على عكس استطلاعات الرأي الأخيرة التي كانت تعطي كامالا هاريس فرصة كبيرة للفوز في ولاية ميشيجن في الانتخابات الرئاسية، فاز دونالد ترامب بالولاية التي يصل عدد أصوات العرب فيها إلى نحو 400 ألف، طبقاً للأرقام المعلنة قبل الانتخابات، بينما تبلغ أصوات المسلمين نحو 250 ألفاً.
وحصل ترامب في مدينة ديربورن التي توصف بأنها قلب السكان العرب الأميركيين على نسبة 42.5% من الأصوات، مقابل 36% لمصلحة كامالا هاريس، بينما حصلت مرشحة حزب الخضر جيل ستاين التي دعمها عرب ومسلمون على نحو 18% من الأصوات.
وتفيد الأرقام بأن الناخبين المحبطين من موقف إدارة بايدن وحملة هاريس ودعمهما الإبادة الجماعية في غزة غيّروا ولاءهم لمصلحة الرئيس السابق ترامب، بعدما كان بايدن قد حظي بدعم ساحق في الانتخابات السابقة، إذ حصل حينها على 74% من أصوات المدينة. كان أبرز الذين رفضوا التصويت لكامالا هاريس من العرب الأميركيين، عضو مجلس النواب رشيدة طليب والتي احتفظت بمقعدها في المجلس بفوز ساحق بـ71%، كما رفض عبد الله حمود عمدة مدينة ديربون أيضا التصويت لها، ومثلهما سام بيضون المفوض الحكومي الديمقراطي المنتخب بمقاطعة وين بالمدينة، كما أوضح في تصريح خاص لـ”العربي الجديد”.
سام بيضون المفوض الديمقراطي هو عربي من أصول لبنانية، ومرشح الحزب الديمقراطي للتجديد بالولاية، قال: “رفضت التصويت لكليهما (ترامب وهاريس)، إذ إن كامالا هاريس وبايدن على مدار أكثر من عام يرفضان الاستجابة لمطالبنا بوقف الحرب في غزة ويستمران في دعم الإبادة الجماعية وتسليح إسرائيل، وفي الوقت نفسه ترامب هو الذي نقل السفارة إلى إسرائيل، والذي فرض حظر دخول المسلمين، ويهدد طلابنا بالطرد من الجامعات حال تظاهرهم”.
وأضاف “بصفتي أميركياً من أصول لبنانية من الجنوب لا أستطيع أن أصوت لأي منهما، ونحن نرى العدوان الإسرائيلي بدعم أميركي وقتل الأطفال والنساء والمدنيين”، وشدد على ضرورة “تعلم الديمقراطيين الدرس، والنظر إلى تأثير الصوت العربي” وفقا لـموقع ” العربي الجديد”:
على مدار الأشهر الماضية، كان الديمقراطيون يتعاملون مع الصوت العربي والمسلم باستهانة وتجاهل تام، لدرجة أن كامالا هاريس لم تلتقط صورة واحدة مع جالية عربية أو مسلمة طوال حملتها الانتخابية، كما رفضت صعود طبيب فلسطيني أو أي ممثل آخر على منصة المؤتمر الوطني الديمقراطي الأخير، عدا عن طرد عرب ومسلمين احتجوا على الحرب في غزة.
بالمقابل، حرص ترامب على التواصل مع الجالية العربية والمسلمة وذهب إلى مقر وجودها في ديربورن بأحد المقاهي، كما توجه إلى الجالية اليمنية في مقرها بمدينة هامترامك وجلس مع الأئمة وممثلين للجالية، واتفق معهم على وقف الحرب في غزة، والتقط صوراً مع مجموعات ترتدي الملابس التي تمثل هويتها وثقافتها، كما دعا بعض الأئمة للصعود إلى تجمعاته الانتخابية، وإلقاء كلمات تدعو العرب والمسلمين للتصويت له.
وتضم مدينة هامترامك جالية عربية من أصول يمنية ومسلمة ضخمة فازت بها كامالا هاريس بـ46% مقابل 42 لترامب، غير أن النظر لهذه الأرقام ومقارنتها بـ2020 يكشف عن تفضيل الناخبين العرب والمسلمين في الولاية لترامب، إذ صوت يمنيون وباكستانيون وبنغاليون ولبنانيون وآخرون له.
وكانت مصادر داخل المجتمع العربي والمسلم في ولاية ميشيغن قد كشفت لـ”العربي الجديد” عن الوعود التي قدمها المرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب لهم من أجل الحصول على أصواتهم، وتشكل هذه الوعود خطط ترامب للشرق الأوسط في فترة رئاسته.
ووعد ترامب وحملته اليمنيين الأميركيين في ميشيغن بألا تمتد الحرب في الشرق الأوسط إلى اليمن، متعهداً بمزيد من الاستقرار لبلدهم. وكانت التصريحات التي خرجت من المجموعة اليمنية في مدينة هامترك وعمدة المدينة، أمير غالب، العلنية بعد لقائهم مع ترامب تشير إلى أنه وعد بإنهاء الحرب على غزة، وأنه يمثلهم في ما يخص الحفاظ على القيم الأسرية والمجتمعية، لكن الكواليس كانت تناقش تفاصيل تخص اليمن ذاته.
ثاني الصفقات غير المعلنة التي قام بها ترامب وحملته كانت مع الناخبين الأميركيين من أصول باكستانية، وللحصول على أصواتهم قدم ترامب وعوداً بمزيد من الدعم الاقتصادي لبلادهم، ووعد مفاوضو حملة ترامب بأنه سيساعد على إطلاق سراح عمران خان، وتحسين الأوضاع الاقتصادية في بلادهم.
وثالث الصفقات غير المعلنة عقدها ترامب مع مجموعة الأميركيين المنحدرين من بنغلادش، وكانت بوعدهم بالمساعدة على وجود استقرار في هذه البلاد التي شهدت أزمة كبيرة بعد هروب رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، 5 أغسطس/ آب الماضي، إثر اندلاع تظاهرات عمت البلاد وأدت إلى سقوط مئات القتلى، ليجري تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة محمد يونس التي تواجه تحديات كبرى، في طليعتها تحديد دور الجيش وتحريك عجلة الاقتصاد.