رسالة مؤثرة من المعتقلين في “مقبرة العقرب”

- ‎فيحريات

 كتب– عبدالله سلامة
أرسل المعتقلون في مقبرة العقرب رسالة استغاثة، تكشف الانتهاكات التي يتعرضون له داخل الزنازين، من موت بطيء وانتهاكات جسيمة داخل السجن على يد زبانية ومليشيات العسكر، في محاولة يائسة لكسر إرادتهم.

وقال المعتقلون- في رسالة مسربة من داخل السجن بعنوان "سجن الأموات شبه الأحياء"- "إنذار من الأموات شبه الأحياء في زنازين الموت في سجن العقرب شديد الإهانة إلى العالم أجمع، إلى من لم تمت نخوته ولم تندثر إنسانيته، ومن بقي عنده صحوة ضمير، إلى الأحرار والشرفاء، إليكم هذا البيان: "لم يعد يخفى على أحد ما يعانيه أسرى العقرب على مدار ٤ سنوات من حكم العسكر المدعوم من قوى الشر والاستعباد والإرهاب الحقيقي في العالم".

وأضاف المعتقلون "نحن أسرى لدى هؤلاء المجرمين القتلة من أجل مساومات ومصالح سياسية رخيصة، طفح الكيل وأصبح الوضع لا يحتمل.. لقد صار باطن الأرض خير لنا من ظاهرها، وأصبح الموت يتخطّفنا واحدا تلو الآخر، فالتجويع والتعذيب والإهمال الطبي المتعمد وغيرها من أساليب الموت المحقق"، مشيرين إلى أن الأصل في الزيارات بالعقرب أنها ممنوعة بالشهور، وإن سُمح بها فلا تتعدى ٤ دقائق خلف حاجز زجاجي غير آدمي، فضلا عن وجود معتقلين غير مسموح لهم بالزيارة حتى الآن، هذا بجانب التفتيش المهين ومنع العلاج وسرقة الطعام، وطعام السجن الرديء الذي يقدم بكميات لا تكفي طفلا صغيرا".

وأكد المعتقلون تعرضهم لـ"التجويع الممنهج والإنهاك المستمر، ومعاملة تحمل القهر والإذلال والإهانة المتعمدة، بتفتيش مهين يتعمد فيه المخبرون وضع أيديهم في أماكن حساسة، فضلا عن الضرب والتعذيب الوحشي بالتعليق والكهرباء والركل بالأقدام حتى يفقد الوعي، والإصابة بالقطع والجروح البالغة".

وأضاف المعتقلون "نحن نقبع في زنازين مظلمة مصممة لشخص واحد فقط، ويتكدس فيها أربعة أشخاص، وقد يصل العدد إلى ٧ أو ٨ ، فلا توجد فتحات تهوية أو تريض أو تعرض للشمس منذ أربعة أشهر، حتى انتشرت الأمراض وزادت حالات الموت، والوضع الطبي أسوأ ما في السجن، فليس هناك كشف ولا علاج، ولكن يوجد أطباء غلاظ متعنتون يكشفون على المريض بنظرة من بعيد ولا يُصرف علاج ولا يُحوَّل المريض لمستشفى ولو على نفقته".

وتابع البيان: "لم يكفهم الإيذاء النفسي والبدني، بل تعدوه إلى إيذائنا في ديننا ومقدساتنا، حيث يتعمد رئيس المباحث وأعوانه سب الدين لنا بشكل مستفز، وهو ما لا نقبله أو نسكت عليه"، مشيرين إلى البدء في إضراب عن الطعام كي يكون بداية لخطوات أخرى.

وطالب المعتقلون بتطبيق لائحة السجون وفتح الزيارات ووقف الانتهاكات، خاصة فيما يسمى بزنازين التأديب، مؤكدين أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وسيصعّدون حتى يتم تحقيق ذلك، مختتمين بعبارة "الموت خير لنا من سجن الموت".