السيسي وحفتر والسراج في أبوظبي لاقتسام الكحكة الليبية

- ‎فيأخبار

كتب- أحمدي البنهاوي:

 

رجحت مصادر ليبية، التقاء قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بنظيره في ليبيا "خليفة حفتر"، بعدما رتبت معهما أبوظبي لقاء مع "فايز السراج" في أبوظبي مع حديث عن اتفاق على تشكيل مجلس للرئاسة بليبيا.

 

ويسعى محمد بن زايد –الذي بدأت الأمور تتفلت من يديه- إلى لملمة الوضع في ليبيا بعدما أدانت الامم المتحدة انتهاكات قوات حفتر لحقوق الانسان في بنغازي في مارس الماضي، ووصفتها بـ "جرائم الحرب".

 

وكشف "بن زايد" عن أوراقه في الملف الليبي بعدما ألتقى علانية للمرة الأولى خليفة حفتر قبل اسبوعين، وأعترفت أطراف ليبية منها رئيس "مجلس نواب" طبرق علناً بالدعم الإماراتي لقوات "حفتر" والتي يشكل مكونها فلول الكتيبة 32 مشاة التابعة للقذافي.

 

المؤامرة

 

وفي أول تعليق له على اللقاء الذي جمع القائد العام للجيش المشير حفتر ورئيس المجلس الرئاسي السراج في أبوظبي ، اعتبر مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني أن السراج وحفتر زعما التوافق بينما تقوم "مليشيات حفتر” ممثلة فى اللواء 12 مجحفل بدك الجنوب بأسلحتها.

 

وقال: "يجتمعون ويقولون تصالحنا بينما مدافعهم لا زالت تدك بنغازي والجنوب، 6 ملايين ليبي مظلومون يخرج منهم 10 فقط للتظاهر فكيف سترد الحقوق التى يأخذها الاقوياء بقوة السلاح وتمنع عن الضعفاء وكبار السن؟.

 

ودعا الشيخ الناس إلى الخروج فى تظاهرات للمطالبة بحقوقهم بدل الوقوف أذلاء أمام المصارف و ذلك على حد وصفه.

وأشار الغرياني إلى أن الناس يشتكون ويحسون بالخطر الدائم مما وصفها بـ"المؤامرات ومكائد المجتمع الدولي" ومن تعاونوا معهم من بني جلدتنا".

 

واشنطن الطباخ

 

من جانبه أصدر عبدالله ناكر، رئيس حزب القمة الليبي، بيانًا أعتبر فيه أن اللقاء عبارة عن مؤامرة "تطبخ" في واشنطن وهو التالي بعد اللقاء الذي جرى بين رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة عبدالرحمن السويحلي بالعاصمة الإيطالية روما بأن لقاء كرتوني وبلا ملامح هدفه تأجيل الصراع الليبي بعض الوقت.

 

وقابلت الولايات المتحدة اللقاء الرباعي بترحيب، عبر عنه وليد فارس مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إبان الانتخابات.

وقال فارس في حديث لصحيفة "إيلاف" الإلكترونية: إن "الإنجاز الدبلوماسي الذي حققته دولة الإمارات عامة، وسمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي بشكل خاص تجاه الأزمة الليبية هو إنجاز استراتيجي مهم".

 

وأضاف أن الاجتماع "خطوة أساسية على طريق إعادة الوحدة والاستقرار إلى ربوع ليبيا".

 

وعن المطلوب بعد الاجتماع هو تمكين حفتر ك"قائد للجيش" ضمن حديث عن هيئة رئاسية، وقال "فارس": "..ما سيسفر عنه من نتائج كبيرة على صعيد بناء المؤسسات وتركيز الجهود المحلية والدولية على هزيمة التنظيمات الإرهابية، كداعش والقاعدة، وتجريد بقية الميليشيات من سلاحها لتبسط الدولة الشرعية سيادتها على كامل الأراضي الليبية، مع الأخذ بعين الاعتبار التوازنات السياسية والاجتماعية المتنوعة في البلاد".

 

وجود السيسي

 

والتقى حفتر والسراج السيسي في فبراير الماضي، أعقبها الهجوم "الحفتري" على الموانئ الليبية وسيطرتها بالكامل عليها، وهو ما وضع علامات استفهام كثيرة عن دور رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج في الملف الليبي، لاسيما وأن من طرحه على سدة المجلس كان أمريكا ودعمته باتفاق الصخيرات التي أخذ فيه إسلاميو ليبيا خطوة للخلف، وسط حديث ليبي عن أن السراج هو حفتر السياسي.

 

ورغم أن السيسي جوده طبيعي في الإمارات، باعتبارها حليفة له منذ لطلقات لأولى بصدور الإخوان المسلمين في مصر، إلا أن ما يرشح دائما عن زياراته لا يعدو ديباجات "التصريح لصحفي" الصادر عن مكاتب العلاقات العامة التي تدمن الإمارات إنتاجها.

 

حيث قال مكتب السيسي في بيان إن زيارة السيسي للإمارات سوف تستغرق يومين وسيجري خلالها مباحثات مع المسؤولين الإماراتيين “تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة ومواصلة التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". ولم يشر البيان إلى احتمال توقيع اتفاقات اقتصادية خلال الزيارة.

 

وكان السيسي زار السعودية الشهر الماضي وعقد قمة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز واتفقا خلالها على تطوير العلاقات بين البلدين وتنسيق الجهود فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.

 

رجال أبوظبي

 

ما رشح عن القاء يشير إلى ضحكات متبادلة بين حفتر والسراج، وجلسة غير رسمية في نفس المكان الذي سبق واستقبل فيه محمد بن زايد قبل اسبوعين.

 

وكان عضو مجلس النواب الليبي حمد البنداق قد صرح في حوار عبر راديو "سبوتنيك" الروسي عن نية حفتر والسراج عقد لقاء مشترك في أبوظبي، بعد الفشل في إجراء لقائهما الذي كان مقرراً عقده في القاهرة منتصف فبراير الماضي".