بسبب ارتفاع الأسعار..عزوف المصريين عن شراء المستلزمات المدرسية

- ‎فيتقارير

 

 

مع اقتراب العام الدراسي الجديد والذي يبدأ فى 21 سبتمبر الجاري، فوجئ أولياء الأمور بارتفاعات جنونية في أسعار المستلزمات المدرسية، ما يجعلهم عاجزين عن الشراء، وهو ما يضعهم في موقف محرج أمام أبنائهم

وتشكو الأسر المصرية مر الشكوى من ارتفاع الأسعار مع تراجع الدخول، وهو ما يجعلها توجه الأموال المتوافرة في أيديها إلى شراء الحاجات الأساسية والضرورية اليومية .  

يشار إلى أن أسعار المستلزمات المدرسية شهدت هذا العام ارتفاعا بنسبة تتخطى الـ 20% مقارنة بالعام الماضي كالتالي: سعر الكشكول الـ60 ورقة بلغ  10 جنيهات بعد أن كان 8 جنيهات، أما الكشكول الـ80 ورقة بلغ سعره 11 جنيهًا بعد أن كان 9 جنيهات، والكشكول 100 ورقة أصبح سعره 12 جنيهًا بعد أن كان 10 جنيهات.

وبلغ سعر كراسة الرسم الكبيرة 70 جنيهًا بعد أن كان 50 جنيهًا، بينما بلغ متوسط سعر القلم الجاف 10 جنيهات بدلا من 6 جنيهات في العام الماضي وبلغ متوسط سعر القلم الرصاص 6 جنيهات هذا العام مقارنة بـ 4 جنيهات خلال العام الماضي.

 

ارتفاع الأسعار

 

في هذا السياق قالت منى رفعت أم لطفلين الأول في الصف الثالث الابتدائي والثاني في الصف الأول الإعدادي: إن “المستلزمات المدرسية شهدت ارتفاعًا كبيرا في الأسعار مقارنة بالعام السابق بنسبة تقارب الـ50%”.

وأضافت منى رفعت : ألجأ لسوق الفجالة لشراء الأدوات المدرسية باعتبارها أرخص الأسواق لبيع كل ما يخص المدرسة، ورغم ذلك لم تكفِ ميزانيتي لشراء مستلزمات الطفلين على مدار العام، وكذلك لم يكفِ المبلغ الذي حددته لشراء كل المستلزمات علاوة على تكلفة المواصلات من بيتي في مدينة نصر لسوق الفجالة.

وتابعت: اضطررت إلى الاكتفاء بالأساسيات فقط وتباعدت آمالي عن شراء مستلزمات العام بأكمله.

 

مجموعة أمهات

 

وقالت مروة ولية أمر:  خضت رحلة مع عدد من الأمهات  لشراء المستلزمات الدراسية؛ مؤكدة أنها لا تستطيع شراء مستلزمات العام كله ولديها بنت واحدة، لذلك سعت لتكوين مجموعة من الأمهات لشراء المستلزمات بكمية كبيرة وأسعار أرخص.

وأعربت مروة عن سعادتها بعد أن استطاعت شراء علبة ألوان مستوردة، والتي حرصت ألا تكون ضمن منتجات المقاطعة وأن تكون صناعتها ماليزي بـ75 جنيهًا بالجملة بينما سعرها قطاعي 100 جنيه.

وكشفت أنها قامت هي وأمهات آخرين بتجميع النقود سويا وشراء 6 علب مرة واحدة بعد أن أتاح بائع الجملة لهم شراء 6 علب بدلا من 12 (دستة) بسعر الجملة.

 

مقلمة سبايدر مان

 

أمام إحدى المكتبات في شارع سليم بحي الزيتون، وقفت أم تحاول إقناع طفلها الصغير بعدم إمكانية شراء مقلمة عليها شكل سبايدر مان (أحد أشكال والت ديزني) بعد وعدها له في العام الماضي أنها ستشتريها له وذلك لارتفاع ثمنها من 100 جنيه لـ 140 جنيهًا،

وأكدت الأم أن ثمن المقلمة ارتفع كثيرا عن العام الماضي رغم عدم اختلاف أي شيء، مشيرة إلى أنه مازال ينقصهم شنطة المدرسة واللانش بوكس واللانش باج بجانب بقية الأدوات المكتبية .

