تواصل دولة الاحتلال الصهيونى محاصرة شمال غزة واستهداف المدنيين ومنع وصول المساعدات الإنسانية والأدوية والمستلزمات الطبية وهدم المبانى واستهداف المستشفيات والأطقم الطبية والدفاع المدنى فيما تهيمن على المجتمع الدولى حالة من التجاهل واللامبالاة بل وتقديم الدعم للصهاينة لارتكاب المزيد من المجازر من أجل تهجير الفلسطينيين من ديارهم فيما يسود نوع من التبلد فى العالم العربى بسبب الحكام الخونة الذين يعملون لصالح الصهاينة على حساب القضية الفلسطينية .
قى نفس السياق جاء فوز المتصهين دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية ليمنح رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو الفرصة لمواصلة حرب الإبادة الجماعية واحتلال قطاع غزة وتوسيع العملية البرية فى جنوب لبنان .
هكذا تعيش غزة في حالة حصار غير معلن؛ المعابر مغلقة، والمساعدات الدولية تواجه صعوبات في الوصول، والوضع الأمني يمنع السكان من الحركة أو التنقل. وكل هذا يزيد من عزلتهم ويزيد من يأسهم، حيث باتت الحياة اليومية معركة من أجل البقاء في ظل ظروفٍ لا يمكن وصفها إلا بأنها غير إنسانية.
احتلال القطاع
فى هذا السياق حذرت الكاتبة والباحثة السياسية تمارا حداد من أن رئيس الوزراءالصهيونى بنيامين نتنياهو يريد إعادة احتلال قطاع غزة وتقسيمه إلى 3 أقسام.
وقالت تمارا حداد، في تصريحات صحفية: نتنياهو يريد أن يقوم بإعادة الاحتلال المباشر وغير المباشر لقطاع غزة ويريد تقسيمه إلى 3 أقسام ليس فقط في محور نتساريم الذي يفصل الشمال عن الجنوب ولكن شمال غزة هناك محور جديد ما بين منطقة بيت لاهيا وبين حانون ومنطقة جباليا نفسها وهناك منطقة تقسيم لهذه المناطق وفصلها عن مدينة غزة .
وأضافت: هم يريدون تنسيق قاعدة عسكرية أمنية استخباراتية بالإضافة لاستقطاع أراضي من قطاع غزة بعمق 1 كم من الشمال حتى كرم أبو سالم، بالإضافة لسيطرة الجيش الصهيونى على محور فيلادليفا ويحاولون حتى الآن استخدام القصف الجوي وتدمير البنية التحتية .
وأشارت تمارا حداد إلى أن هناك سياسة لم تحدث في تاريخ الحروب لكنها حدثت في شمال غزة وهي سياسة التجويع والحصار وضرب البنية التحتية وتحديدا المستشفيات .
وأوضحت أن عدد سكان شمال قطاع غزة كان 300 ألف مواطن وأصبحوا الآن قرابة 70 ألف مواطن فلسطيني ونتيجة القصف الجوي والحصار لا يمكن إدخال المساعدات، وفقط المواطنون الموجودون في الشمال يشربون كأس المياه ويضعون قطرات من الملح لكي يسدوا جوعهم .
وأكدت تمارا حداد أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد أفق في مسار المفاوضات وبالنسبة لنتنياهو يريد إخراج الرهائن ولا يريد أن يعطي أي ضمانة لخروج الجيش من قطاع غزة، ولا يريد وجود حركة حماس ولكن يريد نزع السلاح كليا من قطاع غزة .
وقالت ان بعض الدول تحديدا قطر أصبحت تريد أن تنسحب من ملف المفاوضات لأنه لا توجد أي بوادر لترسيخ حالة التفاوض بين حماس وإسرائيل .
طريقة ترامب
وأكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور سهيل دياب ، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تقوم بتنسيق كافة القرارات حاليا مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وقال دياب في تصريحات صحفية : ما يميز الفترة الحالية أمرلن، الأول أن إيقاع إسرائيل الدبلوماسي والعسكري سيكون على طريقة ترامب وليس طريقة بايدن، مؤكدا أن كل خطوة إسرائيلية تنسق الآن مع ترامب .
