بسبب الدولار: زيادة أسعار تطعيمات “فاكسيرا” و”أكاديما” تعطل تطوير أفرانها .. دواء المصريين في خطر

- ‎فيتقارير

كشفت بيانات عن الشركة المصرية القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات “فاكسيرا”، يوم السبت الماضي، عن زيادة أسعار ثلاثة تطعيمات بداية من شهر ديسمبر الجاري، بنسبة تتفاوت ما بين 43.1% و246.5%، من بينها تطعيم التهاب الكبد الوبائي “أ”.

 

ارتفع سعر لقاح التهاب الكبد “أ” الخاص بالأطفال من 404 جنيهات إلى 578 جنيهًا، بزيادة نسبتها 43.07%. كما زاد سعر لقاح الحمى الشوكية الرباعي المقترن “Nimenrix” من 368 جنيهًا إلى 1275 جنيهًا، بنسبة زيادة بلغت 246.47%. وأخيرًا، ارتفع سعر تطعيم الأجسام المضادة لالتهاب الكبد “ب” من 740 جنيهًا إلى 1950 جنيهًا، بنسبة زيادة تُقدر بـ163.51%، وفقًا لمصادر بالشركة تحدثت لوسائل إعلام محلية.

 

ترجع هذه الزيادة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الجنيه، نظرًا لأن هذه التطعيمات مستوردة من الخارج، ولا تُصنع محليًا.

يُشار إلى أن هيئة الدواء هي المسؤولة عن التسعير، حيث تتقدم الشركة المستوردة للقاح بطلب زيادة للحصول على سعر جديد.

 

لقاحات المسافرين

 

سبق أن ارتفعت أسعار أربعة لقاحات خاصة بالمسافرين خلال شهر ديسمبر الجاري، وفقًا لقرار وزير الصحة خالد عبدالغفار، تضمنت هذه الزيادات لقاح الالتهاب السحائي، الذي ارتفع سعره من 300 جنيه إلى 800 جنيه، بنسبة زيادة بلغت 166.6%. كما ارتفع سعر لقاح الكوليرا إلى 360 جنيهًا مقابل 80 جنيهًا، بزيادة قدرها 350%.

وسجل لقاح الإنفلونزا سعرًا جديدًا بلغ 260 جنيهًا بدلًا من 170 جنيهًا، بنسبة زيادة 52.94%. وأصبح سعر لقاح الحمى الصفراء 1250 جنيهًا بدلًا من 450 جنيهًا، بزيادة نسبتها 177.78%.

 

“أكديما” تشكو ارتفاع التكلفة

 

في سياق متصل، كشفت مصادر بالشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية “أكديما” أن تحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية في مارس الماضي رفع تكلفة تطوير فرنين بمصنع الزجاج الدوائي التابع للشركة من 40 مليون دولار إلى 70 مليون دولار، كما أدى ذلك إلى تأخير إنهاء عمليات التطوير حتى النصف الثاني من عام 2025 بدلًا من ديسمبر الجاري.

أوضحت المصادر أن الشركة سددت مؤخرًا 50 مليون دولار من إجمالي تكلفة التطوير، التي تشمل استيراد أجهزة وقطع غيار من الخارج، على أن يتم سداد 20 مليون دولار العام المقبل.

 

كما أشارت المصادر إلى أن الشركة رفضت شراء فرن جديد في عام 2023 بسبب التكلفة المرتفعة، التي بلغت حينها 45 مليون دولار للفرن الواحد بعمر افتراضي يتراوح بين 8 إلى 12 عامًا، وفضلت تطوير الفرن القديم بدلًا من شراء جديد. ومع استمرار ارتفاع أسعار الدولار بشكل غير مسبوق، لن تقوم الشركة بتغيير الفرن إلا في حالة تعطله تمامًا.

 

يقع مصنع الشركة في منطقة جبل عتاقة بمحافظة السويس، وبدأ الإنتاج في عام 1983 على مساحة تصل إلى نحو 210 آلاف متر. يوفر المصنع الزجاج الدوائي كأحد أهم مستلزمات الإنتاج المعقمة، بإجمالي استثمارات تصل إلى 4 مليارات جنيه، ويصنع أكثر من 60 مقاسًا من الزجاجات التي تُستخدم في تعبئة الأدوية، بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 1.2 مليون زجاجة يوميًا.

 

ارتفاع الدولار

 

وصل سعر الدولار إلى ما يقرب من 51 جنيهًا في البنوك، وسط قفزات غير مسبوقة في السوق الرسمي والأسواق الموازية، وفي تصريح يوم السبت الماضي، قال رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي خلال مؤتمر صحفي إن سعر صرف الجنيه أمام العملات الأخرى سيشهد ارتفاعًا أو انخفاضًا في حدود 5% خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن التمسك بتثبيت سعر الصرف سابقًا تسبب في مشاكل أجبرت البلاد على تعويم العملة، مما أدى إلى فقدان الجنيه 40% من قيمته.

 

في مارس الماضي، أعلن البنك المركزي التزامه بتحديد سعر الصرف وفقًا لآليات السوق، تزامنًا مع قرار رفع أسعار الفائدة بنسبة 6%، وهي أكبر زيادة في جلسة واحدة منذ بداية أزمة شح النقد الأجنبي في فبراير 2022.

في ظل الأزمات المتكررة المتعلقة بالدولار في مصر، يواجه المواطنون خطرًا كبيرًا يهدد سلامتهم وصحتهم، حيث أصبح الدواء تحت رحمة تغيرات سعر الصرف، هذا الوضع يُعرض الملايين في مصر للخطر، مع انتشار العديد من الأمراض والأوبئة الناتجة عن سوء التغذية وتدهور أوضاع الصحة العامة في المجتمع المصري المأزوم.