طالبت عائلات الأسرى الصهاينة بصفقة تبادل للأسرى واحدة الكل مقابل الكل، رافضين الصفقات الجزئية ومؤكدين أن وقف إطلاق النار ضروري لإتمام الصفقة وذلك في وقفة احتجاجية ضمت الآلاف وتأتي تظاهرات عائلات الأسرى أمام مكتب رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو بعدما كشفت القناة 13 الإسرائيلية عن فضيحة تسريب متعمد لوثائق سرية من مكتب نتنياهو تمت إعادة صياغتها بهدف التأثير على الرأي العام “الإسرائيلي” لدعم موقف نتنياهو المتشدد بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس وإرساء وقف إطلاق النار في غزة.
غليان الشارع مجددا سببه الرئيس أن نتنياهو هو من سرب المعلومات المغلوطة والمستندات المزورة المنسوبة لحماس والسنوار، ولذلك دافع وبشدة عن المتهم الأول، وطبعاً هدف النتن ياهو من هذه التسريبات كان تثبيت روايته المجرمة.
و طبعاً الرأي العام الداخلي في الكيان المحتل يغلي ضد النتن بعد ان اتضح لهم ان معظم هذه المستندات مزورة لتتلائم مع رواية نتنياهو.
واعتقلت سلطات الاحتلال المشتبه به في تسريب وثائق سرية صادرة عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو إيلي فيلدشتاين، المتحدث بالشؤون العسكرية في المكتب المصغر.
وثيقة السنوار
صحيفة هآرتس قالت إنه كشف تعيين بنيامين نتنياهو ناطقا باسمه، وتسريب معلومات مضللة عن السنــوار، إلى جانب تسريب معلومات أمنية وصفتها بالحساسة.
ومن خلال إعادة صياغة الوثائق زعمت المستندات أن رئيس حركة حماس، يحيى السنوار، ليس معنيا بوقف الحرب، ويستغل عائلات المحتجزين “الإسرائيليين” من أجل الضغط على حكومة نتنياهو لقبول صفقة تبادل الأسرى.
كانت الصحيفة الألمانية نشرت، في أوائل سبتمبر الماضي، تقريرًا أشار إلى وثيقة يُزعم أن رئيس حركة حماس الراحل يحيى السنوار صاغها، وتحتوي على استراتيجية حماس بشأن مفاوضات الأسرى ووقف إطلاق النار.
بعد أيام قليلة من المنشور، كشف الصحفي في “يديعوت أحرونوت” رونان بيرجمان أن جيش احتلال بدأ تحقيقًا في تسريب وثائق مزورة منسوبة لحركة حماس إلى وسائل الإعلام الأجنبية.
وقالت الصحيفة: “تبين بعد ذلك أن (وثيقة السنوار) التي نشرت بكاملها في الصحيفة الألمانية، لم يكتبها السنوار على الإطلاق.. ولم تحصل صحيفة ألمانية على وثائق سرية من الجيش الإسرائيلي، لكنها تلقت ملخصًا وتفسيرًا شخصيًا للغاية لمحتواها”.
وفي ما يتعلق بوثيقة أخرى نشرتها صحيفة “جويش كرونيكل” الألمانية، تبيّن أن هذه الوثيقة غير موجودة ولم يتم إنشاؤها، ونشرت الصحيفة اعتذارًا، وتم حذف الموضوع.
وأدى تحقيق مشترك أجراه جهاز الأمن العام “الشاباك” والشرطة والجيش في الكيان إلى اعتقال عدد من المشتبه بهم.
وركز التحقيق على “القلق من حدوث خرق أمني بسبب تقديم معلومات سرية بشكل غير قانوني، ما عرّض معلومات حساسة ومصادر استخباراتية للخطر، وأضر بجهود تحقيق أهداف الحرب في قطاع غزة”، بحسب المعلومات التي أصدرها قاضي التحقيقات في تل ابيب.
وطلبت وسائل الإعلام الصهيونية تغطية جلسة الاستماع في القضية، والتي ستعقد الأحد المقبل في المحكمة، كما أشار موقع “والا” العبري.
يعرقل الصفقات
ومن جانبه علق الكاتب والمحلل السياسي، خضر مشايخ لقناة الأقصى أن نتنياهو يعرقل الصفقات محاولًا إلقاء ذلك على حركة حمــاس حتى يقنع أهالي الأسرى بذلك.
وأضاف “مشايخ” إنه التسريب كشف عرقلة نتنياهو للصفقات من داخل مكتب نتنياهو، فهناك من يريد كشف حكومته المتطرفة و ضربه بالعمق.
وتابع: “يخشى نتنياهو أن تنتقل الحرب من حرب خارجية لحرب داخلية بين الجمهور الصهيوني..” موضحا على الهامش أن الطرفين الصهيوني والإيراني لا يريدان التوجه لحرب شاملة، لكن الردود والضربات ستبقى قائمة بينهما حتى انتهاء الحرب”.
واعتقلت السلطات الصهيونية 4 أشخاص مشتبه بهم في قضية «التسريبات الأمنية» من بينهم المتحدث باسم نتنياهو ‘إيلي فلدشتاين’، و3 شخصيات أخرى يعملون في المؤسسة الأمنية.
وقالت إن هناك احتمالاً كبيراً بأن تسريب الوثائق السرية قد أدت إلى إلحاق ضرر في قدرة المؤسسة الأمنية على تحقيق هدف إعادة المختطفين وأن ‘إيلي فلدشتاين’ عمل بشكل وثيق مع نتنياهو، وقبل ذلك مع بن غفير.