لأول مرة خلال 13 عاما يتعرف السوريون عن قرب إلى “المكبس الآلي” وهو أحد ابتكارات عالم التعذيب السادي المجرم للنازي الجديد بشار الأسد وزبانيته وطغمته الفاسدة من استخدام آلة حديدة ربما تستخدم لكبس النفايات أو ألواح الصاج والحديد إلى كبس أجساد المعتقلين، كوسيلة تضاف إلى حب المشنقة والضرب بالرصاص في من يصدر القضاء الظالم أو الضابط الجلاد قرار إعدامهم في صيدنايا وغيرها فتسحق عظامهم وأجسادهم وتحولهم لطبقة رقيقة يسهل التخلص منها في أكياس أما الدم فله مجاري وانابيب تصل ربما إلى حجرات تحت الأرض وهو مسلسل قهري سبق أن قدمه الأسبان في محاكم التفتيش قبل 700 سنة.
الصحفية شيرين عرفة @shirinarafah قالت: “حاولت أفهم مغزى أن يكون هناك مكبس بشري مهمته سحق جثامين المعتقلين الذين يعدمهم سفاح #سوريا داخل سجونه .. فلم أفهم “.
وأضافت “صور التعذيب المروعة التي يحكيها معتقلون هربوا من جحيم مسالخ #بشار_الأسد وزبانيته، على قدر بشاعتها وفظاعتها وإجرامها الذي لا يكاد يستوعبه عقل، ربما تجد مثيلا له في محاكم التفتيش في أسبانيا، أو بصور أقل فظاعة في سجون أنظمة مستبدة أخرى وطاغوتية”.
واستدركت “لكن مكبس للبشر ؟؟؟ مكبس يسحق أجسادهم وعظامهم، ويجعلها كالورقة، وتحته مجاري للتخلص من الدماء، عبر شبكة الصرف الصحي، بينما ما تبقى من الجثث يوضع في أكياس، ليتم التخلص منها، بدلا من دفنه أو حتى حرقه؟ أن يتم التعامل مع الإنسان، معاملة علب البيبسي والمشروبات الغازية والتخلص منه كالنفايات، واحتقاره بهذا الشكل …أمر لم نره من قبل.. ولم يحدث شبيها له في التاريخ..ولا أظنه يخطر على عقل بشري..”.
وتساءلت “كيف يمكن لإنسان، أن يصل به الإجرام والتوحش والفظاعة والدموية أن يفكر في تلك الفكرة أصلا، فضلا على أن ينفذها ؟ هل هم شياطين في صورة بشر، أم هم كائنات أخرى، تدخل في آية (ويخلق ما لا تعلمون) وربما نجد الشيطان يوم القيامة يتبرأ منها ومن أفعالها؟ إن السؤال الذي يلح اليوم على عقل كل متابع لممارسات وجرائم نظام الأسد ، وما يتم الكشف عنها هو ..لماذا ؟؟؟ .. لماذا هذا النموذج الدموي العجيب، الذي لم يسبق لنا رؤية مثله في التاريخ؟ ..”.
وطرحت أسئلة بخواطر إجابات في نقاط:
-هل هو الطغيان والديكتاتورية وحكم الفرد وجنون العظمة، وهوس الاستئثار بالسلطة، خاصة حينما تتحكم عائلة واحدة عبر أجيالها المختلفة في دولة كاملة؟
-هل هو لانتماء أفراد هذا النظام للطائفة العلوية الشيعية الباطنية، التي أفتى كل علماء المسلمين بكفرهم، وخروجهم عن الملة؟
-هل يؤمنون حقا بتأليه هذا العلوي المتوحش الذي سيطر على سوريا منذ خمسين عاما، وعبادته كما يعبدون في الأصل بشرا، هو سيدنا “علي”..
فنراهم يجبرون المعارضين على ترديد عبارة لا إله إلا بشار، ثم يقتلونهم عليها؟
-هل لأنهم أقلية يتحكمون في دولة كاملة تعداد سكانها بالملايين، وحرموهم جميعا حقهم في التمتع بخيرات وطنهم
فتلك الممارسات شديدة الإجرام، ناتجة عن تحكم الأقلية في الأغلبية، داخل الديكتاتوريات المتوحشة؟
-هل هو شعور اللصوص بالنبذ وعدم الاستحقاق، لتلك المكانة والنفوذ والسلطة، وسرقتهم لها؟
-هل هو الحقد الطائفي البغيض والكراهية الشعواء التي لا حدود لها ويتم غرسها في أنفسهم؟
-أم أنه المرض النفسي؟ فهم مرضى نفسيون، ويتخيرون أشباههم من الشعب ليكونوا أدواتا لهم؟ لكن هل هناك بالأساس مرض نفسي يحول الإنسان لما هو أبشع وأحقر وأظلم من الحيوانات ومن كل الكائنات الحية ؟!!!!
https://x.com/shirinarafah/status/1866153279949824435
الصحفي أنس حسن @Anas7asan كتب “لا يوجد شيء لفت نظري في “صيدنايا” مثل صورة “المكبس الآلي” في غرف الإعدامات، هذا التعامل “التقني” مع “الجثة” باعتبارها جزء من دورة التخلص من “النفايات”، وطريقة علمية لتوفير الوقت والجهد.. “.
