20 مليون عددها وتعقر 380 ألف سنويًا .. كلاب الشوارع تهدد حياة المصريين

- ‎فيتقارير

 

تشهد محافظات مصر في الآونة الأخيرة انتشارًا ملحوظًا لـ”كلاب الشوارع”، ولا تكاد تخلو مدينة أو قرية من هذه الحيوانات الضالة التي تشكّل تهديدًا للمارة، ولا سيما الأطفال وكبار السن.

يحبس مصريون أنفاسهم خوفًا من “الكلاب الضالة” المنتشرة في الشوارع، وتتغير تفاصيل حياة البعض اليومية وتتبدل المواعيد وطرق العودة إلى المنازل في محاولة لتفاديها بعد أن تحولت خلال الفترة الأخيرة إلى أزمة حقيقية مع تكرار حوادث العقر التي سبَّبت وفيات أو إصابات خطيرة، كان آخرها نقل 30 شخصًا بمنطقة الحضرة الجديدة في وسط الإسكندرية إلى المستشفيات.

 

ولفظ تلميذ في العاشرة من عمره أنفاسه خلال الأسبوع الماضي بعد تعرضه لعضة كلب ضال في محافظة سوهاج، كما هاجم كلب ضال 11 مواطنًا في مدينة السادات بمحافظة المنوفية، وألحق بهم إصابات بالغة، وتكرر الأمر في مدينة أسوان بعد مهاجمة كلب مسعور لـ5 أشخاص من بينهم طفلة، مما سبَّب إصابتهم بجروح، وتلقت مديرية أمن الجيزة بلاغًا يفيد بإصابة سيدة وابنتها إثر عقرهما من كلب بمدينة الشيخ زايد.

وتتجدد المطالبات بالقضاء على ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في الشوارع مع كل حادث جديد، إذ تقدم عضو مجلس النواب محمود عصام بسؤال إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزيري التنمية المحلية والزراعة، بشأن تأخر صدور اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم حيازة الحيوانات الخطرة.

 

قانون بلا لائحة تنفيذية

صدر قانون تنظيم حيازة الحيوانات الخطرة والكلاب في مايو 2023، بعد موافقة مجلس النواب، لكن حتى الآن لم تصدر اللائحة التنفيذية للقانون، والتي تم النص على صدورها خلال 6 أشهر.

ووفق نشطاء، فإن الكلاب الضالة المنتشرة في الشوارع تمثل تحديًا كبيرًا، وتشكل خطرًا على المواطنين، وإن قانون “تنظيم حيازة الحيوانات الخطرة والكلاب” ألزم السلطات بالتعامل مع هذا الملف عبر جمع الكلاب وفحصها وفرزها وتطعيمها وتعقيمها للحد من تكاثرها.

 

ورغم عدم وجود إحصاء رسمي لعدد الكلاب الضالة في مصر، فإن الأمين العام لنقابة البيطريين، محمد سيف، قدر في تصريحات صحفية سابقة عددها بأكثر من 20 مليونًا، وأنها تسبب 380 ألف حالة عقر على الأقل في السنة.

وتنفذ بعض مديريات الطب البيطري حملات قتل بالتسميم للكلاب الضالة خاصة المسعورة، أو التعقيم، ولكنه بات صعبًا بسبب الأزمات المالية التي تضرب كل الدوائر الحكومية.

 

ووفق مدير مديرية الطب البيطري بالإسكندرية، صباح جارح لاوندي، فإن هناك صعوبة في مواجهة ظاهرة الكلاب الضالة بسبب أعدادها الكبيرة وضعف الإمكانات، مضيفةً في تصريحات إعلامية:

“أطلقت الحكومة مطلع العام الحالي مبادرة (مصر بلا سُعار 2030)، وتهدف إلى التوسع في حملات تطعيم حيوانات الشوارع ضد مرض السُّعار، مع وضع علامات في أذن الحيوانات التي يتم تطعيمها لتأكيد أنها لم تعد مصدرًا للخطر، كما خصصت هيئة الطب البيطري خطًا ساخنًا لتلقي الشكاوى الخاصة بالكلاب والحيوانات الضالة، فضلاً عن إطلاق بعض الفرق الميدانية للتعامل مع الشكاوى والحالات الطارئة.”