السيسي يعرض أطفال مصر للبيع.. كم وصل سعرهم؟

- ‎فيتقارير

كتب سيد توكل:

"ألا أونا.. ألا دو.. ألا تري"، اعتقدوا أن بيع أطفالهم أقرب طريقا للهروب من الفقر والجوع الذي بشر به السفيه عبدالفتاح السيسي، عندما قال بصوت يشبه فحيح الأفعى "احنا فقرا أوي.. احنا غلابة اوي"، طاوعتهم قلوبهم وقرروا عرض فلذات أكبادهم للبيع من أجل الحصول على المال، بين الرغبة فى حفنة من الجنيهات، التى لا يساويها "ظفر" طفل صغير، ومشاعر الآباء والأمهات حين يقررون الاستغناء عن أطفالهم في نظام عسكري قمعي استغنى عن الشعب.

"الحرية والعدالة" ترصد وقائع عرض أسرة فقيرة طفلهم للبيع، الحكاية مآساة سردها مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، نستعرضها، خلال السطور القليلة المقبلة، بينما تهاجم صحف ومواقع إلكترونية تابعة للانقلاب الأب "الجائع"، وتصفه بأنه تجرد من الأبوة والآدمية، وقرر بيع ابنه مقابل حفنة من النقود، دون أن يعرف هوية واسم المشتري، وحرر عقد تنازل ونقل ملكية لنجله، لحامل عقد البيع مقابل مبلغ زهيد، وتجاهلت مواقع الانقلاب السبب الرئيسي لتلك الجريمة وهو إفقار الشعب ونشر السفيه السيسي الإحباط بين الناس، وقالت المواقع أن الأب تاجر بما وهبه الله من ذرية للإنفاق على ملذاته ورغباته!

من جانبها تقول الدكتورة سامية الساعاتى، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الفقر المدقع يكون الدافع الرئيسي للآباء والأمهات للتخلص من أبنائهم بعرضهم للبيع، كما أن ظروف الحياة باتت صعبة للغاية الآن في مصر.

وأضافت "الساعاتى" أن ضغوط الحياة والعيشة المرة أصبحت فوق تحمل وطاقة الآباء والأمهات، لذا يقررون عرض أطفالهم للبيع، لأنهم قد يعرضون حياة أبنائهم للخطر فى ظل الاحتفاظ بهم فى تلك الظروف الصعبة، "ممكن يموتوا".

"والمشهد حين تعرض أم فلذة كبدها للبيع يظهر قسوة شديدة لكنه يحمل بين طياته أيضا جانبا من الرحمة"، هكذا أشارت أستاذة علم الاجتماع، واختتمت قائلة "أنا طبعا ضد فكرة التجارة في الأطفال فهذا مرفوض قطعا".

تفاصيل الكارثة
تفاصيل الواقعة كشفها الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، في بلاغه للنائب العام، مطالبًا التحقيق مع الأب والأم لبيعهما ابنهما "3سنوات" مقابل خمسة آلاف جنيه، وضرورة إصدار قرار النيابة العامة تسليم الطفل إلى أحد دور الرعاية الاجتماعية لحين انتهاء التحقيق.

وأوضح "مهران" في البلاغ، أنه يوم الأحد الماضي حرّر "حازم.س.ح، والمقيم فى شبين القناطر، وبخط يده -بعد أن أكد بصحة قواه العقلية وسلامة إرادته العيوب- إقرار بيع وتنازل نهائي عن أبنه "محمود"، مقابل مبلغ خمسة آلاف جنيه لحامل هذا الإقرار.

وأضاف البلاغ، أن أم الطفل "سمر.ع.ي" ظهرت على قناة «LTC»، وأيدت فعل الأب ببيع نجلها لشخص مجهول، وقالت «مش عايزاه خدوه.. مش عارفين نصرف عليه» معلنه عن رضائها بالبيع وتركت رضيعها دون رحمة متجردة من غريزة الأمومة، وانصرفت ولم تطلب رؤية الطفل أو الاطمئنان عليه أو إعطائه رضعه توقف بكائه.

