أشار وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم الى ان "ربع سكان البلاد في حالة نزوح وهذه أكبر كارثة إنسانية"، لافتا الى ان "قوات الدعم السريع تستهدف المستشفيات بشكل ممنهج في انتهاك للأعراف الدول". وقال الوزير السوداني، خلال مؤتمر صحفي اليوم السبت، إن خسائر القطاع الصحي جراء الحرب، بلغت نحو 11 مليار دولار، مشيرا إلى تضرر 250 مستشفى، من بين 750 مستشفى في البلاد. وأوضح الوزير السوداني أن هناك صعوبات في توفير العلاج الإشعاعي في البلاد، مشيرا إلى أنه تم تدمير عدد من المراكز الصحية المختصة. وقال وزير الصحة السوداني، إن قوات الدعم السريع استهدفت عددا من المؤسسات الصحية في الفاشر بإقليم دارفور، موضحا صعوبات في تقديم الخدمات الصحية خاصة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وفيما يتعلق بتفشي الأمراض أشار وزير الصحة السوداني، إلى 1258 حالة وفاة وأكثر من 48 ألف إصابة بالكوليرا في البلاد، جراء تلوث محطات المياه. مساعدات موثقة من الإمارات وإيران تتغذى الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع على المساعدات الخارجية التي “تطيل أمد الحرب، دون السماح بالنصر”، كما يقول كليمان ديشايس، الباحث في الأنثروبولوجيا. وتكشف هذه التدخلات عن مصالح مميزة.. إذ تستفيد قوات الدعم السريع من الدعم الإماراتي، من خلال عمليات تسليم الأسلحة المضادة للطائرات والمدفعية الخفيفة والدبابات إلى مناطق القتال. الدور المصري الحليف الرئيسي الآخر للقوات المسلحة السودانية هو من الجارة مصر، التي اتهمها الجنرال حميدتي بتنفيذ غارات جوية ضد قواته، حيث تقدم القاهرة رغم دعوتها لإجراء محادثات، دعما ماديا وتنشر جنودا لتأمين مواقع النفط والموارد التي تعتمد عليها جزئيا، بينما تسعى لإنهاء الصراع بشأن أزمة اللاجئين السودانيين. الدور الدولي تدعم القوى الخارجية المتحاربين وفق مصالحها، وبعيدة عن كل الاعتبارات الأيديولوجية، فروسيا تجسد هذه الانتهازية، حيث تعمل على تعديل تحالفاتها وفقاً لاحتياجاتها، مع استئناف المفاوضات بشأن إنشاء مركز بحري في بورتسودان، عاصمة الجيش الآن. في البداية، كانت روسيا مؤيدة لقوات الدعم السريع، وكانت أوكرانيا تقف إلى جانب الحكومة، لكن الديناميكيات انعكست: تدعم موسكو الآن معسكر البرهان، كما يؤكد الباحث إيغور ديلانوي. ويتجلى “عمل التوازن” هذا من خلال المعلومات الاستخبارية وتسليم الأسلحة الصغيرة والذخيرة. ففي نوفمبر، منعت روسيا صدور قرار للأمم المتحدة، الأمر الذي “هدد سيادة السودان”، وذلك لكسب ود الحكومة السودانية. في الوقت نفسه، تدعم قوات فاغنر بنشاط قوات الدعم السريع منذ بداية الصراع، مدفوعة بالرغبة في استغلال الموارد المعدنية. كما أن واشنطن تلعب هي الأخرى بورقتها السياسية والاقتصادية، بدافع من الحرب ضد الإرهاب، بعد إزالة السودان من القائمة السوداء للعقوبات في عهد دونالد ترامب، والحفاظ على بورتسودان من الطموحات الروسية والتركية، فضلاً عن التقارب مع إسرائيل.