استاد العاصمة الإدارية..ابتلع 58 مليون دولار ولا يستضيف مباريات جماهيرية لأسباب أمنية!!

- ‎فيتقارير

رغم صرف أكثر من 58 مليون دولار على استاد العاصمة الإدارية الجديدة، إلا أننا حتى الآن لم نشهد مباراة كورة قدم حقيقية تقام عليه، فلم تقام سوى مباريات بدون جمهور والتي كان آخرها بطولة مصر الدولية، والتي لعب فيها المنتخب المصري أمام دولتي كرواتيا ونيوزيلاندا، وكان متوسط الحضور كان نحو 5 آلاف، متفرج.

 

هذا الاستاد الذي كلّف الدولة نحو 58 مليون دولار يبدو أن السيسي أنشأه من أجل أن يكون واجهة لدعمه، وعقد المؤتمرات والحفلات والتي كان آخرها الحفل الكبير الذي نظمه اتحاد القبائل العربية في استاد العاصمة الإدارية  بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لانتصارات أكتوبر تشرين أول 1973والذي كان يستهدف منه قائد الانقلاب أمرا أو أمورا أخرى بعيدا عن الرياضة، حيث اتخذ مناسبة ذكرى أكتوبر غطاء له، لإرسال رسالة أنه يستطيع تجميع الآلف في ساعات محدودة ضد أي محاولة للنيل منه.

 

ويستهدف السيسي من هذا المكان أن يكون مقرا للحشد الشعبي الذي سيمثل ظهيرا للسيسي الذي تآكلت حاضنته الشعبية على مدار السنوات الماضية تباعا حتى اقتصرت على قطاع طائفي، وقطاع آخر من أسر العسكريين سواء من رجال الجيش أو الشرطة، فيما انفضت القطاعات الشعبية التقليدية الأخرى عنه لأسباب متنوعة، أهمها الوعود الزائفة التي وعدهم بها ولم يستطع تحقيقها.

 

مغلق لدواعي أمنية

 

وفي الوقت الذي تتكر فيه إقامة بطولات كروية مصرية على أرض الإمارات والسعودية دفع العديد من النشطاء والمراقبين والمهتمين بالملف الرياضي والسياسي في مصر لتوجيه انتقاداتهم لإقامة البطولات المصرية على أرض غير مصرية، وهو ما بدا لافتا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

فكتب إسماعيل حسني : “إحنا زي الفل، أقمنا استاد العاصمة الإدارية ب ٩٠٠ مليون جنيه (٥٨ مليون دولار وقتها) ولا نقيم عليه مباريات لدواعي الأمن، واستاد القاهرة يحقق لنفس السبب خسائر سنوية تتراوح بين ٢٠ ل ٣٠ مليون جنيه، والنتيجة أن كل المباريات الجماهيرية الهامة المتوقع منها إيرادات تقام في السعودية أو الإمارات شيء لا يحدث إلا في جمهوريتنا الجديدة”. 

 

https://x.com/IsmailHosny1/status/1849867252264468677

 

وأضاف جيفارا العرب: “لم أرى في حياتي نظام حكم يتعمد خسارة وطنه إلا نظام السيسي يسعى بكل الطرق إفادة كل الدول وخسارة مصر، يجامل الجميع على حساب الشعب المصري، وبالرغم من هذا فهو نظام هش لايستطيع إقمة مباراة جماهيرية لأنه لا يستطيع تأمينها خلال ١٣سنة لم يفعلها”.

 

https://x.com/AlkwmndaAlmhm/status/1849919114590158895

 

ولفت طارق: “طبعا هذا الأمر يدل على خوف الأنظمة من تجمع الشعب حتى لو في ماتش كرة”.

 

https://x.com/Tarekel44199984/status/1849907084038394094

 

وقال عمرو عبدالهادي : “شايفين مدرج استاد القاهرة اللي في نص البلد في مباراة #منتخب_مصر فاضي إزاي واستاد العاصمة الإدارية ـ لامؤاخذة الجديدة ـ اللي في الصحراء كان مليان إزاي في مباريات مصر تعرفون وتتأكدون أن النظام بيحشد الناس هناك بأتوبيسات وتذاكر مجانية عن طريق صبري نخنوخ وإبراهيم العرجاني لأن مصلحته يروّج للعاصمة، إنما القاهرة التاريخية معروضة للبيع فمش عايز حد يفتكرها”.

 

https://x.com/amrelhady4000/status/1844856444249919714

 

وفي تغريدة سابقة لفت الناشط السياسي:”وأدي هبرة كمان مليار جنيه لإنشاء ملعب كمان بعد أول مباراة ودية لمنتخب مصر على استاد العاصمة الإدارية ـ لامؤاخذه الجديدة ـ عندنا ملاعب تسد عين الشمس مجرد إصلاحها كافي ومعندناش مستشفيات ومدارس كافية من ٣٠ سنة وجت ٥٠ مليار دولار راح يبعزقهم على الفاضي على مفيش، ولما تيجي بطولة نروح نلعبها في #الإمارات و السعودية وقطر مهزلة والله”.

