الجمهوريون يحسمون “الشيوخ” ويقتربون من “النواب” مع إعلان فوز ترامب  بالرئاسة الأمريكية

- ‎فيتقارير
WEST PALM BEACH, FLORIDA - NOVEMBER 06: Republican presidential nominee, former U.S. President Donald Trump gestures on stage during an election night event at the Palm Beach Convention Center on November 06, 2024 in West Palm Beach, Florida. Americans cast their ballots today in the presidential race between Republican nominee former President Donald Trump and Vice President Kamala Harris, as well as multiple state elections that will determine the balance of power in Congress. (Photo by Win McNamee/Getty Images)

من جانب واحد، أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، قائلاً في “خطاب النصر” من مقر حملته في فلوريدا:

“هذا فوز سياسي لم تشهد بلادنا مثيلاً له من قبل، ونشكر الشعب الأميركي على هذا الشرف بانتخابي مجددًا.”

وبإعلان فوز ترامب على نائبة الرئيس، المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، سيعود ترامب إلى البيت الأبيض بعد أربع سنوات من خسارته الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020 لصالح منافسه جو بايدن، وذلك مع حسمه عدداً من الولايات المتأرجحة الرئيسية في البلاد، على رأسها بنسلفانيا، وميشيغن، وويسكونسن، وكارولينا الشمالية.

 

سيطرة الجمهوريين

وأشارت النتائج الأولية إلى سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ الأميركي بعد تحقيقهم انتصارات على الحزب الديمقراطي في وست فرجينيا وأوهايو، في الانتخابات التي جرت أمس الثلاثاء، لكن لم يتضح بعد الحزب الفائز بالأغلبية في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون حاليًا بفارق طفيف.

وقالت شبكة “سي أن أن” الأميركية إن سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ تُعدّ انتصارًا كبيرًا للحزب الذي لم يحصل على الأغلبية في المجلس منذ عام 2021.

وأظهرت توقعات لقناة “فوكس نيوز” الأميركية فوز الجمهوريين بواحد وخمسين مقعداً في مجلس الشيوخ، الذي جرى تجديد 34 من مقاعده بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأميركية.

 

وفاز الجمهوريون في انتخابات الثلاثاء بمقعد كان يشغله الديمقراطيون في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، بحسب توقعات محطتي “إن بي سي” و”فوكس نيوز”، في ثاني هزيمة من نوعها يتلقاها معسكر المرشحة كامالا هاريس على أيدي معسكر دونالد ترامب، وحقق هذا الفوز بيرني مورينو، المولود في كولومبيا، والذي عمل سابقًا تاجر سيارات، وتمكن من الإطاحة بالسيناتور الديمقراطي شيرود براون الذي يشغل منصبه منذ عام 2007 وكان يأمل في الاحتفاظ به لولاية جديدة.

 

وفازت النائبة ليزا بلانت روتشستر بانتخابات مجلس الشيوخ لتصبح أول امرأة، وأول شخص من أصحاب البشرة السوداء، يمثل ولاية ديلاوير في المجلس، وتنضم روتشستر إلى امرأة أخرى من أصحاب البشرة السوداء، وهي الديمقراطية من ولاية مريلاند أنجيلا ألسبروكس، التي فازت أيضًا بمقعد في مجلس الشيوخ ليلة الثلاثاء، وهذه هي المرة الأولى في التاريخ التي ينتخب فيها الشعب الأميركي امرأتين من أصحاب البشرة السوداء في مجلس الشيوخ في آن واحد.

وقالت روتشستر في خطاب فوزها الذي ألقته أمام أنصارها: “قال الشعب كلمته، ونحن نحمل أملاً مشرقًا إلى مجلس الشيوخ الأميركي.”

ويتألف الكونغرس الأميركي، ومقره الكابيتول في واشنطن، من مجلسين: مجلس النواب الذي سيتم تجديد مقاعده الـ435 بالكامل في الخامس من نوفمبر، ومجلس الشيوخ الذي تُطرح 34 من مقاعده المئة في الانتخابات.

