مع الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه مصر في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي، وتراجع مستوى المعيشة وتوقف المشروعات وإغلاق المصانع والشركات أبوابها وتزايد أعداد العاطلين عن العمل، تصاعدت معدلات الجريمة بصورة غير مسبوقة من سرقة وقتل وتعاطي المخدرات وخلافه .
ويشكل زيادة معدل الجريمة تحديا كبيرا للمجتمعات، حيث تلعب عدة عوامل دورا في تفاقم هذه الظاهرة، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الصعبة، البطالة، الفقر، ضعف التعليم، وتفكك الروابط الاجتماعية بالإضافة إلى ذلك، تساهم العوامل الثقافية والنفسية في تشكيل سلوكيات الأفراد التي قد تدفع إلى ارتكاب الجرائم .
في هذا الساق شهدت مصر جرائم مرعبة نرصد أبرزها:
نجار يخنق زوجته وطفليه
في شهر يناير مطلع العام الحالي وقعت جريمة قتل بشعة هزت الشارع المصري، شهدتها عزبة السرسي، التابعة لمركز السنبلاوين في محافظة الدقهلية، حيث تخلص نجار يدعى بهاء من زوجته وطفليه خنقا، ثم تظاهر بالقلق عليهم.
عند منتصف الليل، ذهب إلى أسرة زوجته سارة ليسأل عنها وعن طفليه إسلام ومنى متظاهرا بالقلق، قائلا: “بخبط عليها باب الشقة وما بتردش لا هي ولا الأولاد، هم عندكم؟”.
أسرع أفراد العائلة إلى منزل سارة، ليفتحوا الباب ويجدوها ملقاة على الأرض وبجوارها طفليها إسلام (8 سنوات) ومنى (10 سنوات)، فحملوهم ونقلوهم إلى المستشفى ليتأكدوا من وفاتهم.
في البداية لم تشك الأسرة في الزوج، واعتقدت أن الوفاة قد تكون بسبب تسريب غاز من الشقة، لكن الطبيب أكد أنهم قتلوا خنقا ولم يتوفوا اختناقا، أبلغت العائلة الشرطة، وتم استدعاء الزوج الذي اعترف بجريمته.
كهربائي يشطر ابن الجيران نصفين بالطول ويسرق عينيه
حادثة قتل بشعة شهدتها منطقة شبرا الخيمة في محافظة القليوبية في شهر أبريل الماضي، فقد قتل صبي عمره لا يتجاوز 15 عاما على يد جاره.
وكشفت التفاصيل، عن استدراج كهربائي يدعى طارق، ابن الجيران الطفل أحمد محمد سعد، 15 عاما، واحتجزه داخل مسكنه في عزبة عثمان بشبرا الخيمة، وتظاهر بالبحث عن الصغير مع أسرته.
وقالت شيماء شقيقة المجني عليه: إن “المتهم خطف أخاها قبل 3 أيام وذبحه وسرق أعضاءه البشرية، وحين عثروا على جثته وجدوها مقسومة نصفين بشكل طولي وأجزاء من أعضائه غير موجودة مثل العين”.
وأشارت إلى أن الجار كان يعطي أخاها أموالا ويستدرجه بها ، ولما كنا نبحث عنه في كل مكان كان المتهم يقول لنا “اطمئنوا هنلاقيه” .
سفاح التجمع بقتل 3 سيدات
في أواخر، شهر مايو الماضي ألقت أجهزة أمن الانقلاب ، القبض على سفاح جديد هو “سفاح التجمع” أو “سفاح النساء”، والمُتهم بقتل ثلاث سيدات وإلقاء جثثهن في مناطق صحراوية بمحافظتي بورسعيد والإسماعيلية.
ومع هذه الحوادث البشعة، بدأت جهات التحقيق في توسيع نطاق القضية لكشف المزيد من التفاصيل والملابسات المحيطة بهذه الجرائم، حيث كشفت التحقيقات عن استدراج المتهم للنساء إلى شقته في أحد التجمعات السكنية بمنطقة التجمع الخامس في القاهرة، وقتلهن بعدها.
طبيبة قتلها زوجها بـ 11 طعنة
لقيت زوجة مصرعها على يد زوجها، بـ 11 طعنة قاتلة، بسبب خلافات مع زوجها بالمنصورة.
