ألقى القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، كلمة خلال افتتاح فعاليات المؤتمر السابع لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة، الذي عقد في إسطنبول تحت عنوان “فلسطين رافعة الاستنهاض الحضاري”. وأكد حمدان في كلمته على عدة محاور رئيسية تتعلق بدور الأمة الإسلامية ومستقبل الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار حمدان إلى أن الأمة الإسلامية مرت بتجارب عديدة خلال القرن الماضي، بعضها حقق نجاحات، لكنها كانت جزئية ولم تصل إلى مستوى التغيير الكامل. واعتبر أن الأمة تقف اليوم أمام لحظة حاسمة في تاريخها، إذ تتاح فرصة نادرة لاستعادة دورها الحضاري على الساحة الدولية. وأكد على ضرورة استغلال هذه اللحظة بدقة وتفهم للسياقات التاريخية.
وتحدث حمدان عن أن الحضارة الغربية اليوم تعيش حالة من الانهيار القيمي والروحي، مشيراً إلى أن هذه الحضارة المادية أظهرت وحشية الإنسان وفقدت قيمها الإنسانية. واعتبر أن هذه التطورات تفتح الباب أمام الأمة الإسلامية لتقديم بديل حضاري جديد للبشرية، يعيد للإنسانية روحها ومعناها.
وأكد حمدان أن معركة “طوفان الأقصى”، التي انطلقت منذ عام، مثلت نقطة تحول كبيرة في مسار المقاومة. وأبرزت المقاومة قدرة الأمة على الصمود في وجه الظلم والاحتلال، مشدداً على أن هذه المعركة كشفت عن الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي والمنظومة الدولية المتواطئة معه. كما أعادت بوصلة الصراع إلى مكانها الصحيح، مظهرة أهمية الجهاد كفريضة إسلامية تستند إلى مبادئ الشرف والتضحية.
وفي ختام كلمته، تحدث حمدان عن الفرز الداخلي داخل الأمة بين الصادقين والمخلصين وبين المتخاذلين والمفرطين. وأكد أن المقاومة لا تزال في أفضل حالاتها، وأن النصر قريب إذا استغلت الأمة الفرصة الحالية لتحقيق التغيير الشامل في المنطقة، قائلاً: “نحن أمام لحظة حاسمة إن ضيعناها قد نحتاج لدورة زمانية جديدة لاستعادتها“.