وأضاف أن “النظام السوري كان “نازيا” بشكل كبير في نظرته للإنسان، كان مشروع الدولة الإله حاضرا بشكل كبير، لا يتم التعامل مع الإنسان في الدولة الأسدية إلا من خلال “صلاحيته” للوجود من وجهة نظر النظام.. “.
وأشار إلى أنه “في حال كان الإنسان “معاديا” يصبح غير صالح للوجود، لأنه ضد الدولة الإله، وبالتالي يصبح مجرد “نفايات بشرية” يجب التخلص منها عبر آلية محكمة، وهكذا يمكن النظر لـ”صيدنايا” على أنه مدخل رئيسي لفهم النظام السوري.. “.
وأوضح أنها “..دولة ترى “البشر” عبئا، وأن عليهم إثبات أنهم يستحقون العيش، لأن الأصل فيهم الفناء، وبالتالي كان الإنسان السوري، يحاول دوما إثبات ولاءه، وعدم السؤال عن الكرامة أو حق الرفاه والعيش، لأن الدولة “مشكورة” سمحت له بالحياة، وأنها إذا سمحت له بأكثر من ذلك فهذا يستدعي مزيدا من السخاء والعبودية.. “.
وأبان أنه “كذلك يمكن فهم “عظمة” الثورة السورية، لأنها قامت بوجه هذا الخوف، المحقق وليس الوهمي، فاحتمال أن تثور، هو احتمال أن تكون في صيدنايا أو غيرها، أو تموت محروقا ببرميل متفجر، أو مقطعا كأجزاء بشرية بالكيلو، وتدفن للتخلص منك كنفايات.. “.
وأعتبر أن فلسفة كبس الأجساد تعني أن “الجسد البشري في نظر النظام السوري، هو حمولة بالطن، وموضوع للمحرقة والكبس، والبشر في نظره هو موضوع لإعادة التدوير.. صحيح أن “النظام قمعي”، لكن التفكير الخاص بنظام قمعي “أقلوي” يؤمن بأنه محاصر بالخوف دوما من أكثرية لها الحق في أن تكون مكانه، ولها القدرة في حال استفاقت أن تحكم.. يجعله يرى صناعة الخوف ضرورة لذاتها وليس للمواجهة.. “.
ورأى أن “..النظام “العلوي” كان يرى ضرورة خلق منظومة “النفايات البشرية” هذه لأجل يخلق شرعيته الوحيدة، فهذه الدولة لم يكن هدفها صناعة رفاه اقتصادي لخلق شرعية، لأن هذه بالضرورة سيخلق فئات قوية من غير الدولة، وليس هدفه صناعة شرعية دينية لأنها مغايرة لمساره الأقلوي، وليس هدفه صناعة شرعية سياسية لأنها ستقصيه.. وإنما الخوف والخوف فقط هو السبيل.. “.
وعن تراتبيه القهر أشار أيضا إلى صناعة هذا الكابوس “لصناعته، يجب أن يدخل يوميا عدد معين كحد أدنى السجون، بأي تهمة ولأي سبب، لأن السجون ليس وظيفتها الضبط القانوني والاجتماعي للجريمة، بل الهندسة النفسية بالخوف، وكذلك يجب أن يخرج منه عدد يومي بالكبس والشنق والإعدام الميداني.. “، مضيفا “وبهذا تصبح فكرة مجرد “العيش الذليل” في سوريا الخوف، هي هبة من النظام والسماء، ويصبح التسبيح بحمد النظام ضرورة للوجود وليس فرصة للتسلق وجلب العوائد، ويصبح التعاطي مع “الإذلال اليومي” نعمة بديلة عن الغرق في غياهب الجب المجهول.. “.
ورأى أن “..النظام “يستمتع” بفكرة، أن لا يعرف أحد مكانك، أو أن يصدر لك شهادة وفاة وأنت على قيد الحياة، لتكمل حياتك وأنت مدرك أن وجودك لا قيمة له سوى أن تلتقط كل نفس داخل مسار العذاب والعدمية التي تتمنى أن تنتهي بإعدامك.. هذا ليس نظاما سياسيا مستبدا.. هذا أقذر ما يمكن للبشرية أن تصله.. هذا إن قلنا أنها ما زالت بشرية”.