وأضاف: في اليومين الماضيين كان هناك 3 محادثات تليفونية طويلة بين نتنياهو وترامب فيما يتعلق بالوضع في لبنان وقطاع غزة وكل ما هناك من أمور .
وأوضح دياب أن ما يحرك إسرائيل في هذه العلاقات الآن هو الوضع الميداني وليس أمورا دبلوماسية هنا وهناك، كل التصريحات تقول إن إسرائيل بدأت تتألم وتتوجع أكثر من السابق ولم تصل لمرحلة الصراخ لتطلب المفاوضات ولكنها بهذا الاتجاه .
وكشف أن كل التصريحات التي سمعناها من وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد كاتس أن الأمور وصلت إلى أن الحاجة أصبحت حاجة إسرائيلية لعدم استطاعة إسرائيل مواجهة ما يجري وأنها لا تستطيع حسم الأمر بإلقاء هزيمة على المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية لذلك هي تفتش عن بعض الحلول .
وتابع دياب : النقطة الثالثة ان إسرائيل تحاول أن تحصل من ترامب على أمور لم تستطع أن تحصل عليها من بايدن حتى الآن هي تحاول ذلك وتريد أن تذهب إلى صفقة في غزة ولبنان ولكن مقابل أشياء مثل ضم مناطق من الضفة الغربية إلى إسرائيل وأن يكون هناك عقوبات أمريكية لاحقة على إيران مقابل حلول في لبنان .
واختتم قائلا : الأمر الأساسي الجديد أن إسرائيل تتوجع والأمر الثاني أن إسرائيل لا تريد إهداء بايدن أي شيء وهي تريد أن تقوم بالتعاون مع ترامب بما يريده ترامب من حيث الإيقاع .
سكان القطاع
وقال الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ اللغة العبرية بجامعة الإسكندرية، إن الحرب على قطاع غزة وصلت إلى حافة الهاوية، مشيرًا إلى أن الجانب الصهيونى يحاول التخلص من سكان قطاع غزة، وأضاف “أنور” فى تصريحات صحفية أن هناك برنامج لأحد الأحزاب الإسرائيلية يعمل على تهجير الشعب الفلسطيني من فلسطين، من خلال ضرب محور صلاح الدين، وبالتالي تحدث حركة نزوح جماعي، مما يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير هو من يقود المشهد الآن في دولة الاحتلال مستغلا ضعف وفساد رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، موضحًا أن اليمين المتطرف أصبح لديه تأثير كبير داخل حكومة الاحتلال.
وأوضح “أنور” أن دولة الاحتلال الإسرائيلي رفعت شعار “معًا سننتصر” بعد عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023، ولكن هذا لم يستقر طويلاً مع الخسائر الفادحة لجيش الاحتلال، خلاف عدم المساواة في الخسائر، فالبعض يخضع لتجنيد داخل دولة الاحتلال، والبعض الآخر لا يجند، وهذا قد يؤدي إلى انفجار الوضع داخل دولة الاحتلال.
ولفت إلى أن أهالي الأسرى الإسرائيليين يتهمون رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بعدم الاهتمام بصفقة الإفراج عن الأسرى، مشيرًا إلى أن نتنياهو يحاول إطالة أمد الحرب على حساب المدنيين والأسرى الإسرائيليين، لأنه يعلم أن إنهاء الحرب تعني محاكمته .
وأوضح “أنور”أن جيش الاحتلال رغم الحرب المستمرة منذ أكثر من سنة لم ينجح في الإفراج عن الأسرى، أو القضاء على حركة حماس، أو وقف الرشقات الصاروخية.
وشدد على أن الغرب بدأ يراجع موقفه ضد الاحتلال الإسرائيلي، فإيطاليا بدأت تتحدث عن منع تصدير السلاح لدولة الاحتلال، وهولندا فعلت هذا الأمر، والولايات المتحدة فرضت عقوبات على المستوطنين، وهذا تطور إيجابي ضد دولة الاحتلال .