الجيش بديلًا لـ”السلع التموينية” في استيراد الحبوب والسلع التموينية…لا والله ما حكم عسكر!!!

- ‎فيتقارير

 

في خطوة غريبة ومستهجنة على المستوى السياسي والاقتصادي،  وعلى عكس ما حاول إعلام السيسي الترويج له، بأن  تحركات جديدة وتوجهات  حديثة، لتوسيع دور القطاع الخاص في النشاطات الاقتصادية والاتجاه نحو تقليص دور العسكر، جاء  القرار الجمهوري، الصادر بشكل غير معلن،  كشفت عنه مصادر بوزارة التموين، أن قرارا جمهوريا صدر  يقضي بتولي جهاز “مستقبل مصر” التابع للقوات المسلحة، عمليات استيراد الحبوب والسلع عبر آليات الشراء المباشر والمناقصات من الجهات والمناشئ المعتمدة للاستيراد في مصر، بدلًا من هيئة السلع التموينية.

 

وجاء القرار، بعد أيام من قرار للسيسي بحظر التعاقد من قبل الحكومة مع أي شركات عسكرية أو جهات عسكرية،  إلا بقرار وموافقة مباشرة من السيسي، كما جاء القرار بعد ساعات من  انتهاء زيارة بعثة صندوق النقد الدولي لمصر، واعتراضه على استمرار توغل العسكر في الاقتصاد، وضرورة توسيع مجال القطاع الخاص في الاستثمارات والأنشطة الاقتصادية.

وينقل القرار بعض اختصاصات هيئة السلع التموينية إلى هيئة الشراء الموحد، الممثلة في جهاز مستقبل مصر، على أن تحدد الوزارات والهيئات المعنية حاجتها من الحبوب، وتسندها للجهاز.

ومن المقرر أن تقوم  هيئة السلع التموينية بعرض الخطة الاستيرادية لها من قمح أو زيت أو سكر، وسيتولى جهاز مستقبل مصر عملية الاستيراد، سواء من خلال ممارسات أو بالأمر المباشر، على أن تتولى الهيئة عملية فتح الاعتمادات والاستلام فقط.

 

اعتراض دولي

 

وأحدث دخول الجيش، عبر جهاز جهاز “مستقبل مصر” كمستورد للسلع التموينية ضجةً في الأسواق الخارجية، حسب مدير شركة “ميدترنين ستار” للتجارة واستيراد الحبوب هشام سليمان، الذي قال لـ المنصة: “فجأة تبدلت الأحوال، وفوجئ الجميع بوقف التعامل مع الهيئة التي تعمل بمجال استيراد الحبوب منذ أكثر من 40 عامًا ليتعاملوا مع جهة جديدة لا يعلمون عنها شيئًا”.

وأضاف أن “اتحاد مصدري الأقماح في روسيا اعترض على هذا القرار المفاجئ، ورفض المشاركة في أي صفقات لبيع القمح من خلال جهاز مستقبل مصر، لعدم توافر المعلومات الكافية عنه وعن وضعه المالي”، موضحًا أن الرفض قد يكون مؤقتًا حتى تصل إليهم المعلومات التي تجعلهم يطمئنون في التعامل مع الجهاز.

ونقلت رويترز عن مُصدرين روس قولهم: إنهم “لن يبيعوا القمح لجهاز مستقبل مصر، ما لم تخطرهم مصر بأنه يعمل نيابة عن الحكومة”، وأوضح تاجران للوكالة أن مندوبين للجهاز حضروا في آخر ممارسة لشراء القمح طرحتها هيئة السلع التموينية في الرابع من نوفمبر لمتابعة العملية.

 

وقال أحد التاجرين: “كانوا موجودين في آخر مناقصة، مش بيدوا أوامر يعني، لكن بيشرفوا وقاعدين يراقبوا كل حاجة بتحصل، واضح إنهم كانوا بيتعلموا العملية بتمشي إزاي”.

فيما نقلت رويترز عن تاجر ثالث أن جهاز مستقبل مصر يبدو أنه يهمش هيئة السلع التموينية، لكنه لا يملك ما لديها من خبرة طويلة وعلاقات مع السوق.

 

مسيرة استحواذات عسكرية

 

وتأسس جهاز مستقبل مصر في 2022 بموجب مرسوم رئاسي، وله جذور في مشروعات لاستصلاح الأراضي ترجع إلى عام 2017.

وظهر اسم جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة لأول مرة في مايو 2022 عندما افتتح عبد الفتاح السيسي مشروع مستقبل مصر للزراعة المستدامة على امتداد طريق محور روض الفرج – الضبعة على بعد نصف ساعة من أكتوبر، كنواة لمشروع استصلاح 800 ألف فدان بالدلتا الجديدة.

 

وصدر في ذلك الوقت قرار رئيس الجمهورية رقم 591 لسنة 2022، لم يُنشر في الجريدة الرسمية، لكن تمت الإشارة إليه في قرارات لاحقة، بإنشاء جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، كجهاز تابع للقوات الجوية ويعمل تحت إشرافها، وفي الفترة التالية برز اسم العقيد الدكتور بهاء الغنام الذي تولى منصب المدير التنفيذي للجهاز، وهو ينتمي للقوات الجوية، حسب الشروق.

ومع تلك السياسات العسكرية، يزداد دور العسكر في الاقتصاد المصري، لما يزيد عن 60%  ، فيما يعني أغلب الشركات وقطاعات الإنتاج والاقتصاد الخاصة، وهو ما يعمق الفجوة الاقتصادية بين الاقتصاد المدني والعسكري.