ضمن سياسات العجز الاقتصادي الممتد بمصر، والتي أفرزت أزمات صحية عديدة داخل المجتمع المصري، من شح في الأدوية وارتفاعات جنونية في أسعارها بصورة تعجز المرضى عن تلقي علاجهم، وصولًا إلى تدهور المستشفيات وبيعها وتأجيرها، وفرض رسوم باهظة على التطعيمات، ورغم ذلك لم تستطع حكومة العجز العسكري توفير الأدوية والتطعيمات، فلجأت لاستئذان السعودية بتغيير التطعيمات المتفق عليها.
وأمس، حصلت وزارة الصحة والسكان على موافقة استثنائية من السعودية بتغيير نوع التطعيم الإجباري للمسافرين لأداء العمرة أو الزيارة، من لقاح الالتهاب السحائي الرباعي المقترن إلى لقاح الالتهاب السحائي الثنائي التكافؤ، بسبب نقص الأول محليًا، حسبما كشفت مصادر بقطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة في تصريحات إعلامية.
وتواصل وزير الصحة خالد عبد الغفار مع نظيره السعودي فهد بن عبد الرحمن الجلاجل للحصول على موافقة استثنائية بتغيير نوع التطعيم الإلزامي على المعتمرين المصريين، واعتماد لقاح الالتهاب السحائي الثنائي بدلًا من الرباعي، واقتصار التطعيم الرباعي على الحجاج فقط، معللًا السبب بعدم وفرة الرباعي نظير أعداد المعتمرين والحجاج والزائرين.
وبناءً على موافقة السعودية، أصدرت وزارة الصحة، الخميس الماضي، منشورًا رسميًا، يُلزم مديريات الشؤون الصحية بتعديل نوع التطعيم الإجباري للمسافرين لدولة السعودية بغرض العمرة أو الزيارة لأربع مدن؛ هي مكة والمدينة وجدة والطائف، وتطعيم المسافرين بلقاح الالتهاب السحائي الثنائي بدلًا من الرباعي المقترن، بداية من أمس السبت.
وحصرت وزارة الصحة، في منشورها، الحصول على لقاح الالتهاب السحائي الرباعي المقترن على الحجاج فقط، لحين صدور تعليمات أخرى.
وكانت وزارة الصحة قد حددت رسوم الحصول على لقاح الالتهاب السحائي الثنائي التكافؤ بـ200 جنيه، وقيمة الحصول على طعم الالتهاب السحائي الرباعي المقترن خلال موسم الحج فقط بـ670 جنيهًا بدلًا من 800 جنيه.
ويُوفر لقاح الالتهاب السحائي الرباعي المقترن حماية من أربع سلالات من الميكروب المسبب لمرض الالتهاب السحائي الذي يُصيب الأغشية المخاطية بالمخ وقد يُسبب الوفاة، فيما يُوفر التطعيم الثنائي حماية من سلالتين فقط، وهو المستخدم حاليًا في تطعيم الطلاب بالمدارس.
وتشترط وزارة الصحة السعودية على القادمين إلى المملكة بغرض العمرة أو زيارة المسجد النبوي أو الحج لعام 2025 تقديم شهادة صحية تُثبت حصولهم على لقاح الالتهاب السحائي الرباعي المقترن، سارية لمدة خمس سنوات.
وعلى صعيد آخر، شكا الآلاف من الأمهات نقصًا حادًا في ألبان الأطفال، بعد الشروط الجديدة القاسية التي اتخذتها الحكومة مؤخرًا، بجانب غلاء أسعار الألبان غير المدعومة، مما دفع الأمهات للاستعانة بألبان الماعز وغيرها لأطفالهم الذين باتوا عرضة للجوع والأمراض.
كما تعاني المستشفيات الحكومية من نقص في جميع المستلزمات الطبية والأدوية البسيطة، بجانب قوائم الانتظار لإجراء الفحوصات والأشعات والعمليات الجراحية، وهو ما يمثل عبثًا بصحة المصريين، فيما يتفاخر السيسي بالمباني الفخمة في العاصمة الإدارية والمنتجعات الشاطئية!