وصفت شبكة “سي إن إن” الأميركية اقتحام وزراء إسرائيليين للمسجد الأقصى أمس الثلاثاء، والصلاة فيه ورفع أعلام إسرائيل وإنشاد نشيدها بأنه “رسالة استفزازية لمصر وقطر”.
وقام وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بزيارة استفزازية إلى باحات المسجد الأقصى الثلاثاء، لإحياء يوم “تيشاع باف” وهو يوم صيام يهودي لإحياء ذكرى خراب الهيكل اليهودي في القدس و”النفي القسري من الأراضي المقدسة” خلال عهد الإمبراطورية الرومانية.
وقام بن غفير بالزيارة برفقة مئات المصلين اليهود الذين دخلوا المجمع، وصلوا وغنوا، متحدين الوضع الراهن.
ووفقا للأوقاف، التي تدير الموقع، دخل أكثر من 2200 من اليهود الحرم، برفقة الشرطة الإسرائيلية.
قال الوزير الإسرائيلي: “نحن هنا في يوم تيشاع باف، في جبل الهيكل، لإحياء ذكرى خراب الهيكل، ولكن علينا أيضا أن نقول بصراحة، لقد تم إحراز تقدم كبير جدا هنا في مجال الحكم والسيادة والدليل صور اليهود يصلون هنا، وكما قلت، سياستنا هي السماح بالصلاة”.
وأردف: “وأقول شيئا آخر: يجب أن ننتصر في هذه الحرب يجب أن نفوز، وألا نذهب إلى مؤتمرات في الدوحة أو القاهرة، بل نفوز بها ونركعهم، هذه هي الرسالة يمكننا أن نهزم حماس ونركعها”
واقتحم مئات المستوطنين، الثلاثاء 13 أغسطس 2024، بمشاركة وزيرين إسرائيليين، باحات المسجد الأقصى المبارك، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية مرددين أناشيد الاحتلال.
بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية بالمسجد الأقصى، فإن نحو 2958 مستوطنا اقتحموا باحاته.
كما قام المستوطنون، بأداء طقوس تلمودية، ورفعوا العلم الإسرائيلي في باحات المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال.
وشارك في اقتحام الأقصى أيضا، وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، وما يسمى بوزير شؤون النقب والجليل بتسحاك فاسرلوف.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، عن مصادر محلية، بأن بن غفير وفاسرلوف اقتحما المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وتجولا بالساحة الشرقية، وبرفقته عدد كبير من عناصر شرطة الاحتلال.
يشار إلى أن هذا الاقتحام هو السادس للوزير المتطرف بن غفير للمسجد الأقصى منذ توليه منصبه أواخر عام 2022.
صواريخ القسام
وضمن الحرب الإسرائيلية على غزة، والمقاومة الشرسة التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الذراع المسلح لحركة حماس، أمس الثلاثاء، قصف مدينة تل أبيب وضواحيها وسط الأراضي الفلسطينية المحتلة بصاروخين، ردا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صواريخ من غزة تجاه تل أبيب، منذ 26 مايو 2024.
وقالت القسام، في بيان: إنها “قصفت مدينة تل أبيب وضواحيها بصاروخين من طراز (M90) ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين والتهجير المتعمد بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة”.
وقالت وسائل إعلام عبرية: إن “دوي انفجار كبير سُمع في تل أبيب، بينما تحدث الجيش عن رصد إطلاق صاروخ من قطاع غزة، سقط في المجال البحري وسط إسرائيل دون تفعيل الإنذارات”.
وأوضح الجيش الإسرائيلي في تصريح مكتوب إنه “تم رصد إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة، سقطت في المجال البحري في وسط البلاد، ولم يتم تفعيل إنذارات وفق السياسة المتبعة”.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها القناة 12، عن سكان في تل أبيب ووسط إسرائيل، قولهم إنهم سمعوا دوي انفجار كبير.
فيما أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الصواريخ أُطلقت من منطقة بني سهيلا في خان يونس، فيما كانت تتمركز على بعد كيلومتر ونصف من مكان إطلاق الصواريخ الفرقة 98 من جيش الاحتلال.
وبحسب ناشطين، فإن هذا الصاروخ طوله يقارب 6 أمتار، ويزن رأسه المتفجر 50 كغم، ويحتاج 8 رجال لحمله وطرق معينة لتثبيته قبل إطلاقه، متسائلين: “كيف تم كل ذلك من وسط الجيش، وتحت طائراته التي لا تفارق سماء غزة؟”.
وجاء التطور في وقت تعيش فيه إسرائيل حالة استنفار قصوى، تحسبا لردود من إيران وحزب الله، على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وتبني تل أبيب اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في بيروت، الأسبوع الماضي.
ويأتي القصف على تل أبيب، وهو الأول منذ مايو بعد مرور أكثر من 10 أشهر على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي لم يتمكن خلالها الجيش من وَقْف إطلاق الصواريخ داخل القطاع، رغم تراجعها نسبيا.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 132 شهيد قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.