عفن الانقلاب!
وحول الظواهر الاجتماعية التي تهدد المجتمع المصري، وتفشت مثل النار في الهشيم بعد انقلاب عبد الفتاح السيسي في 30 يونيو 2013، استكمل مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، في بلاغه، أننا أمام ظاهرة اجتماعية خطيرة قد تؤدي إلى تدمير الأسرة وفساد أخلاق المجتمع بعد أن تجردت مشاعر الأبوة وغريزة الأمومة في نفوس المتهمين، والتى تكشف عن وجود خلل مجتمعي وعفن أخلاقي يهدد المجتمع ينخر في جذوره ويهدم قواعده وأركانه.

وتنص المادة رقم 291 من المدونة العقابية، على أن «يحظر المساس بحق الطفل في الحماية من الاتجار به أو استغلاله»، ويعاقب المخالف بالسجن المشدد مدة لا تقل عن خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن 50,000 ولا تجاوز مائتي ألف جنيه كل من باع طفلا أو اشتراه أو عرضه للبيع.

كما نصت المادة الثانية من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل والتي صدقت عليها مصر وتعتبر بنودها من القوانين الداخلية واجبة التطبيق أنه ( يُقصد ببيع الأطفال أي فعل أو تعامل يتم بمقتضاه نقل طفل من جانب أي شخص أو مجموعة من الأشخاص إلى شخص آخر لقاء مكافأة أو أي شكل آخر من أشكال العوض).

طفل بـ100 جنيه فقط!
وفي وقت سابق، أقدمت سيدة بدمياط على عرض طفلها للبيع أمام المارة في الشارع، وكانت المفاجأة حين طلبت الأم مبلغ مئة جنيه فقط، من أجل إطعام باقى إخوته، أهالي قرية "السنانية" بدمياط، تجمهروا أمام السيدة التي كانت تقف قرب أحد المطاعم الشهيرة بالمنطقة، بسبب الفقر والجوع، الذي أصاب عائلتها لضيق الحياة وغلاء الأسعار، انفعل الأهالي وظنوا فى بادئ الأمر أن الأم قد فقدت قواها العقلية لكنهم تحققوا فيما بعد من أن الفقر والجوع هما ما أعوزاها لبيع فلذة كبدها.

قوات الانقلاب ونتيجة لتجمهر الأهالي أمام السيدة، حررت محضرا ضد الأم واستمعوا فيه لشهود العيان، وتبين من خلال التحريات أن الأم تمر بضائقة مالية، إلا أنه تقرر توقيع الكشف الطبى عليها لبيان حالتها العقلية، وتحفظ رجال الشرطة على الطفل، لحين قرار النيابة.

طفل مقابل فاتورة الكهرباء
"عايز أموت بس متقولوش انتحر وخلاص".. بهذه الكلمات أعلن مواطن يدعى "السيد محمد السيد سالم" وشهرته "السيد الزير"، من محافظة الدقهلية، إضرابه عن الطعام حتى الموت فى وقت سابق، وعزمه عرض أحد أبنائه للبيع لمروره بضائقة مالية وارتفاع سعر فاتورة الكهرباء.

وأكد "السيد" أنه فوجئ بمحصل الكهرباء يحضر له 3 فواتير كهرباء بمبلغ 340 جنيها، مضيفا: "البيت لا يوجد به إلا 360 جنيها، ودفعت الفواتير ولم يتبق لدي سوى 20 جنيها"، لهذا أعلنت إضرابى عن الطعام، وبيع أحد أطفالى، وأريد أن أموت، لكن بعد أن يعلم العالم كله أني أموت لأني فقدت أي مصدر دخل أستطيع به أن أجعل أبنائي وأمي يعيشون حياة كريمة ولا أريد أن يقولوا انتحر وخلاص".

وشرح الرجل مأساته قائلاً: "أنا مسؤول عن أسرة من 6 أفراد، أنا وزوجتي وأمي، التى تجاوز عمرها 73 عاما و3 أبناء، مشيرا إلى أنه كان يعمل نقاشا، وتعرضت لحادثة سقوط في أثناء العمل من على السقالة فأصبت وظهرت عندي غضاريف ولا أستطيع الحركة وزوجتي تعمل في الأراضي.. وأصبحت عالة عليهم".