أعربت منصة الموقف المصري عن استغرابها من امتداد الإضراب في سجون الانقلاب بدر 1 وبدر 3 منذ 2022 إلى اليوم بعد أن نشرت المفوضية المصرية لحقوق الإنسان تقرير جديد عن الأوضاع الصعبة لسجناء مركز الإصلاح والتأهيل بدر 3، ودفعتهم للإضراب عن الطعام مجددًا بعد سلسلة احتجاجات مستمرة خلال السنتين الفائتتين منذ إفتتاح السجن متضامنة “مع المواطنين المصريين بيعانوا الأمرين في سجون غير آدمية، ولكل أهلهم وذويهم”.
ولفتت المنصة أنه شهور مرت “ولم تغير إدارات السجون من سلوكها العدواني، وفي نفس الوقت وسط تفرج من كامل مؤسسات الدولة، بداية من إدارة مصلحة السجون ووزارة الداخلية والأجهزة الأمنية إلى المؤسسات القضائية والنيابة العامة، وكأنهم اجتمعوا على الموافقة بانتهاك القانون والدستور”.
وتحت عنوان “مراكز التكدير والتعذيب” رصدت المنصة أنه في ديسمبر 2021 افتتحت الحكومة السجون الجديدة بشكل تجريبي، ووقتها تغنت المواقع المسيطر عليها أمنيًا بالتطوير والاهتمام بحقوق السجناء، لدرجة “المصري اليوم” كتبت عنوان: “هُنا مركز بدر.. للإصلاح والتأهيل والارتقاء بحقوق الإنسان”!
وأوضحت أنه بعدها مباشرة بدأت شكاوى السجناء من الارتقاء التدريجي بالانتهاكات، ما يعني بعد ما يسمى بالاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، في دعاية وضيعة لنظام سياسي يعمل عكسها تمامًا.
وأشارت إلى أنه تزامن كل هذا مع بعضه، يقول وكأن النظام افتتح السجون لزيادة التنكيل والتكدير للسجناء، وليش للإصلاح والتأهيل، خاصة وأن غالبيتهم مسجونين بلا جرم سوى ممارسة حقهم في العمل السياسي أو التظاهر أو أو… بل ولو حتى مسجونين جنائيين بسبب جرم، فهناك قانون يحكم عملية “الإصلاح والتأهيل” مقربة الهدف أن يكون غير الانتقام.
وأعربت المنصة أنها تتمنى “نهاية لكل هذا الظلم، والإفراج عن كافة سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين لمكانهم في بيوتهم ووسط حياتهم الطبيعية وليس تحت يد النظام الباطشة”.
تقرير المفوضية
وقبل يومين، نشرت المفوضية تقرير عن سجناء مركز الإصلاح والتأهيل بدر 3 ودخولهم في إضراب جديد عن الطعام من أيام، ودا بسبب انتهاكات ما بين سوء المعاملة والتعنت مع الأهالي ورفض إدخال غالبية الزيارة خاصة الأكل.
وعن تصاعد الانتهاكات، أشارت إلى الخط الزمني بدأ بإضراب أكتوبر 2022 وتوفي فيه السجين علاء السلمي نتيجة الإضراب ومنع الرعاية الطبية عنه.
والإضراب كان بسبب سوء المعاملة والوضع الصعب، وصفه السجناء في رسالة مسربة إنه أسوأ من سجن العقرب -سجن له سمعته السيئة في انتهاك آدمية السجناء-، وكانت الانتهاكات ما بين منع التريض والكانتين ووضع كاميرات مراقبة وإضاءة مستمرة 24 ساعة مع باب زنزانة بلا أي فتحات للتهوية أو التواصل مع من بالخارج، مع إيقاظهم في الصباح الباكر كل يوم ثم إدخالهم مجددا.
وأنه بسبب حدة تصعيد إدارة السجن ضد السجناء ووصلت لحد منع الزيارات ومنع أي رعاية طبية ومنع التريض، حاول عشرات من السجناء في سجن بدر الانتحار الجماعي خلال شهري فبراير ومارس، وبالرغم من إنه كانت الحوادث متكررة خلال الشهرين المحددين إلا إن إدارة السجن لم تهتم بحياة المواطنين المصريين بل ونكلت ببعضهم ونقلتهم للتأديب وترحيل وتغريب العشرات آخرين مع عزل السجناء عن العالم الخارجي.
وانتقلت الانتهاكات من بدر 3 إلى بدر 1، ودخلوا في إضراب جديد في يونيو 2024 بسبب الأوضاع القاسية في السجن ما بين التفتيش الذاتي المهين وخفض وقت التريض وقلة كميات الطعام والتعنت مع الأهالي في الزيارات والتنصت عليهم.
وقالت المفوضية إن الإضراب مستمر للآن، وتواجههم إدارة السجن بالتصعيد ما بين تغريب العشرات منهم لسجون بعيدة، وقطع الكهرباء والمياه والتعيين (أكل السجن) عن الباقيين.
ولفتت إلى أن الانتهاكات في مركز الإصلاح بدر، يتزامن مع انتهاكات مماثلة في مركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون، حيث دخل سجناء سجن 2 فيه في فبراير الماضي في إضراب عن الطعام، بسبب انتهاكات مطابقة لانتهاكات بدر وسط تجاهل تام لمطالبات حقوقية وانتقادات محلية ودولية ومناشدات لوقف كل هذا الظلم.