كانت مستشفى المنصورة الدولي قد استقبلت الدكتورة ياسمين حسن 26 سنة، طبيبة أسنان، جثة هامدة متأثرة بعدة طعنات.
تبين مقتل الدكتورة ياسمين، على يد زوجها محمود 29 سنة، طبيب أسنان، بـ11 طعنة.
وكشفت التحريات حدوث خلاف بينهما، قام الزوج على أثره بطعن زوجته عدة طعنات قاتلة، وسمع أفراد العائلة صوت الشجار، وعندما صعدوا إلى شقته وجدوها غارقة في دمائها، وفر الزوج هاربا.
مقتل فتاة وتقطيع جثتها وإلقائها في حقيبة سفر بطريق الواحات
في شهر يوليو الماضي تم الكشف عن غموض مقتل فتاة وتقطيع جثتها وإلقائها في حقيبة سفر بطريق الواحات، تبين أن صديقة المجني عليها وزوجها وراء ارتكاب الواقعة بسبب خلافات في العمل.
كما تبين أن المجني عليها تعمل في ملهى ليلي، وأن صديقتها ارتكبت الواقعة بمعاونة زوجها بسبب خلافات على مكان الرقص داخل الملهى.
بمواجهة المتهمة أقرت أنها قامت باستدراج المجني عليها بحجة قضاء سهرة حمراء مع ثري عربي وعقب وصول المجني عليها للشقة فوجئت بزوج صديقتها وأنه حاول معاشرتها، إلا أنها رفضت فقام بخنقها بمعاونة زوجته وتقطيع جثتها بالساطور إلى 3 أجزاء؛ إذ فصل رأس الضحية وقام بتقطيع الجسد إلى نصفين ووضعاها داخل حقيبة سفر وإلقائها بطريق الواحات.
المخدرات
في هذا السياق قالت الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس: إن “زيادة معدل الجريمة ظاهرة لابد وأن نقف حولها، حيث تتطلب مكافحة هذه الظاهرة استراتيجيات شاملة تشمل تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية، تعزيز التعليم، وتطوير نظم العدالة الجنائية لضمان الردع والإنصاف، مشددة على أن تعزيز الوعي المجتمعي والتعاون بين السلطات والمواطنين يعد أمرا ضروريا للحد من انتشار الجريمة وبناء مجتمعات أكثر أمانا واستقرارا.
وأضافت سامية خضر في تصريحات صحفية، أن زيادة عدد الجرائم في أي مجتمع يمكن أن تكون نتيجة لعدة عوامل اجتماعية واقتصادية ونفسية، موضحة أن من بين تلك العوامل زيادة معدلات البطالة والفقر، لأنه عندما يكون هناك نقص في الفرص الاقتصادية، قد يلجأ البعض إلى الجرائم كوسيلة لتأمين احتياجاتهم الأساسية إلى جانب التفكك الأسري، حيث يمكن أن يؤدي انهيار الهياكل الأسرية إلى انعدام التوجيه والدعم للأطفال والشباب، مما قد يدفعهم نحو السلوكيات الإجرامية، بالإضافة إلى التعليم الضعيف لأن نقص التعليم والتوعية يمكن أن يؤدي إلى نقص في الفرص الاقتصادية والوعي بالقوانين والعواقب الاجتماعية للإجرام .
وأكدت أن وأهم عامل في زيادة معدلات الجريمة تعاطي المخدرات والكحول، لأن تعاطي المخدرات والكحول يمكن أن يزيد من احتمالية ارتكاب الجرائم.
الظروف الاقتصادية
في نفس السياق قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي: إن “معدل الجريمة زاد بشكل كبير، بسبب عدة عوامل منها عوامل نفسية وعوامل اجتماعية وعوامل اقتصادية، إلى جانب التفكك الأسري، والتعرض للعنف لأن ذلك يؤدي إلي تأثير كبير على السلوك الإجرامي”.
وطالب فرويز، في تصريحات صحفية بضرورة مواجهة هذه القضايا وأن تكون هناك تدخلات متعددة تشمل الدعم النفسي، تحسين الظروف الاقتصادية، وتعزيز العلاقات الأسرية والاجتماعية، إلى جانب تدخل رجال الدين للحد من تلك الجرائم وتنظيم ندوات في مراكز الشباب والنوادي للحد من تلك الزيادة.