خلال هذه الساعات من يوم الجمعة، يحشد حزب المخابرات (مستقبل وطن) واتحاد قبائل العرجاني الجماهير لباصات توجه إلى العاصمة الإدارية نظير مقابل مالي ووجبتين لتفويض السيسي مما أثار تساؤلات المراقبين.
ويبدو أن مشهد إزاحة عباس كامل ما يزال مستمرا، فمن أشرف ميدانيا على حملات الحشد ل”تفويض” المنقلب عبدالفتاح السيسي منذ اليوم الأول في 30 يونيو ثم تفويض 24 يوليو 2013 وما لحقها من حشود دعم زعيم الانقلاب المتكررة في النصب التذكاري بمدينة نصر.
https://youtu.be/3tJQtkmAfOk?si=jmTS3YnfuKwg6lJd
وصولا إلى تفويض أكتوبر 2023 الذي مزجته العصابة بالانتخابات وأعلنها من نزل من المصريين للشارع أنهم لن يعطوا تفويضا جديدا حيث نتيجة التفويض الأول كانت الدماء والقتلى.
الإعلامي محمد ناصر @M_nasseraly تناول التفويض الجديد فرأى أن “السيسي الزعيم القائد الحاكم الأوحد حالته النفسية وحشة بسبب غضب الناس من الغلاء والزيادات والكلام عن صحته!.. فقرر المعرضين صنّاع الآلهة أنهم يعملوا احتفال لإرضاء غرور الزعيم المقموص المهزوز.. صناع الآلهة قرروا يجَودوا لتدليع الزعيم واخراجه من حالته النفسية السيئة!.. هيعملوا احتفال ضخم جديد يوم السبت الجاي في العاصمة الإدارية بمناسبة انتصارات أكتوبر، لكن الشعار الأهم في هذا التجمع الضخم هو دعم القيادة السياسية اللى هو السيسي في إدارة تحديات الوطن!”.
وعلى سبيل التعجب أشار إلى أن “التجمع الضخم للتفويض الجديد للسيسي بيتم برعاية قاتــل الشرطة سابقا.. العرجاني حاليا، والحزب الوطني سابقا.. حزب مستقبل وطن حاليا، وبيتم اغراء الناس فيه بكل أساليب الحشد زي النقل المجاني، ووجبات مجانية، وأتوبيسات مكيفة، وجوايز، وحضور فنانين مشاهير، ومفاجئات تانية كتير.. بس شرفنا سعاتك وفوض!.
https://x.com/M_nasseraly/status/1849036522877522049
وتوقع محمد خلف @MohamedKha16295 أن السيسي “.. عايز نفوضه في ادارة الازمات الاقتصادية وازمة فلسطين..”.
بينما توقع @humanbeing79143 أن يكون لاستمرار بيع مصر “..ماسيحدث فى العاصمة هو تفويض السيسى فى بيع مصر وسد الثغرة فى البيع القديم عرفو ان البيع يمكن الطعن فيه مستقبلا لذلك ليسدو ثغرة التفويض بالبيع اقتصاد الحرب فكل مشارك هو راح ياخد سندوتش و200 نصيبه من مصر ويكون سند قانونى امام المحاكم الدولية بصحة البيع فهو استفتاء مصغرعلى البيع”.
ويبدو أن التوقع الثاني هو الأصح فحماية أرض سيناء كان تفويض أكتوبر 2023 حيث طالب السيسي حينها الشعب المصري بتفويض، لحماية أرض مصر والحفاظ على سيناء!.
وفي 30 أكتوبر 23 استدعى السيسي الممثلين بهلوانات العسكر ليعطوه تفويض من العريش حيث الظهور الأول للعرجاني ليس لدعم غزة بل تفويض لاستمرار اغلاق المعبر و قتل الفلسطينيين جوعا وعطشا وتبع التفويض الفضائح الدولية عن مقابل شاحنات المساعدات (35 ألف دولار للشاحنة) التي تدخل القطاع و(5: 10 ألف دولار للفرد) الذي يرغب في الخروج من غزة للعلاج أو لأي سبب آخر.
وسبق لبهلوانات الإعلام عمرو أديب أن كان له دور كبير في الحشد ليوم “التفويض” وحرض المصريين على النزول لتفويض السيسي للتعامل مع المعتصمين في ميادين رابعة والنهضة وغيرهما، ووصفهم وقتئذ بـ “الإرهابيين”.
وتعجب المراقبون وقتئذ وفي كل وقت، أن “اليمين” (الذي حنسه مرارا) يؤديه عند اللحظة الأولى لتوليه الحكم، ينص على القسم بالله، أن يحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه!!
إلا أن مظاهرات التفويض التي سمح بها السيسي انقلبت ضد السيسي وطالبت برفع حصار غزة ورفض التفويض.
https://twitter.com/HatemSaleh_/status/1716462295788716038#
وعدوى التفويض حينها، انتقلت لنتنياهو الذي كررها مرات أولها في ديسمبر 2023 من أن رئيس حكومة احتلال حصل على تفويض من أهالي الأسرى للتعامل مع غزة لإرجاع الأسرى!
وفي 17 ديسمبر من ذلك العام قال رئيس وزراء الاحتـلال بنيامين نتنياهو خلال جلسة الحكومة الأسبوعية: “أهالي الجنود القتــلى أعطوني تفويضا لمواصلة القتال في غزة حتى القضاء على حمـاس”.
وطلب السيسي التفويض من الشعب وأن يخرج المصريون للتظاهر ضد تهجير سكان غزة؟!
ففي 21 نوفمبر الماضي، سعى السيسي من خلال نواب العسكر وبرلمانه المخابراتي إلى تجديد تفويض السيسي “للحفاظ على الأمن القومي” وأعلنوها صراحة أنهم لا يقصدون ما يفعله الصهاينة حكومة وجيشا للاحتلال بل أعلن برلمان السيسي أن هذا التفويض “للرد على أي نزوح فلسطيني بشكل حاسم وفق القانون الدولي”!
وهو ما اعتبره البعض تكرار لأفعال مبارك ضد المقاومة بحجة حماية سيناء وعلي أساس وصف المقاومة بالإرهاب وقال أحمد أبو الغيط حينها نقطع رجل اللي هيدخل مصر في حين صفعت وجهه “الشباشب” في 2008 بعد دوره المخل في الحرب على غزة حينها.
