يرتسم في سوريا مشهدًا جديدًا مع انتهاء نظام حكم المجرم بشار الأسد وإعلان فصائل المعارضة والثوار السيطرة على البلاد، أمس الأحد، بعد هجوم بدأ على نحو سريع استمر على مدى 11 يومًا، أنهى حكمًا دام 24 عامًا، وحقبة استمرت لنحو 6 عقود.
لتتوالى ردود الفعل المحلية والدولية في تعقيب على المشهد السياسي الجديد، إذ تراوحت المطالبات ببعد سقوط بشار الأسد الدعوة إلى توحيد الصف السوري وحماية السيادة وسلامة الأراضي السورية، وصولاً إلى الإعراب عن مخاوف مما قد ينتظر مستقبل البلاد.
الحوار الشامل والوحدة
البداية تأتي من مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسن، الذي أكد في بيان، على الرغبة الواضحة التي عبر عنها ملايين السوريين في ترتيبات لمرحلة انتقالية مستقرة وشاملة.
وحث بيدرسن جميع السوريين على إعطاء الأولوية للحوار والوحدة واحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في سعيهم لإعادة بناء دولتهم، مضيفًا أنه “مستعد لدعم الشعب السوري في رحلته نحو مستقبل مستقر وشامل”.
بينما قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الاثنين إن هناك “فرصة هائلة” لإجراء حوار يشمل الأطراف كافة بشأن الانتقال السياسي في العهد الجديد في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وأعرب تورك عن أمله بأن يكون هناك حوار يشمل الجميع في ظل الأوضاع الحالية، داعيًا إلى محاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة في سوريا والحفاظ على الأدلة.
تشكيل حكومة تضم “الجميع” في سوريا
من جهتها دعت تركيا إلى تشكيل حكومة تضم “الجميع” في سوريا، اليوم الاثنين ، وذلك عبر دعوة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إلى “تشكيل حكومة تضم الجميع” في سوريا، غداة إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال فيدان أمام مجموعة من السفراء في أنقرة إن بلاده تتوقع من الجهات الفاعلة الدولية، خصوصا الأمم المتحدة، التواصل مع الشعب السوري ودعم تشكيل حكومة تضم الجميع.
وأضاف أن تركيا تريد أن ترى سوريا تعيش فيها المجموعات الإثنية والدينية المختلفة في سلام، مع نهج حكومي شامل.
وأعرب عن رغبته برؤية سوريا جديدة تحافظ على علاقات جيدة مع الدول المجاورة وتحل السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن تركيا مستعدة لتقديم الدعم اللازم لتحقيق ذلك.
وكانت أنقرة أكّدت الأحد أنها ستساعد سوريا “لضمان وحدتها” و”أمنها”.
ومن جهتها حثت فرنسا عقب سقوط الأسد إلى إنهاء القتال وطالبت بانتقال سياسي سلمي في البلاد.
وقال ماكرون في منشور على منصة إكس: “سقطت الدولة الوحشية أخيراً.. أشيد بالشعب السوري وشجاعته وصبره.. وفي هذه المرحلة من عدم اليقين، أتمنى لهم السلام والحرية والوحدة”. وتابع “ستظل فرنسا ملتزمة بأمن الجميع في الشرق الأوسط”، وقالت وزارة الخارجية في بيان: “الآن هو وقت الوحدة في سوريا”.