تشهد كلية الحقوق بجامعة القاهرة احتجاجًا طلابيًا على قرار مجلس الكلية بتطبيق نظام الامتحانات المختلط بدلاً من نظام البابل شيت اعتبارًا من امتحانات الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2024/2025.
نظم الطلاب وقفات احتجاجية، وقدموا مذكرات لعميد الكلية، ورئاسة الجامعة، ووزارة التعليم العالي، مطالبين بتأجيل تطبيق النظام المختلط، وعدم تطبيقه بأثر رجعي.
وأكد الطلاب أنهم اعتادوا على نظام البابل شيت، مشيرين إلى أن تطبيق القرار بأثر رجعيّ على طلاب الفرق السابقة غير قانوني، ويخالف ما أكده مجلس الكلية لهم عند إصدار القرار العام الماضي 2023-2024.
ووجه طلاب الفرقتين الثالثة والرابعة بكلية الحقوق جامعة القاهرة استغاثات عبر وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لإيصال أصواتهم إلى ما هو أبعد من المعنيين داخل الكلية، بعدما فشلوا في إثنائهم عن القرار، الذي يرون فيه تهديدًا لمستقبلهم.
كانت إدارة الكلية قد أبلغت طلاب الفرقتين الثالثة والرابعة أن نظام أسئلة الاختيار من متعدد “البابل شيت” لن يكون النظام الوحيد للتقييم على مستوى المقررات التخصصية بكليات الجامعات، وذلك اعتبارًا من العام الدراسي 2024-2025.
واعتمدت الكلية في قرارها على قرار المجلس الأعلى للجامعات الصادر بتاريخ 24 أغسطس 2024، والذي أُبلغت به بموجب قرار رئيس الجامعة بتاريخ 3 سبتمبر 2024.
وبحسب قرار الكلية، سيتكون الامتحان من 3 أسئلة؛ الأول اختيار من متعدد، بحيث لا تتجاوز الأسئلة فيه 20 نقطة مخصصة له 10 درجات، والثاني صح وخطأ مع التعليل، بحيث لا تتجاوز إجابة كل عبارة 3 أسطر ولا يتعدى السؤال 10 نقاط مخصصة له 5 درجات، أما السؤال الثالث فهو مقالي ويشمل عدة أسئلة يختار الطالب من بينها، ومخصص له 5 درجات.
مذكرة الطلاب
أعد الطلاب مذكرة لتقديمها إلى رئيس الجامعة ومجلسي الكلية والأعلى للجامعات كخطوة لحل الأزمة وإنقاذ مستقبلهم.
وقال طلاب الفرقة الرابعة في مذكرتهم: “نتقدم لسيادتكم بهذا الالتماس لطلب الاستمرار في الامتحانات بنظام البابل شيت بدلاً من النظام المختلط، موضحين أنهم على مدار السنوات الثلاث الماضية امتحنوا بهذا النظام الذي يوفر فرصة تقييم عادلة، ويقلل من احتمالية الأخطاء في التصحيح مقارنة بالامتحانات المقالية.”
وأكد الطلاب أنهم لا يمكنهم تحمل أي خطأ قد يقع، خاصة وهم على أعتاب التخرج وبأعينهم تقديرات معينة سعوا لتحقيقها، وأشاروا إلى أن القرار الصادر في 4 نوفمبر 2024 أحدث تغييرًا مفاجئًا في نظام الامتحانات، ما يعتبرونه أمرًا جَللًا.
وأضافوا أنهم يطالبون بمعاملة مماثلة لطلاب الفرقة الرابعة العام الماضي، حيث لم يتم تطبيق النظام المختلط عليهم، وأوضحوا أن نظام البابل شيت لا يتعارض مع تنمية مهارات الطالب الكتابية وقدرته على التحليل.
وختم الطلاب مذكرتهم بمطالبة رئيس الجامعة والمجلس الأعلى للجامعات بالموافقة على استمرار نظام البابل شيت في الامتحانات النهائية لهذا العام، مراعاة لظروفهم كطلاب على وشك التخرج، ولضمان توافق التقييم مع ما اعتادوا عليه خلال سنوات دراستهم السابقة.
رأي الدفعات الجديدة
فيما يخص نظام الامتحانات الجديد، صرح عمر غزال، طالب بالفرقة الرابعة، بأن النظام المختلط يمثل ظلماً بيّناً، مشيرًا إلى أن تطبيقه على دفعات على وشك التخرج لن يحقق الهدف المرجو منه.
وطالب عمر بتطبيق القرار على الدفعات الجديدة ابتداءً من الفرقة الأولى للعام الدراسي 2023-2024، حيث كان قرار مجلس الكلية حينها واضحًا بتطبيقه على الدفعات الجديدة فقط.
وكشف عن أن الطلاب يخططون لتقديم مذكرة أخرى لمجلسي الكلية والأعلى للجامعات، تحتوي على توقيعات طلاب الفرقتين الثالثة والرابعة لدعم موقفهم وشرح أسباب اعتراضهم.
مستقبل الطلبة
وأعربت غادة البحيري، طالبة بالفرقة الرابعة، عن رفضها للقرار، معتبرةً أنه يخالف مبدأ عدم رجعية اللوائح والقوانين، كما أشارت إلى أن قرار استبدال البابل شيت بالنظام المختلط تم إقراره في سبتمبر 2023، ما أشعل أزمة مع طلاب الفرقة الرابعة حينها، ونجحوا في إثناء الكلية عن قرارها.
وأوضحت غادة أن الكلية اضطرت في 30 سبتمبر 2023 لإصدار بيان توضح فيه عدم إلغاء نظام البابل شيت وتأكيدها على ترك حرية الاختيار لأعضاء هيئة التدريس بين أنظمة التقييم المختلفة.
رأي خريجي العام الماضي
أكدت ميار محمد، خريجة كلية الحقوق بجامعة القاهرة، أن إصرار طلاب العام الماضي دفع مجلس الكلية للتراجع عن تطبيق القرار بأثر رجعي، وتم إجراء الامتحانات وفق نظام البابل شيت فقط، وأعربت عن أملها في أن يتمكن الطلاب المتضررون هذا العام من الضغط على الكلية للتراجع عن القرار، وطالبتهم بتكثيف جهودهم في التعبير عن اعتراضهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومحاولة الوصول إلى المعنيين بالأمر.
اتهامات بالظلم
قالت نهى أحمد، طالبة بالفرقة الثالثة (اسم مستعار)، إنها تمتحن بنظام البابل شيت منذ سنتين، وتفاجأت بالقرار الذي وصفته بـ”الظلم”، وأضافت أنها وزملاؤها لن يتركوا باباً إلا ويطرقونه حتى تتراجع الكلية عن قرارها، أسوة بزملائهم في العام الماضي.