 

المصري والمستورد

 

حول ارتفاع الأسعار أكد صاحب مكتبة بحي الزيتون أن أسعار المستلزمات الدراسية جميعها ارتفعت المصري والمستورد منها، لكن المصري ارتفع بنسبة أقل.

وكشف صاحب المكتبة عن عدم إقبال المشترين على المستلزمات المدرسية المصرية بشكل كبير رغم انخفاض سعرها نسبيا،  مؤكدا أن الأطفال تحديدا الصغار يقبلون على الأدوات المدرسية المستوردة لأن أشكالها مبهجة وجودتها أعلى.

وقال: إن “تجار الجملة قاموا بتخزين الأدوات الدراسية التي لم تبَع في العام الماضي وباعوها لنا بأسعار مرتفعة هذا العام، ونحن بالتبعية رفعنا أسعارنا حتى نستطيع مواكبة ارتفاع الأسعار وشراء بضاعة جديدة بعد بيع بضاعتنا”.

 

أسواق الجملة

 

في المقابل أكد أحمد أبو جبل رئيس شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية أن الأدوات المكتبية شهدت ارتفاعا طفيفا في الأسعار هذا العام بحد أقصى 5% بسبب ارتفاع أسعار الورق نتيجة الغلاء العالمي، بخلاف ذلك الأسعار تشهد استقرار نظرا لاستقرار سعر الصرف الأجنبي.

وحول ارتفاع الأسعار والتغلب عليها قال أبو جبل في تصريحات صحفية: إن “المستهلك بدأ يعتمد على الشراء من أسواق الجملة أو من خلال المعارض المدرسية التي تقدم تخفيضات تصل لـ 40%”.

 

الورق

 

وأكد عمرو خضر رئيس شعبة الورق باتحاد الغرف التجارية، عدم ارتفاع الأسعار بنسبة كبيرة، موضحا أن لدينا في مصر مصنعين للورق وأسعارهما ثابتة منذ 5 أشهر.

وقال”خضر” في تصريحات صحفية: إن “إنتاج مصنعي الورق يغطي ثلث استهلاك المصريين من الورق والباقي تستورده مصر، منوهًا إلى أن ما ارتفع سعره هو الورق المستورد والذي زاد بنسبة 20%”.

وحول مواجهة ارتفاع الأسعار أوضح أن سوق الأدوات المكتبية والورق هو سوق حر وبه تنافسية شديدة، وبالتالي من الصعب السيطرة على الأسعار في هذا السوق.

وأضاف “خضر”  : بالنسبة لـ”معارض أهلا مدارس” تشهد تخفيضات وذلك طبيعي، لأن العارض في المعرض لا يدفع تكلفة للمكان الذي يعرض فيه بضاعته، وبجانب ذلك يحصل على تسويق مجاني لسلعته ويضمن إقبال نسبة كبيرة من المستهلكين، لذا يكون من السهل عليه تخفيض الأسعار مع ضمان تحقيق المكسب في نفس الوقت.

 

تقسيط المصروفات

 

وطالبت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وإئتلاف أولياء الأمور، بتفعيل مبادرة “تبادل مستلزمات المدارس” التي تطلقها كل عام قبل انطلاق العام الدراسي الجديد، لتخفيف العبء عن الطلاب وأولياء الأمور بسبب ارتفاع الأسعار.

وقالت “عبير أحمد”، في تصريحات صحفية: إن “العالم يشهد ارتفاعًا في الأسعار، بسبب الأحداث الجارية والصراعات الدولية، ومصر ليست بمنأي عن العالم، لافته إلي أن الاتحاد والإئتلاف كل عام يطلق مبادرة تبادل مستلزمات المدارس، سواء الكتب المدرسية أو مستلزمات المدارس من شنط وملابس، واستفادة الطلاب منها خاصة مع زيادة أسعارها”.

وشددت علي ضرورة قيام المدارس الخاصة بالتخفيف عن أولياء الأمور، من خلال تقسيط المصروفات علي أكثر من قسطين، وعدم المبالغة في الزيادة السنوية للمصروفات وأسعار الباصات، مراعاة لظروف أولياء الأمور.

وأكدت على ضرورة تكاتف الجميع لخدمة الطلاب، سواء الوزارات المعنية أو مؤسسات المجتمع المدني والمبادرات الشخصية، مطالبة بتنظيم معارض في جميع المناطق والمحافظات تبيع بأسعار في متناول الجميع.