حزب العرجاني الجديد يصطاد نواب الأحزاب القديمة..أزمة بالوفد ومستقبل وطن وأيتام عباس كامل في ورطة

- ‎فيتقارير

 

 

في أزمة جديدة تضرب حزب الوفد المصري، تفاقم معاناته بعد مشاركة رئيسه في مسرحية انتخابات  المنقلب السفيه السيسي الأخيرة،  حيث فصل رئيس حزب الوفد عبد السند يمامة، نائبه سليمان وهدان، بعد ظهوره في مؤتمر اتحاد القبائل والعائلات المصرية، ومحاولته ضم برلمانيين وفديين لحزب جديد يرأسه إبراهيم العرجاني.

وقال رئيس حزب الوفد عبد السند يمامة: إن “قراره بفصل عضو مجلس النواب ونائبه في الحزب سليمان وهدان، جاء في أعقاب ظهوره بمؤتمر اتحاد القبائل والعائلات المصرية أمس الأول”.

 

ونظم اتحاد القبائل والعائلات المصرية مساء الأربعاء  فعالية كبرى بالقاهرة، جمعت تحت مظلتها نخبة من القيادات الشعبية وقيادات الاتحاد، والعديد من السياسيين والوزراء السابقين والبرلمانيين بينهم سليمان وهدان، وألمح خلاله إلى تأسيس حزب سياسي جديد.

وفضلًا عن الأسباب القانونية المرتبطة بحظر الجمع بين عضوية حزبين سياسيين، أوضح رئيس  الوفد في تصريحات صحفية، أن وهدان طلب من نواب برلمانيين تابعين لحزب الوفد الانضمام للحزب الجديد، وقالوا لي إنه بعث أسماءهم وعايز يدخلهم معاه في الحزب الجديد، لأنهم أصدقاؤه ودا ما ينفعش خاصة إنهم رفضوا.

وفي الوقت الذي رفض فيه يمامة الإفصاح عن اسم أي من هؤلاء النواب، مكتفيًا بالتأكيد على كونهم “أعضاء مهمين”، أشار إلى أن مشاركة وهدان في تأسيس ذلك الحزب مسألة معلومة ومنشورة بالمواقع خارج وداخل مصر.

وتابع “كلمته وسألته عن تحركاته وأنكر، وقلت له أنا معتز بيك وعايزينك تبقى معانا وأكد لي تمسكه بحزب الوفد، لنفاجأ بعدها بالصور اللي موجودة وجلوسه في مقدمة الناس اللي بيشاركوا في تأسيس الحزب”، معقبًا “طبعًا من حقه إنه يشارك بس كان المفترض يخلي طرفه من حزب الوفد أولًا”.

 

في المقابل، يصر النائب سليمان وهدان على أن حديث رئيس حزب الوفد حول انضمامه للحزب الجديد غير واقعي، مؤكدًا أن قرار الفصل لا يستند إلى أسباب وجيهة، وأن وجوده بالمؤتمر جاء لكونه عضوًا مؤسسًا في اتحاد القبائل.

 

ونقل مصراوي عن وهدان قوله: “للأسف عبد السند بيدير عزبة ولا يعتمد على مؤسسات الحزب، وقراره باطل، وأنا نائب رئيس الحزب وعضو هيئة عليا ولا يجوز فصلي إلا بعد التحقيق”.

 

وردًا على ذلك، أكد يمامة في تصريحات لوسائل إعلام محلية،  “هو يقول زي ما هو عايز، لما يكون قرار اتُخذ لأنه خالف التزام حزبي، راجل نائب رئيس الحزب ويروح يشارك في تأسيس حزب آخر، والحكاية دي شغالة بقالها أكتر من شهرين”.

 

وكان اتحاد القبائل والعائلات المصرية قرر تأسيس حزب سياسي جديد، لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في 2025، برئاسة إبراهيم العرجاني، رئيس اتحاد القبائل والعائلات المصرية.

 

 

وياتي الكشف عن حزب العرجاني الجديد في وقت تعاني مصر إنغلاقا سياسيا كبيرا، لا يكاد يتنفس فيه أحد، وكان آخر من حاول إنشاء حزب سياسي النائب السابق أحمد طنطاوي ، الذي زج به في السجن مع أنصاره، علاوة على حالة من الغلق للمجال العام وتضييقا على عمل السياسيين والجمعيات الأهلية والأحزاب وتفريغا لها من أدوارها السياسية والمجتمعية، وتعاملا أمنيا مع سياسييها وفق رصد حقوقي، بها نحو 120 حزبا بعضهم تحت التأسيس ينتظر قرار لجنة شؤون الأحزاب باعتماده رسميا، لكنه ووفق موقع الهيئة العامة للاستعلامات هناك نحو 87 حزبا مقننا.

