زلازل وتسريبت وتوقف التوربينات…حصة مصر من مياة النيل في حكم المجهول بعد سد النهضة!!

- ‎فيتقارير

يبدو أن مشاكل سد النهضة لن تنتهي، مما يؤثر على حصة مصر من المياه، بالإضافة إلى الخطر الذي يمثله السد باعتباره قنبلة موقوتة قد تدمر السودان وأجزاء من مصر.

يأتي ذلك في ظل التناحر الداخلي بالسودان، وتقاعس الرئيس السيسي وفشله في إبرام اتفاقية تحمي حقوق مصر، إلى جانب فشله في إقناع الجانب الإثيوبي بالمشاركة الحتمية في إدارة السد.

فما بين الزلازل، وتسريبات المياه، وتوقف التوربينات في سد النهضة، كلها عوامل تؤثر على الأمن المائي والجغرافي لمصر، مما يستوجب موقفًا حاسمًا وقويًا ضد الحكومة الإثيوبية لتجنب كارثة لا يمكن تفاديها.

 

توقف التوربينات

 

كشفت صور فضائية حديثة التقطت أمس الخميس أن سد النهضة لم يكتمل بعد، وما زال متعثرًا مع توقف التوربينات الأربعة عن العمل.

وأظهرت الصور استمرار تدفق المياه من بوابتين من بوابات المفيض العلوي الست، حيث تُمرر المياه بكمية تُقدَّر بحوالي 100 مليون متر مكعب يوميًا.

 

وعلّق أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، عبر صفحته على “فيسبوك”، قائلاً:

“استمرار تدفق المياه من بوابتين فقط من بوابات المفيض العلوي يعني أن المياه المتدفقة، والتي تبلغ حوالي 100 مليون متر مكعب يوميًا، ستنخفض بحلول نهاية نوفمبر الجاري، لتصل إلى حوالي 55 مليون متر مكعب يوميًا، وهو ما يكفيه فتح بوابة واحدة”.

 

وأضاف شراقي: “استمرار توقف التوربينات كما هو الحال الآن يشير إلى عدم اكتمال السد، كما زعم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد سابقًا. وإذا كان السد قد اكتمل، فأين فوائده من الكهرباء ومياه الشرب والزراعة؟ فعلى الرغم من وجود كميات كبيرة من المياه في بحيرة السد، تُقدَّر بـ60 مليار متر مكعب، لم تتم زراعة قيراط واحد حتى الآن، مما يعني غياب الكهرباء وعدم توفر مياه كافية لزراعة مساحات جديدة”.

وأشار شراقي إلى أن مخزون سد النهضة ثابت عند منسوب 638 مترًا، بإجمالي 60 مليار متر مكعب، منها 19 مليار متر مكعب تمثل التخزين الخامس، الذي استمر من 17 يوليو إلى 5 سبتمبر 2024.

 

المياه المسربة

 

كشف شراقي عن نسبة المياه المسربة من مخزون سد النهضة إلى باطن الأرض، خاصة بعد انتهاء الملء الخامس للسد ووصول كمية المياه المخزنة إلى 64 مليار متر مكعب.

وأوضح أن نسبة المياه المسربة بلغت حوالي 20 مليار متر مكعب، مشيرًا إلى أنها تسربت بين الفوالق الأرضية لقاع السد على مدار السنوات الماضية، وبشكل مستمر خاصة في موسم الأمطار.

وأضاف أن هذه المياه المتسربة يمكن أن تتسبب في تحريك الصخور الأرضية في باطن الأرض وإحداث زلازل، حيث يُعتقد أن الزلازل الأخيرة في منطقة الأخدود الإفريقي جاءت نتيجة لهذه التسريبات.

 

الزلازل

 

أعرب شراقي عن قلقه من أن الكميات الكبيرة المتسربة من المياه قد تكون عاملًا مساعدًا لتحفيز النشاط الزلزالي في المنطقة.

وأشار إلى أن متوسط عدد الزلازل التي تزيد قوتها عن 4 درجات في إثيوبيا كان يتراوح بين 5 إلى 6 زلازل سنويًا، لكن منذ بدء التخزين الضخم للمياه وما تبعه من تسريبات، شهدت إثيوبيا في عام 2023 حوالي 38 زلزالًا، بينما وصل العدد في 2024 حتى الآن إلى 32 زلزالًا، منها 6 زلازل خلال الأسبوعين الماضيين.

وأوضح أن تسرب المياه إلى الفوالق يزيد ضغط المسام في الصخور المحيطة، مما يقلل الاحتكاك بين خطوط الصدع، ما يجعلها أكثر عرضة للانزلاق، كما أن المياه المتسربة تُضعف الصدوع، حيث تعمل كعامل تزييت يقلل الضغط اللازم لإحداث انزلاق أو تمزق على طول خطوط الصدع، مما قد يؤدي إلى زلزال.

ورغم أن الزلازل الحالية تتراوح قوتها بين 4 و5 درجات، وهي غير مؤثرة على سلامة جسم السد، إلا أن شراقي حذّر من احتمال وقوع زلزال كبير، خصوصًا أن المنطقة نشطة زلزاليًا بطبيعتها، وتواجه الآن عوامل محفزة إضافية، مثل حجم المياه الكبير المخزن في السد، الذي يمارس ضغطًا إضافيًا على قشرة الأرض، وتسرب المياه إلى خطوط الصدع.