كشفت الأمم المتحدة أن الجيش الإسرائيلي ينهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، نتيجة استهداف إسرائيل ما تبقى من قوات الشرطة في غزة، ونقص السلع الأساسية، وانعدام الطرق وإغلاق معظم نقاط العبور، ويأس السكان الذي يؤدي إلى هذه الظروف الكارثية.
من جهته كشف المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه، الجمعة، إن دخول المساعدات إلى غزة “عند مستوى متدن”، مشيراً إلى أن عمليات تسليم المساعدات إلى أجزاء من شمال القطاع المحاصر “شبه مستحيلة”.
وقال لايركه رداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي في جنيف في شأن ما إذا كان وصول المساعدات الإنسانية قد تحسن “من وجهة نظرنا، فإن جميع المؤشرات التي يمكن النظر فيها في ما يتعلق بالاستجابة الإنسانية تسير في الاتجاه الخاطئ”، وأضاف “دخولها عند مستوى متدن. الفوضى والمعاناة واليأس والموت والدمار والنزوح عند مستوى مرتفع”.
وعبر لايركه عن القلق في شأن شمال غزة، حيث صدرت أوامر للسكان بالتوجه جنوباً مع استمرار توغل القوات الإسرائيلية لأكثر من شهر.
وأضاف “الوضع في ما يتعلق بالعمل الإنساني كما يصفه أحد زملائي… هو أشبه بأنك ترغب في أن تقفز وتفعل شيئاً. غير أنه أضاف: لكن أرجلنا مكسورة. لذا يُطلب منا القفز بينما أرجلنا مكسورة”.
الجيش الإسرائيلي ينهب المساعدات
من جهتها اتهمت 29 منظمة غير حكومية الجمعة في تقرير مشترك الجيش الإسرائيلي بتشجيع نهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، من خلال مهاجمة قوات الشرطة الفلسطينية التي تحاول مكافحته.
وجاء في تقرير المنظمات وبينها “أطباء العالم” و”أوكسفام” والمجلس النرويجي للاجئين أن الجيش الإسرائيلي “يفشل” من جانب آخر في “منع نهب شاحنات المساعدة أو منع العصابات المسلحة من ابتزاز المال من المنظمات الإنسانية لحمايتها”، مشيرة بشكل خاص إلى مقال نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليسارية الإثنين عنوانه “الجيش الإسرائيلي يسمح لعصابات غزة بنهب شاحنات المساعدات وابتزاز سائقيها مقابل رسوم الحماية”.
وأكدت المنظمات غير الحكومية أيضاً في تقريرها أنه في “بعض الحالات” وفيما كان عناصر الشرطة الفلسطينيون “يحاولون اتخاذ إجراءات ضد اللصوص، تعرضوا لهجوم من قبل القوات الإسرائيلية”. وأضافت “تقع عديد من الحوادث قرب القوات الإسرائيلية أو على مرأى منها، من دون أن تتدخل حتى عندما يطلب سائقو الشاحنات المساعدة”. في التقرير نفسه نددت المنظمات بخفض المساعدة الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى قطاع غزة إلى “مستوى متدن تاريخياً”.
وأوضحت أن ما معدله 37 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت إلى الأراضي الفلسطينية يومياً في أكتوبر الماضي و69 يومياً في الأسبوع الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري مقابل 500 قبل السابع من أكتوبر 2023 حين اندلعت الحرب إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته “حماس” على إسرائيل.
وفي الفترة ما بين الـ10 من أكتوبر الماضي والـ13 من نوفمبر الجاري، “أدت الغارات الإسرائيلية وعمليات القصف إلى مقتل ما لا يقل عن 20 عاملاً في المجال الإنساني… يعملون بشكل رئيس لصالح جمعيات فلسطينية”، وفق المنظمات الـ29. وأضافت أن “هؤلاء الموظفين قتلوا في منازلهم أو في مخيمات النزوح أو أثناء توزيع المساعدات”.
وأشارت إلى أنه في الـ13 من أكتوبر الماضي، طلبت الولايات المتحدة مجدداً من السلطات الإسرائيلية تحسين الوضع الإنساني في غزة تحت طائلة تقييد المساعدة العسكرية الأميركية. وأضافت “ليس فقط لم تستجب إسرائيل للمعايير الأميركية” إنما قام جيشها “في الوقت نفسه باتخاذ إجراءات أدت إلى تفاقم الوضع على الأرض بشكل كبير”، لا سيما في شمال غزة.
وكانت ثماني منظمات غير حكومية بينها “سايف ذا تشيلدرن” و”كير” و”ميرسي كورب” أشارت في الآونة الأخيرة إلى أن الوضع “أكثر كارثية مما كان عليه قبل شهر”.