سنة 2005.


ضبابية المشهد

وفي تشابه مع ما حدث في مصر من إضراب الشرطة عن العمل كجزء أساسي من الدولة العميقة التابعة لحسينة وحزبها أو على الأقل ضمن المتنفذين في البلاد، أعلنت نقابة الشرطة الرئيسية في بنجلاديش الثلاثاء أن عناصرها سيلزمون إضرابا.


وأفادت جمعية شرطة بنجلاديش التي تمثل آلاف الشرطيين، في بيان أنه “إلى أن يتم ضمان سلامة كل من أفراد الشرطة، نعلن الإضراب”.


وأعلنت في بيانها “نطلب الصفح عما قامت به قوات الشرطة للطلاب الأبرياء”، بعدما استخدمت الشرطة العنف وأطلقت النار على المتظاهرين.


وبدأت الاضطرابات الشهر الماضي على شكل احتجاجات ضد توزيع الوظائف الحكومية بموجب نظام الحصص قبل أن تتصاعد لاحقا إلى دعوات أوسع لحسينة للاستقالة.


واتّهمت مجموعات حقوقية حكومتها بسوء استغلال مؤسسات الدولة لتعزيز قبضتها على السلطة والقضاء على أي معارضة، بما في ذلك عبر قتل ناشطي المعارضة خارج نطاق القضاء.


واجتمع قائد الجيش مع الرئيس محمد شهاب الدين ليل الاثنين إلى جانب شخصيات بارزة من المعارضة، فيما أكد الفريق الإعلامي التابع للرئاسة بأنه تم اتّخاذ “قرار بتشكيل حكومة مؤقتة فورا”.


وحذر مايكل كوجلمان، مدير معهد جنوب آسيا في مركز ويلسون في واشنطن، من أن رحيل حسينة سيترك فراغا كبيرا وأن البلاد دخلت في “المجهول” مضيفا أن “الأيام المقبلة حاسمة”.


وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن أهمية “الانتقال السلمي والمنظم والديمقراطي” للسلطة، في دعوة كررها أيضا مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل. في الأثناء، دعت كل من بريطانيا والولايات المتحدة إلى “التهدئة”.


وسعت حسينة منذ أوائل يوليو لإخماد تظاهرات واسعة نددت بحكومتها، لكنها فرت غداة يوم سجل أكبر عدد من الضحايا مع مقتل نحو 100 شخص.


وقال وقر الزمان قائد الجيش بعد وقت قصير من اقتحام الحشود مقر إقامة حسينة ونهبه: إن “البلد عانى كثيرا وتضرر الاقتصاد وقُتل عدد كبير من الناس، حان الوقت لوقف العنف”.


وخرج الملايين في بنجلاديش إلى الشوارع في أنحاء الدولة جنوب الآسيوية للاحتفال الاثنين.


ولوّحت الحشود بالأعلام ورقص بعضهم فوق دبابة في الشارع قبل أن يقتحم الآلاف بوابات مقر إقامة حسينة الرسمي.


وبثّت “القناة 24” المحلية صورا للحشود وهم يركضون نحو المجمع حيث لوحوا للكاميرات فيما نُهبت المفروشات والكتب بينما استلقى آخرون على الأسرّة.


لكن الحشود هاجمت أيضا منازل حلفاء مقرّبين من حسينة، وفق ما أفاد شهود فرانس برس.


وأضرم آخرون النار في محطات تلفزيونية أيّدت حكمها وأحرقوا مكاتب حزبها “رابطة عوامي” وحطّموا تماثيل لوالدها الشيخ مجيب الرحمن، بطل الاستقلال.

 

من جانبه، دعا قائد الجيش إلى وقف الاحتجاجات، متعهّدا ب”النظر في جميع المظالم”. مقابل ما قال الجيش إن حظر التجول سيرفع صباح الثلاثاء كما سيعاد فتح الشركات والمدارس.


وليل الإثنين أمر رئيس بنجلاديش محمد شهاب الدين بالإفراج عن رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة المعارضة خالدة ضياء، وكذلك عن الأشخاص الذين اعتقلوا خلال التظاهرات. 
والوضع الصحي لضياء متدهور، وهي مسجونة منذ العام 2018 في قضية فساد.

والتقى الرئيس وقائد الجيش في وقت متأخر الإثنين قادة المعارضة الرئيسيين، وقال المكتب الإعلامي للرئيس إنه “تقرر تشكيل حكومة موقتة على الفور”. ولم يتّضح على الفور ما إذا الحكومة ستكون برئاسة قائد الجيش وقر الزمان أم أحد آخر يختاره أم محمد يونس.

ورئيس الحكومة الانتقالية في بنجلاديش، محمد يونس ولد في عام 1940

– حاصل على دكتوراة في الاقتصاد من جامعة فاندربيلت الأميركية.

 

– عاد إلى بنجلاديش بعد الاستقلال عن باكستان في 1972 لتدريس الاقتصاد.

 

– أستاذ الاقتصاد السابق في جامعة شيتاجونج إحدى الجامعات الكبرى في بنجلاديش.

– أسس بنك غرامين لتمويل الفقراء عام 1983 من خلال قروض متناهية الصغر.


– فاز بجائزة نوبل للسلام عام 2006.


– واجه أكثر من 100 تهمة بمحاكم في بلاده تتعلق بانتهاكات لقانون العمل والفساد أثناء فترة رئيسة الوزارء السابقة الشيخة حسينة.


– عُين الحائز على جائزة نوبل للسلام، محمد يونس، مستشارا للحكومة الانتقالية، خلفًا للشيخة حسينة واجد التي غادرت بنجلاديش إثر احتجاجات ضد الحكومة.