وبمعزل عن دورهما التشريعي، يلعب المجلسان دورًا مهمًا على صعيد السياسة الخارجية والدفاع والرسوم الجمركية، كما في مجال المساعدة الدولية، ومن صلاحياتهما أيضًا ممارسة الرقابة والإشراف على السلطتين التنفيذية والتشريعية.

 

تفويض

إلى ذلك، شكر ترامب في خطابه الشعب الأميركي “على هذا الشرف بانتخابه مجددًا”، معتبرًا أن “أميركا أعطتنا تفويضًا غير مسبوق”.

وأضاف: “سنعيش العصر الذهبي للولايات المتحدة الأميركية”، مُعلنًا الفوز في الولايات المتأرجحة، وأشار ترامب إلى أن “بلدنا يحتاج مساعدة، وسوف نصحح وضع حدودنا بشكلٍ كبير.

لقد صنعنا التاريخ وتخطينا عقبات كثيرة”، معلناً استعادة سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، والفوز بنحو 315 صوتًا في المجمع الانتخابي.

ووعد ترامب بمساعدة البلاد على الشفاء، معتبرًا أن ما حدث نصر للشعب الأميركي، مشيرًا إلى أنه سيعمل على خفض الضرائب، وتغيير أوضاع البلاد إلى الأفضل، من جهته، قال المرشح لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس:

“شهدنا أعظم عودة سياسية في تاريخ أميركا.”

وتلقى أنصار المرشح الجمهوري المتجمعين في مركز بالم بيتش للمؤتمرات إعلانات الفوز بحماسة كبيرة.

 

وفي السياق، قال رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، وفق وكالة رويترز:

“رئيسنا المنتخب الآن هو دونالد ترامب”، مشيراً إلى أن الجمهوريين في المجلس على أهبة الاستعداد للتصرف فوراً وفقاً لأجندة ترامب “أميركا أولاً”.

 

ويثير فوز ترامب الكثير من المخاوف والتوجس من عودته بنسخة أشد شراسة مما كان عليه وضعه حين اقتحم المكتب البيضاوي في واشنطن في 2016، “دخيلاً” تربع على قمة العمل السياسي في الولايات المتحدة، قادمًا من عالم تجارة العقارات والترفيه، ما يجعل سيرته الذاتية تتطلب تنقيحًا مستفيضًا، مقارنة بسيرته حين كتبت في 2016 أو في 2020، فبعيدًا عن إمبراطورية الأعمال والتجارة وتلفزيون الواقع ولعبة الغولف، ونشأته في منطقة كوينز بمدينة نيويورك، والتي أسست كلها لشخصيته السابقة، شكّلت سنوات الرئيس السابق الأربع في البيت الأبيض منعطفًا للحزب الجمهوري والسياسة الأميركية بشكلٍ عام، تكرس فيه الانقسام الحزبي والشعبي.

 

بعدها، ظل ترامب حاضرًا في المشهد رئيسًا سابقًا خسر أمام الديمقراطي جو بايدن في 2020، وعازمًا على “الانتقام”، لتخيّم رغبته في خوض السباق الرئاسي للمرة الثالثة على كل ما عداها من منافسات، وذلك منذ اليوم الأول لخسارته في ذلك العام، مما قضى أولاً على أي إمكانية لبروز منافسين جمهوريين جديين، وأضعف الرهان الديمقراطي على التعويل على أجندة حزبية غير “التحذير من ترامب”.

ولقي إعلان فوز ترامب ارتياحًا في إسرائيل، إذ سارع نتنياهو بتهنئة ترامب على الفوز بالرئاسة، معتبرًا أنه بمثابة “التزام متجدد قوي” بالتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، واصفًا عودته إلى البيت الأبيض بالتاريخية.

كما هنأ عدد من قادة الدول، على رأسهم الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ترامب، في وقت قال متحدث باسم الحكومة الإيرانية إن الانتخابات الأميركية “لا تعنينا” ولن تؤثر على أرزاق الناس.