قرصنة أمنية ضد “الحكيم”.. والنقابة: هنشوف!

- ‎فيتقارير

كتب محمد مصباح:

في ظل العقلية الأمنية الخربة التي تتحكم بنظام السيسي التي لا تستطيع أن تواجه الحجة بالحجة أو ترد على معارضيها الذين لا يملكون معشار ما تمتلكه السلطة الانقلابية من وسائل إعلامية، جاء اعتقال الصحفي سليمان الحكيم وهدم منزله اليوم، بمدينة فايد، ليفاقم أوجاع الصحافة والإعلاميين في مصر.

وتأتي عملية القبض بعد أن ظهر "الحكيم" الأسبوع الماضي، على قناة "مكملين" الفضائية الرافضة للانقلاب التي تبث من تركيا.

بلطجة أمنية
وجاءت عملية البلطجة الأمنية سريعة بعد عودة الصحفي سليمان الحكيم الذي عبر عن آرائه في النظام الانقلابي الذي يدير البلاد، والصحفي سليمان جودة الذي ظل كما هو مؤيد للانقلاب على طول الخط، وجرى تحويلهما للتحقيق بنقابة الصحفيين.

وبسرعة الضوء حركت الأجهزة الأمنية أذرعها في البرلمان الانقلابي، فشن الصحفي اللصيق بالمخابرات مصطفى بكري، هجوما حادا على الحكيم.. وتبعه مرتضى منصور، وثالثهما المحامي سمير صبري الذي تحرك قضائبا أيضا.

فيما كشفت جبهة الدفاع عن الصحفيين في مصر أن الحكيم فوجئ بالجرافات والعشرات من قوات مديرية أمن الإسماعيلية تحاصر منزله، صباح اليوم، مطالبة إياه بإخلائه، وبدأت قوات الأمن بهدم المنزل، وتحطيم محتوياته بالكامل، بناءً على قرار بالإزالة صادر من محافظ الإسماعيلية، لواء الجيش السابق، ياسين طاهر، بحجة البناء دون ترخيص، في حين أكدت ابنته، أن قوات الجيش هي من قبضت على والدها.

معاملة غير آدمية وكشفت ابنة الحكيم عن تعرض والدها للاعتداء عليه من قبل أفراد الأمن، ومعاملته كأحد المجرمين، من دون مراعاة لكبر سنه (67 عامًا)، مطالبة نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة بعدم الصمت إزاء القبض والاعتداء على أحد أعضاء النقابة القدامى.

تحريض علني

وكان الانقلابي مصطفى بكري قد حرض أجهزة الأمن للقبض على الحكيم، في بيان ألقاه بمجلس النواب، أمس، اتهم فيه الشرطة بالتقصير للسماح له وللصحفي سليمان جودة بالخروج والدخول من البلاد دون مساءلة أو توقيف لهما، في إطار الحفاظ على الأمن الوطني المصري، متهمًا الصحفيين بالخيانة للوطن، لظهورهما على إحدى القنوات المحسوبة على جماعة الإخوان.

بدوره، خرج عضو البرلمان مرتضى منصور عبر فضائية "العاصمة"، المملوكة لشركة تابعة للمخابرات، ليتهم الحكيم بـ"العمالة"، بعد ذهابه إلى تركيا، قائلاً: "ده عيل قليل الأدب، والمفروض ما يكتبش في أي جورنال.. ده مسح بكرامة مصر الأرض، ومسخر الجيش والشرطة.. أخطر شيء يهد أي دولة هو الإعلام، لأنه بيخاطب فئة كبيرة، وبيشكل فكرهم، وثقافتهم، ورأيهم، في اللي بيحصل".

وتقدم المحامي المعروف تلقيه تعليمات من الأجهزة الأمنية سمير صبري ببلاغ إلى المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، خالد ضياء الدين، أمس الأول، ضد الحكيم وجودة، زاعمًا أنهما "أهانا الجيش المصري ورئيس الدولة على قناة فضائية تابعة لجماعة إرهابية، مقابل 50 ألف دولار لكل منهما"، مطالبًا بفتح التحقيق في الواقعة، وسرعة تقديمهما إلى المحاكمة العاجلة.

تبرير المحافظة
بدورها لم تتأخر مديرية أمن الإسماعيلية في التبرير لما حدث، زاعمة في بيان صحفي لها، اليوم الخميس، ملابسات وأسباب القبض على الكاتب الصحفي سليمان الحكيم، وهدم منزله بمدينة فايد.

وادعى البيان: "أنه أثناء تنفيذ القرار رقم 26 لسنة 2017 الصادر بتاريخ 1-2-2017 الصادر من محافظ الإسماعيلية، بإزالة التعديات (أرضي وثلاثة أدوار) خاصة بمنزل ملك الكاتب الصحفي سليمان الحكيم، اعترض على التنفيذ واعتدى بالسب والقذف على القوات المشتركة في تأمين الإزالة، بقصد منعهم من القيام بأعمالهم".

وزعم البيان أنه جرى القبض على "الحكيم"، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، والعرض على النيابة العامة لاتخاذ اللازم قانونًا.

النقابة: هنشوف
أما عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين، فقال إنه يتواصل مع الجهات الأمنية لمعرفة أسباب القبض على الصحفي سليمان الحكيم وملابسات الموضوع.

وأكد سلامة -في تصريحات صحفية- أن النقابة لن تترك الحكيم وستعمل على حل الموضوع، خاصة أن هناك أنباء عن أن القبض عليه جاء بسبب مخالفات بناء وليس بسبب ظهوره في قناة إخوانية.

وأضاف سلامة "نعرف سبب القبض عليه ايه بالضبط، والموضوع هيتحل والنقابة مش هتسيبه".