هل تمنع “طوارئ العسكر” ثورة المصريين القادمة؟

- ‎فيتقارير

كتب سيد توكل:

قانون الطوارئ سيئ السمعة ارتبط في ذهن المصريين منذ إقراره عام 1956 بحملات ضارية ضد منظومة الحقوق والحريات، ها هو يمدد بصورة رسمية وذلك بعد إلغاء العمل به في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير.

وقام قائد الانقلاب السفيه عبدالفتاح السيسي، بتمديد حالة الطوارئ في مصر لمدة 3 أشهر، ابتداء من يوم الجمعة، حسب الجريدة الرسمية.

العديد من التساؤلات فرضت نفسها مع اللحظات الأولى لإعلان الانقلاب العمل بهذا القانون لفترة 3 أشهر مقبلة، أبرزها مدى قانونية إصداره من الناحية الدستورية، والصلاحيات الممنوحة للسيسي في دستور الانقلاب 2014، ثم محاولة الإجابة على السؤال الأكثر حرجًا: هل الطوارئ هي الحل؟

تجدد نفسها!
وجاء في قرار أصدره السفيه السيسي أكتوبر الجاري، ونشرته الجريدة الرسمية اليوم الخميس: "تعلن حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر اعتبارا من الساعة الواحدة من صباح يوم الجمعة الموافق الثالث عشر من أكتوبر".

وكان السفيه السيسي قد أعلن حالة الطوارئ بعد هجومين يرى مراقبون أنهما من صنع مخابراته، استهدفا كنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية في نيسان الماضي، وأسفرا عن مقتل 45 شخصا وإصابة عشرات آخرين.

ووفقا لقانون الطوارئ تتولى عصابة الانقلاب (الجيش والشرطة) اتخاذ الإجراءات لمواجهة أخطار الإرهاب، وحفظ الأمن على كامل الأراضي المصرية، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، والحفاظ على أرواح المواطنين.

وفي إبريل الماضي أعلن السفيه السيسي حالة الطوارئ في مصر لمدة 3 أشهر، وتشكيل مجلس أعلى لمكافحة التطرف والإرهاب، وتوسّع حال الطوارئ سلطة العسكر في توقيف رافضي الانقلاب، ومراقبة المواطنين وتحدّ من الحريات العامة في التظاهر ضد القمع والظلم الاجتماعي.

طوارئ مبارك
وطبّقت حال الطوارئ في مصر لعقود، طوال حكم المخلوع مبارك، لكنّها ألغيت في مايو 2012 ، وكان إلغاء حال الطوارئ مطلبا رئيسياً للناشطين الذين قادوا الثورة ضد مبارك.

ويُشار إلى أنّ حال الطوارئ معلنة في شمال سيناء منذ أكتوبر 2014 ويتم تمديد العمل بها كل ثلاثة أشهر.

وبهذا الإعلان يدخل السفيه السيسي ضمن العسكر الذين فرضوا حالة الطوارئ خلال فترات حكمهم، بدءًا بجمال عبد الناصر مرورًا بالسادات، إلا أن المرحلة التي شهدت أطول فترة عمل بهذا القانون كانت في عهد مبارك، حيث استمر العمل به ما يقرب من 30 عامًا منذ ولايته وحتى بعد تنحيه.

إرهاب السيسي
من جهته قال الخبير الاقتصادي "أشرف دوابه" :"لا أحد ينكر بداية هذا الجرم والعمل الإرهابي المدان الذي تم في حق إخوة الوطن من المسيحيين، والمساس بهم في عقر كنائسهم، فلهم ما لنا وعليهم ما علينا وفق شرع ربنا الذي ارتضاه لنا".

مضيفًا: "وإذا كنا نستنكر بوضوح وبقوة هذا العمل الإرهابي فإن إرهاب السيسي لا يقل عن ذلك.. فهو من صنع الإرهاب بنفسه وأجهزته وجعله عدوا محتملا وسار في الشرق والغرب ينادي بمحاربة الإرهاب، ليس طمعا في القضاء على الإرهاب الذي صنعه، بل للقضاء على أي مظهر معتدل يحمل وسطية الإسلام".

وتابع: "ولم تنفك أجهزته الأمنية عن الإخفاء القسري والتعذيب، وقتل الشباب في مخادعهم وفي المقرات الأمنية بدون محاكمة، حتى لم يسلم من ذلك ريجيني الإيطالي الذي ما زالت قضيته عالقة في أذهان الغرب وآثارها السياسية والاقتصادية لم تنته بعد".