إبراهيم العرجاني ذراع السيسي الأيمن لتفكيك الدولة المصرية

- ‎فيتقارير

يوما بعد يوم  يزداد البلطجي إبراهيم العرجاني بريقا ولمعانا في سماء قائد، الانقلاب عبدالفتاح السيسي فهو الآن يعد واحدا من أهم رجال الأعمال المقربين والمفضلين له، وهو رجل يقوم بالإشراف على إمبراطورية تجارية من الإنشاءات والخدمات الصحية وانتعش باعتباره من الموثوقين لدى عبد الفتاح السيسي ونظامه، كما أن روابطه مع الجيش والاستخبارات منحته تأثيرا خاصا في سيناء وقطاع غزة القريب، كما أنه الكلب المطيع الذي ترعاه دولت الإمارات.

 

كل هذا التوغل لإبراهيم العرجاني واتحاد قبائلة جعلت الكاتب الأكاديمي والمفكر السياسي يحيى القزاز يتساءل ماذا يحدث لو تنازعت سلطات رئيس الكيان المصطنع (اتحاد القبائل العربية) العنصري مع رئيس الجمهورية؟ هل يذهب للتحكيم الدولي، أم يحرك مليشاته باعتباره القائد الأعلى لها في مواجهة الجيش؟ السيسي القائد الأعلى له، موضحا أن بذلك نصنع الخطر بأيدينا، سواء كان مقصودا أم بجهالة.

 

وحول تصريحات إبراهيم العرجاني الأخيرة التي قال فيها: إن “الاتحاد أنشئ لجمع كافة القبائل العربية في مصر داخل كيان واحد يقف خلف القيادة السياسية ويدعم قرارتها، تساءل القزاز هل تخلت الدولة برمتها عن القيادة السياسية لصناعة كيان بديل للدولة موازيا لها؟!، مضيفا كل التحصينات والكيان البديل الموازي للدولة الأم علامات قلق وعدم استقرار داخل السلطة.

 

وتهكم القزاز على قول العرجاني “إن الهجوم على الاتحاد تقف خلفه جماعات الهدم من أعداء الوطن الذين يسعون لإحداث فتنة بين الشعب وقيادته، متسائلا من هم جماعات الهدم أعداء الوطن، هل هم من ينتقدون تفكيك الدولة ورفض عودتها لعصر القبيلة العنصري حفاظا على وحدة الدولة الحديثة أم من يفككون الدولة ويصنعون كيانا موازيا؟ “.

 

أما عن قول العرجاني إن اتحاد القبائل يسعى ليكون رقمًا مهمًا على الساحة الوطنية، دون أن يكون بديلًا للأحزاب السياسية الحالية، موضحا أنه سيكون مكملا للجميع ولكافة الأحزاب من أجل خدمة أهداف الوطن، قال القزاز كيف يكون رقما مهما على ساحة دولة مؤسسات عريقة، وأن نفى البديل هو تاكيد له، مؤكد أن السلطة المخولة له ستمزق الدولة.

 

https://x.com/KazzazYahia/status/1850867571400016325

 

وأمس نظم اتحاد القبائل العربية احتفالية بمناسبة مرور 51 عامًا على انتصارات أكتوبر 1973، بمشاركة السيسي في استاد العاصمة الإدارية الجديدة، حيث تم حشد الآلاف من المواطنين ونقلهم للعاصمة للاحتفال بتنظيم اتحاد القبائل والعرجاني.

 

والساعات الأخيرة  تولي الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان السابق، منصب أمين عام اتحاد القبائل العربية، بعد أن التقى بقائد الاتحاد إبراهيم العرجاني، وكذلك تولي الدكتور السيد القصير، وزير الزراعة السابق، منصب أمين مساعد اتحاد القبائل العربية، كما أصبح أحمد رسلان، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب سابقا، نائبًا للرئيس، بمشاركة اللواء أحمد صقر، محافظ الغربية الأسبق، نائبًا للرئيس هو الآخر.

 

وعلى عكس حالة الجدل والرفض اللي تصاعدت بمجرد الإعلان عن تأسيس “اتحاد القبائل العربية”، في مايو الماضي، برئاسة رجل الأعمال السيناوي وقائد الميليشيا المسلحة في سيناء إبراهيم العرجاني، بدأت الأصوات الرافضة لوجود الاتحاد تخفت بعد ما أصبح وجود الاتحاد أمر واقع.

 

غياب الظهير المدني

 

في الوقت الذي تزداد فيه المخاطر الداخلية والخارجية على مصر  وفي الوقت الذي أصبح فيه النظام بلا سند سياسي ولم يعد قادر على الاعتماد على الأحزاب، والكيانات المدنية مثل مستقبل وطن وحماة الوطن وأصبحت أقرب لمكاتب دعاية وإدارة حملات إعلامية ومناسبات، كل ذلك جعل قائد الانقلاب يلجأ للعرجاني ومليشياته المسلحة.

 

لجوء النظام إلى العرجاني وحشده سيخلق وجود مخاطر جسيمة تحيط بالبلاد، وخصوصًا في ظل المساعي الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر وتهجير الفلسطينيين لسيناء بعد تدمير كافة مقومات الحياة المدنية في غزة وذلك بحسب خبراء ومراقبين

 

ويرى الخبراء أن استراتيجية تحشيد القبائل خلف النظام، واستبدال العمل السياسي المنظم والمشروع بالتحشيد القبلي الذي يعتمد على المناصرة و”الفزعة” على طريقة فزعة قبيلتي الزريقات والمسيرية لحميدتي في السودان، يظهر أن النظام ماضٍ في طريقه على القضاء على الحريات السياسية.

 

ويضيف الخبراء أن اللجوء لاتحاد بيضم 20 كيان قبلي مهما كانت المخاطر التي تتعرض لها البلاد، فالنظام يستند على القوة القبلية وحدها مع صبري نخنوخ ورجاله، مستغنيًا عن المكونات المدنية للمجتمع من أحزاب ونقابات وصحف ومنظمات مجتمع مدني، والنتيجة الحتمية لكل ذلك سيكون مزيدا من التصفية السياسة.

 

انفلات الأمور والفوضى

 

ويرى الخبراء أنه مع نمو الكيان القبلي بقيادة العرجاني، وفي ظل حصار الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، فإنه مع أول انفلات لزمام الأمور الأمنية، المصريون لن يجدوا أمامهم إلا العرجاني والقبائل والميليشيات المصطفة وراءه.

 

 

وفي لحظة الارتباك العظيم، فإن الاتحادات القبلية الذي يجري تضخيمها الآن ومدها بالكوادر ومنحها فرصة للتأثير، سوف تفتح باب الجحيم على مصر خصوصا وسط الاضطرابات الإقليمية على حدودها كالسودان وليبيا وغزة.

 

ومن هذا المنطلق فإن المعادلة السياسية في البلد، سوف تتحول إلى صراع ميليشيات فملايين الشباب الفقراء واليائسين سيروا في حمل السلاح استغلالًا لارتباك الدولة، فرصة لا تُعوض لجني المكاسب وحيازة المكانة المُفتقدة.

 

ولفت الخبراء أن البدو تم تهميشهم إلى درجة الأذى خلال عصر مبارك، ومن خلال الأحقاد والمشاعر الجريحة لمهمشين كانوا خارج التأثير والمشهد طول حياتهم، وعندما سيكونون في قلب المشهد وبأيدهم تحريك الأمور، سيشكلون واقعا سياسيا جديدا لبلد غارقة في نزاعات أهلية كانت في غنى عنها.