ارتباك بالسكة الحديد..جرارات معطلة وشبكة متهالكة وتمرد بين السائقين

- ‎فيتقارير

كتب يونس حمزاوي:

حالة من الارتباك تسود قطاع السكة الحديد بعد حادث الإسكندرية الذي أسفر عن مقتل 49 وإصابة أكثر من 130 آخرين.

الارتباك تمثل في حالة تمرد بين السائقين الذي أبدوا رفضهم القاطع لتحميل السائقين المسئولية عن الحوادث في ظل تهالك الشبكة والجرارات والقطارات.

وتسببت حالة الغضب والتمرد بين السائقين إلى ارتباك في حركة القطارات وتأخرها عدة ساعات سواء في الانطلاق أو الوصول.

ووقع 1234 حادث قطار في مصر في عام 2015، حسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي.

وكان الحادث الأسوأ في تاريخ السكك الحديد في مصر في فبراير 2002، حين أدى حريق اندلع في قطار العياط الذي كان متجها من القاهرة إلى جنوب مصر إلى مقتل المئات والبعض يصل برقم الضحايا إلى الألف لعدم وجود إحصاء رسمي بضحايا الحادث ما يؤكد أن الرقم كان مخيفا.

توجهات نحو الخصخصة
وأبرزت صحيفة الأهرام في مانشيت اليوم الأحد 27 أغسطس توجهات حكومة الانقلاب نحو خصخصة قطاع السكة الحديد من خلال طرح «مشروع قانون» زعمت أنه ينهى احتكار الحكومة خدمات السكة الحديد.. وتناولت تفاصيل مشاركة القطاع الخاص فى إنشاء الخطوك والتشغيل والصيانة»..

وترى حكومة الانقلاب في هذا التوجه تخفيفا من الأعباء الملقاة عليها حيث كشف هشام عرفات وزير النقل بحكومة الانقلاب أن القطاع يحتاج إلى 45 مليار جنيه للقيام بخطة التطوير المقترحة والتي يزعم أنها كفيلة بوضع حد لحوادث القطارات التي تعددت بعد انقلاب 3 يوليو 2013م.

إضراب سائقى القطارات
سيطرت حالة من الرعب والفزع على سائقى جرارات السكة الحديد بعد كارثة الإسكندرية الأخيرة. وامتنع عدد من السائقين عن قيادة أى جرار إلا بعد التأكد من صلاحيته.

وأكد السائقون أنهم يسيرون ببطء خلال الرحلة منعًا للحوادث، وحفاظًا على أرواح الركاب.
وطالب السائقون بتشكيل لجنة من المهندسين والفنيين تشرف على الجرارات قبل انطلاق رحلاتها.

وسادت مؤخرا حالة من الارتباك محطات السكك الحديدية بسبب تأخر حركة القطارات فى عدد من المحافظات، وهو ما اعتبره البعض مقدمة لأزمة كبيرة، خلال إجازة عيد الأضحى المبارك.

ففى الغربية، سادت حالة من الاستياء، أمس، بين الركاب بمحطة طنطا، بسبب تأخر وصول القطارات عن مواعيدها المحددة، بسبب امتناع السائقين عن القيام بالرحلات إلا بعد الاطمئنان على حالة الجرارات.

وفي سوهاج، توقف القطار رقم ٢٠٠٩ "أسوان-القاهرة"، لمدة ساعتين، نتيجة عطل ميكانيكي.

وفي كفر الشيخ، أصر السائقون على إجراء الصيانة قبل القيام بالرحلات، وهو ما أدى إلى تأخر عدد من القطارات عن القيام في موعدها.

فيما شهدت حركة قطارات الفيوم، تأخر مواعيد الوصول بين ٢٠ و٣٥ دقيقة، خاصة قطارات الإسكندرية، كما شهدت المحطات ازدحام المسافرين لمحافظات الوجه البحري.

جرارات معطلة وشبكة متهالكة
وكشفت مصادر بهيئة السكك الحديدية عن سوء حالات الجرارات الموجودة بالهيئة والتى تنبئ بـ«كارثة»، حيث أكدت المصادر أن 60% من الجرارات لا تعمل، كما أن هناك 180 جرارًا انتهى عمرها الافتراضى.

وأشارت المصادر إلى أن توربينات هذه الجرارات بلغ معدل تشغيلها مليون كيلومتر، موضحة أن «العمرة» يتم عملها بعد 350 ألف كيلو متر فقط.

وأضافت أن الجرارات التى تعمل بقطارات الديزل والإكسبريس من الطرازات القديمة، وتعمل بكفاءة منعدمة، ودون وسائل أمان، حيث إن جهاز «رجل الميت» الذى يستطيع أن يوقف القطار فى زمن أقل من 30 ثانية معطل ولا يعمل، إضافة إلى أن جهاز التحكم الآلى بتلك الجرارات تحول إلى ديكور فقط.

وأوضحت التقارير الفنية أن الجرارات المتوقفة هى الجرارات الحديثة الواردة من شركة جنرال إلكتريك الأمريكية عام 2009 المخصصة للبضائع، والجرارات الموردة من شركة جنرال إلكتريك الأمريكية عام 2010 المخصصة للركاب، وقد بلغ المتوقف ركابا وبضائع 60%.

وطالبَ تقرير أعده المهندسون بضرورة إعادة تشغيل ورش التبين فى عمل عمرة للجرارات الصغيرة.