حزب العرجاني

 

الثلاثاء الماضي، وبأحد فنادق شرق القاهرة ظهر الحزب الأول ليحمل اسم “اتحاد مصر الوطني”، مع تشكيل مجلس رئاسي له من 5 شخصيات سياسية، إلى جانب وزراء ومحافظين سابقين وبرلمانيين حاليين وشخصيات عامة، فيما يعيد للواجهة مجددا رئيس مجلس النواب المصري السابق المختفي عن الواجهة لنحو 4 سنوات علي عبد العال.

 

“اتحاد مصر الوطني”، الذي يأتي على غرار اسم الاتحاد المثير للجدل الذي يقوده العرجاني، والذي لم تتضح بعد أدواره في التشكيل الحزبي الجديد، يضم إلى جانبه 4 وزراء سابقين للإسكان، والزراعة، والتضامن، والتنمية المحلية، خرج منهم 3 من تشكيل حكومة مصطفى مدبولي الحالية في الصيف الماضي.

 

وهم: عاصم الجزار (2019- 2024) والرئيس الحالي لمجلس إدارة شركة نيوم المصرية التابعة لـ”العرجاني جروب”، والسيد القصير (2020- 2024)، ونيفين القباج (2019- 2024)، وعادل لبيب (2013- 2015).

 

يضم المولود الجديد أحد قيادات الطرق الصوفية وهو السيد الإدريسي، شيخ الطريقة الأحمدية الإدريسية، وذلك على غرار ضم منافسه الأقدم في السلطة والذراع السياسي للنظام حزب “مستقبل وطن”، شيخ مشايخ الطرق الصوفية عبد الهادي القصبي ممثل الهيئة البرلمانية للحزب بمجلس النواب، ورئيس “ائتلاف دعم مصر” في انتخابات 2020.

 

وضم الحزب الجديد نوابا في البرلمان الحالي، وبينهم ، مجدي مرشد، وهشام مجدي، ومارجريت عازر، وعاطف مخاليف، وسليمان وهدان، إلى جانب عضو مجلس النواب عن مرسى مطروح والقيادي باتحاد القبائل المصرية والعربية أحمد رسلان.

 

ويسعى الحزب وفق بيانه الأول إلى “إعادة الروح لليبرالية التي استهدفتها طويلا تيارات الإسلام السياسي بالتشويه مدة عقود”، ما عده البعض رسالة من الحزب الجديد إلى رأس النظام بدعمه في مواجهة تيار الإسلام السياسي.

 

 

ويسعى الحزب الجديد إلى حصد 30 بالمئة من مقاعد البرلمان التي تجري بالانتخاب الفردي والقائمة الحزبية أو بالتعيين.

 

تساؤلات كثيرة أثيرت عن أسباب تدشين النظام المصري كيانا حزبيا جديدا، ينافس ذراعه السياسي “مستقبل وطن” الذي قام منذ تدشين المخابرات المصرية له عام 2014، وعلى مدار 10 سنوات بدعم النظام في الانتخابات الرئاسية أعوام 2014، و2018، وفي التعديلات الدستورية 2019، وتقديم خدماته عبر البرلمان بتمرير مئات القوانين المثيرة للجدل والمجحفة بحق ملايين المصريين، وفق مراقبين.

 

 

كما توجس مراقبون من دور العرجاني في هذا الحزب، معربين عن مخاوفهم بشأن احتمالات أن يأخذ الحزب شكل اتحاد القبائل العربية الذي يمتلك ميليشيات عسكرية مسلحة في شمال سيناء.

 

كما يثار التساؤل عن أسباب ظهور هذا الحزب الآن، وبعد نحو 4 أشهر من إقالة السيسي في أغسطس الماضي، رئيس المخابرات السابق عباس كامل، وفريقه، فيما تكهن البعض بوجود جبهة جديدة تتشكل أو سمح السيسي بتشكيلها لكي تأكل التشكيلات والكتل السياسية السابقة التي صنعها عباس كامل.

 

وعلى غرار الحزب “الوطني الديمقراطي”، الذي أسسه الرئيس أنور السادات في 31 يوليو 1978، والذي حكم البلاد مدة 33 عاما، وتم حله رسميا عقب ثورة يناير في 16 إبريل 2011، جاء اسم حزب “مستقبل وطن” الذي يمتلك 315 مقعدا بمجلس النواب المنتخب في 2020، ثم جاء حزب “اتحاد مصر الوطني”، مستخدما ذات الاسم.

ليأكل على ما يبدو مستقبل وطن وانتمائته المخابرتية السابقة لعباس كامل وفريقه.

كما أنه من غير المستبعد، أن يكون الأمر في إطار سعي السيسي، لتشكيل حواضن شعبية جديدة، تمهيدا لتغييرات يود إحداثها قبل انتهاء ولايته الحالية رسميا في 2030، والتي بانتهائها ليس له الحق في الترشح مجددا لرئاسة مصر، إلا أنه من المتوقع هوتضاءل كل الكيانات السياسية  التي عملت خلال الفترة الماضية، أمام حزب العرجاني، وفي مقدتها الوفد كما يجري ومستقبل وطن وأحزاب المخابرات القديمة، وهو ما يمثل ورطة سياسية لتلك الأحزاب.