 

https://x.com/amrelhady4000/status/1773366171430977919

 

لماذا تم تدشين استاد العاصمة الإدارية؟

 

من جهته أشار رئيس مجلس إدارة موقع “الحرية” المحلي، الدكتور محمود فؤاد عبر صفحته بـ”فيسبوك”، إلى أن مباريات السوبر المصري المقامة في الإمارات بين الأهلي والزمالك وسيراميكا كليوباترا وبيراميز، لفتت أنظار العالم إلى الإمارات مدة 4 أيام، وشاركت في رعايتها وسائل الإعلام وشركات الرعاية، التي دفعت في الإعلانات مليارات تحصل عليها الإمارات.

 

وتساءل: “لماذا تم تدشين استاد العاصمة الإدارية؟”، مؤكدا أنه لو تم لعب السوبر المصري عليه مع التسويق للبطولة، لكنا كسبنا مئات الملايين من الجنيهات، ملمحا إلى أن ما قدمته الفرق المصرية من أداء بالبطولة جدير بالعرض في مصر.

 

www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=122123973212401290&id

 

10 شهور بلا جمهور رياضي

 

وعلى مدار أكثر من 10 شهور لم يشهد استاد العاصمة أي مباراة جماهيرية، وذلك عكس كلام المسئولين الذين أكدوا حين الافتتاح، أنه سيتم الاستثمار في “استاد مصر”، لكنه رغم افتتاحه منذ 10 أشهر فلم تقم عليه إلا بطولة دولية ودية واحدة في مارس الماضي.

 

وفي 6 يناير الماضي، جرى افتتاح “استاد مصر”، بحضور السيسي، للمرة الأولى لاستضافة تدريبات منتخب مصر الأول لكرة القدم، ضمن استعداداته لبطولة كأس الأمم الإفريقية في كوت ديفوار 13 يناير الماضي.

 

ومن 18 حتى 26 مارس الماضي، شهد “استاد مصر” أول بطولة كروية تحت مسمى “كأس عاصمة مصر الدولية الودية”، بمشاركة منتخبات مصر وتونس وكرواتيا ونيوزيلندا.

 

وبينما لم تقام على الاستاد الكبير أيا من مباريات منافسات البطولات المحلية بين الدوري والكأس وبطولة السوبر، يستقبل الإستاد فعاليات تنظمها الدولة ويحضرها السيسي.

 

لماذا نلعب خارج مصر ولدينا استادات عملاقة؟

 

من جانبه، انتقد السياسي والنائب البرلماني السابق، طلعت خليل، عدم استخدام استاد كبير بحجم استاد العاصمة الإدارية إلا في مباريات ودية عدة أيام منذ 7 شهور، ولم يستخدم إلا في احتفال جماهيري السبت.

 

وتساءل: “لماذا نترك منشآتنا التي تكلفت ملايين الدولارات بينما تم بناؤها بالدين الخارجي، ونذهب إلى بلدان أخرى؟”.

 

وأكد أن “تلك المباريات يمكن الترويج لها والحصول على على مبالغ أكبر عبر شركات الرعاية، ولا نخرج للخارج”.

 

وحول سر توجه الحكومة نحو إقامة البطولات الكروية خارج مصر، قال: إن “السر غير مفهوم، والغرض غير معروف”، متسائلا: “هل هي مصالح أمنية بإبعاد الجمهور عن الملاعب المصرية حتى لا تحدث أزمات وحتى لا يرفع أحد علم فلسطين، ولمنع أية تجمعات بحجم جماهير الكرة”.

 

ويتفق خليل، مع ما يثار حول استفادة اتحاد الكرة المصري من إقامة تلك البطولات في الخارج، وبعض الأشخاص والإعلاميين الذين يدعمون هذا التوجه الذي يقابله الحصول على هدايا من الخارج ومكاسب مالية خاصة وهدايا عينية وتذاكر سفر وإقامة مجانية وغيرها.

 

ورفض السياسي في المقابل، استخدام استاد العاصمة الإدارية في غير أغراضه الرياضية كالدعاية السياسية، منتقدا زيارة وفد القبائل العربية لإستاد مصر قبل أيام وتفقده قبل المؤتمر الحاشد السبت، بحضور فنانين ومطربين.

 

وفي نهاية حديثه تساءل: “من يتحمل نفقات إيجار الاستاد المبني بأموال القروض التي يدفع فوائدها وأقساطها شعب مصر؟.