ترامب ينهي مسرحية الحصار ويأمر سلمان بإسدال ستار الأزمة مع قطر

- ‎فيعربي ودولي

كتب رانيا قناوي:

رغم الـ400 مليار دولار التي حصل عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من النظام السعودي، وجه ترامب اليوم الخميس صفعة جديدة لدول الحصار والحرب ضد قطر، بعد أن أصدر أوامره الهاتفية للملك سلمان بن عبدالعزيز، مفادها فك الحصار تجاه قطر وحل الأزمة بالطرق الدبلوماسية، وحث جميع أطراف النزاع القطري الخليجي على إيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة بين الدوحة ودول الحصار.

يأتي ذلك في الوقت الذي حث الدكتور علي بن صميخ المري -رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان- المجتمع الدولي والأمم المتحدة، على القيام بمزيد من التحركات لرفع الحصار عن دولة قطر وكذلك العمل على إنصاف ضحايا الحصار ووجوب تحييد الملف الإنساني وحقوق الإنسان عن أية إجراءات سياسية وعدم استخدامه للضغط السياسي أو ورقة للتفاوض.

ووجه الدكتور المري نداء لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لإدانة ما يحدث من انتهاكات جراء الحصار كما وجه نداء آخر للمقررين الخواص بالمنظمة الدولية لاتخاذ إجراءات ونداءات بهذا الصدد والتحقيق في الانتهاكات كل حسب اختصاصه، كما دعا المنظمات الدولية والإعلام الدولي بسرعة التدخل وتسليط مزيد من الضوء على هذه المآسي الناتجة عن الحصار، مشددا على ضرورة رفع هذه الدول لحصارها فورا كونه ينافي كافة الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر منذ يونيو، بزعم اتهام الدوحة بدعم إيران ومتشددين إسلاميين.

ترامب يأمر عملاءه
وكشف البيت الأبيض في بيان اليوم الخميس، أن الرئيس الأمريكي ترامب، تحدث هاتفيا مع الملك سلمان، مساء الأربعاء، وحث جميع الأطراف في النزاع مع قطر على إيجاد حل دبلوماسي، يلتزم بالتعهدات التي تم قطعها في قمة الرياض، للمحافظة على وحدة محاربة الإرهاب.

واستضافت الرياض، في 21 مايو الماضي، قمة عربية إسلامية أمريكية، بمشاركة ترامب، أكد بيانها الختامي على الشراكة الوثيقة بين قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة التطرف والإرهاب.

وقبل أيام.. قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن لم تحقق أي تقدم فيما يتعلق بجهودها لحل الأزمة الخليجية التي دخلت شهرها الثالث على التوالي، لكنها تعهدت بمواصلة العمل على حل الأزمة.

والشهر الماضي، وقعت الدوحة وواشنطن، مذكرة تفاهم بينهما لمكافحة تمويل الإرهاب تقوم على إجراءات جدية ستتخذها الدولتان خلال الأشهر والسنوات المقبلة لتعطيل تمويل الإرهاب.

محمد بن سلمان يرسل إشارة التهدئة
وتزامنت أوامر ترمب مع رسائل سرية وإشارات من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، قال فيها: "على قطر أن تغتنم اليوم الفرصة لتنهي أزمة الخليج".

وذكر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، حول ما وصفه برسائل التهدئة السرية من ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان إلى الدوحة، أن السعودية وابن سلمان وجها رسائل تهدئة ربما تكون الأقوى لقطر، وألمحا بتقديمهما تنازلات أكثر لحل أزمة دول الحصار مع الدوحة.

وأشار الموقع إلى أن فتح المملكة حدودها مع قطر للسماح للحجاج القطريين بأداء فريضة الحج، واحدة من تلك الرسائل، التي تشير لذوبان الجليد ما بينها وبين السلطات القطرية.

وتعد تلك المبادرة السعودية هي أول محاولة واضحة لتخفيف التوتر بين الدولتين الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، نظرا لما لمحته الرياض من الأضرار الجسيمة التي ألحقتها تلك الأزمة بالجانبين.

ولكن الموقع البريطاني قال إنه بعدما قدم ابن سلمان أول خطوة في محاولة التهدئة يبدو أنه سينتظر ليرى رد فعل الدوحة، وهل ستتحرك قطر من أجل نزع فتيل الأزمة؟

وقال الموقع البريطاني إن الكرة حاليا في ملعب الدوحة، بعدما ألقت السعودية ودول المقاطعة برسائل التهدئة السرية.

وأضاف الموقع أن هناك إشارات للتهدئة بين الجانبين من خلال تهدئة الحملات المناهضة للسعودية في قناة "الجزيرة" أو القنوات الموالية لها، والمحافظة على مسافة بعيدة عن إيران و"حزب الله"، وهو ما تعتبره الرياض أمرا استراتيجيا حيويا لوحدة دول مجلس التعاون الخليجي.

وأوضح الموقع أن من شأن إرسال تلك الرسائل السرية من قطر أن يسهم في تهدئة التوترات دون أن تخسر كرامتها الوطنية أو صورتها في الوطن العربي.