“سعيد” يكشف لماذا تجرعت “حماس” سم المصالحة على السلطة

- ‎فيعربي ودولي

كتب رانيا قناوي:

كشف الدكتور خالد سعيد رئيس الجبهة السلفية عن سر تجرع حماس لسم التوافق مع سلطات الانقلاب حول المصالحة الفلسطينية، وحلحلة الأزمة الفلسطينية بشكل عام وأزمة قطاع غزة بشكل خاص، مضيفا أن "حماس" لعبت لعبة غريبة متعددة الزوايا، بتدشين الجهاز الإداري منذ 6 أشهر تقريباً ثم فاوضت على حله، بمعنى أنها صنعت ما تُفاوض عليه كأن لم يكن موجودًا لتقليل خسائرها.

وأشار سعيد -خلال مقاله المنشور اليوم الخميس على موقع "الجبهة السلفية"- إلى مبادرة "القسام" في إحداث فراغ سياسي بالقطاع، عن طريق التخلي عن السلطة وترك الضبط الأمني للفصائل ومن بينها حماس، لتخرج من حالة الاختناق التي فرضتها عليها سلطات الانقلاب والكيان الصهيوني بمساعدة عدد من الدول العربية، مدللا على خبرة حماس من أحداث الانقلاب العسكري التي حدثت في مصر بعد التضييق على حكم الرئيس محمد مرسي.

وأشار سعيد إلى أن حماس تعاملت بذكاء مع دحلان كضابط شرطة لضمان أمن إسرائيل في القطاع وضبط الحدود مع مصر وسيناء؛ ومحمود عباس باعتباره الموظف العمومي الوحيد المعترف به إسرائيلياً وغربياً، وكلاهما غريمان وضدان لا يجتمعان، فكأن حماس تصد عباس بدحلان وتركل دحلان بعباس.

وأكد أن خصوم حماس كانوا واعين جيداً لما تهدف اليه، ولعلهم أعدوا لذلك بدائل ومعالجات ليست هينة، ولكنهم سارعوا بقبول الفرصة وانتهازها لما فيها من مكسب وانهزام حماسي ولو تكتيكياً؛ عسى أن يستطيعوا إنهاء تفردها بالقطاع؛ مع ازدياد شعبية فتح وتمدد اذرع دحلان وتراجع شعبية حماس بصورة غير مسبوقة في عقر دارها، فضلاً عن حالة التفكك الإداري والضعف الشديد التي تعانيها في الضفة، وهي الحالة التي قد تمهد لضرب الحركة وإخضاعها.

وقال إن حماس تحتفظ ببدائلها أيضاً، إلا أنها قد لا يتسع لها الوقت لكثير من الأشياء، فإن لم تفاجئ العدو الإسرائيلي بضربات مهينة وموجعة فستفقد زخمها ودعمها، وسيكون انسحابها من السلطة انهزاماً في الساحتين السياسية والعسكرية، والقادم سيكون تدميرَ ترسانتها بالقوة، إن لم تسلمها طوع، لتجد حماس البديل في أن تفاوض على نزع السلطة بدلاً من نزع السلاح، كما أنه من المعلوم من تاريخها العنيد أنها طويلة النفس جداً، ولا تتعامل أبداً مع أية جولة على أنها الاخيرة، وهذا ما ضمن لها الاستمرار والبقاء حتى الآن.

ونوه سعيد إلى أن حماس لم تفاوض على سلاحها إذاً، إلا أنها قد تكون أعطت ضمانات بتحجيم هجماتها العسكرية -ولو لفترة- ضد الإسرائيلي لكي لا تُعْتَبر تلك الهجمات كتوابع للمصالحة، وستبدأ على الفور المطالبات الإسرائيلية بنزع السلاح، وهو ما يصعب تصوره فحماس تعرف ان سلاحها هو ضمانها الوحيد للبقاء.