في ظل هوس السيسي ونظامه العسكري، الجاهل بتقدير احتياجات الشعب والدولة والمجتمع المصري، -في ظل الهوس- بأفعل التفضيل، من عينة أكبر برج، وأعلى مئذنة، أكبر كنيسة، أكبر طائرة فخمة، أكثر القصور رفاهة، جاء إعلان وزير إسكان السيسي، عن الانتهاء من الهيكل الخرساني لأكبر برج على البحر المتوسط، والبالغ 200 متر، على أن تصل الإننشاءات الهندسية إلى 300 متر، وهو الاعلان الذي يتصادم مع كل مصري، يعاني الفقر والعجز المالي، الذي يفاقم معاناة ملايين المصريين.
ويأتي الاتفاق البذخي للسيسي، في الوقت الذي يحارب فيه الفقراء برسوم جديدة وضرائب، وزيادة أسعار الوقود والسلع والمياه والكهرباء، بدعاوى العجز المالي، وهو الأمر الذي لا ينطبق مع إنفاقه المهووس والترفي، في الكثير من مجالات الرفاهة، التي تبتلع أموال المصريين، ويفاقم الديون، التي على الاأجيال القادمة سدادها، فيما الأجيال الحالية يكتوون بنيرانها، خصما من مخصصات الصحة والتعليم والدعم وغيره.
والخميس الماضي ، كشف المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بحكومة الانقلاب العسكري، تفاصيل الملحمة الهندسية لتنفيذ الهيكل الخرساني لأطول برج على ساحل البحر المتوسط، وهو البرج الأيقوني ويتوسط أبراج الداون تاون بمدينة العلمين الجديدة، والذي بدأ تنفيذه في شهر فبراير 2022، وتم الانتهاء من هيكله الخرساني الخميس الماضي.
وأوضح أن البرج الأيقوني يقع ضمن مشروع أبراج الداون تاون بمدينة العلمين الجديدة، والتي تضم أيضًا 4 أبراج أخرى، بارتفاع 200 متر للبرج (56 طابقاً) بإجمالي مسطحات 320 ألف م2، ويتوسطها بحيرات العلمين “كريستال لاجون”، وتضم عدداً من الجزر، والعديد من الأنشطة الترفيهية والتجارية لخدمة سكان ومرتادي المدينة، وتُحاط بممشى سياحي، وستضاهي المشروعات المثيلة على مستوى العالم.
وأضاف وزير الإسكان، أن الارتفاع النهائي للبرج الأيقوني يتجاوز 300 متر، ويضم 67 طابقاً، وطابقين تحت الأرض، واستهلك الهيكل الخرساني للبرج نحو 140 ألف م3 خرسانة مسلحة، وشمل صب أكبر لبشة مسلحة في أفريقيا 19.6 ألف م3، وتبلغ المساحة الإجمالية لأرض المشروع حوالي 463 ألف م2، ومساحة البوديوم حوالي 96 ألف م2، وتصل مساحة الطابق إلى 3 آلاف م2.
وقال الوزير: إن “إنشاء الهيكل الخرساني للبرج الأيقوني كان تحدياً كبيراً بهذا الارتفاع وبشكله المتميز المنحني بالاتجاهين الرأسي والأفقي بشكل (Y-Shape)، وتم تنفيذه بمجهود عظيم وتنسيق وتعاون تام بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، واستشاري المشروع “دار الهندسة”، وشركة “CSCEC” الصينية، حيث تم الوصول لمعدلات تنفيذ عالمية بلغت 7 أيام للانتهاء من الدور الواحد كاملاً”.
تجربة العاصمة الفاشلة تتكرر في العلمين
وعلى الرغم من تسبب العاصمة الإدارية في أكبر أزمة مالية بمصر، بعد ابتلاعها نحو 58 مليار دولار، بلا عوائد فععلية، وتحول مبانيه لمجرد أحياء فارغة تنعق فيها البوم والطيور الناعقة، وأعشاش مظلمة، يتكرر الأمر في العلمين، التي يتوسع السيسي في استثمارات سياحية ، تبتلع المليارات، بينما يغيب عن السيسي إنشاء مصانع تخفف حدة نقص السلع أو البطالة بين الشباب، وهو ما يدفع البلاد نحو مزيد من الفقر والبطالة والصراعات الاجتماعية والاقتصادية.
وشهدت مصر مؤخرا، العديد من وقائع القتل والسلب والسرقة بالإكراة من أجل إيجاد لقمة العيش، بجانب انتحار الآلاف، ودخول الآلاف من المصريين في دائرة الأمراض النفسية والعصبية، بسبب الجوع وسوء الأحوال المعيشية، وكان محزنا لملايين المصريين، القبض على سيدة مصرية بمنطقة المنيب بالجيزة، بعد ثبوت أكل لحوم الكلاب والقطط، بعد ذبجها، بعد فقر مدقع وتشرد في الشوارع بلا مأوى، وغيرها من الحودث البشعة.
وذلك في الوقت الذي يضن فيه السيسي على ملايين المصريين برغيف العيش، الذي يحرمهم منه ومن الدعم التمويني، بذرائع واهية، وبلا عقل، بينما يهدر مليارات الدولارات في صحاري مصر، بلا توقف أو اعتبار لواقع ملايين المصريين.