في دلالة كاشفة، عن مدى التراجع ، الناجم عن الانشغال بالبزنس والاقتصادي للمؤسسة العسكرية الاقدم بالمنطقة والشرق الاوسط، ، حل الجيش المصري في ظل عصابة الانقلاب العسكري بزعامة السفيه السيسي في المركز الـ19 للتصنيف الأحدث للموقع الأمريكي المتخصص في تصنيف الجيوش وتقييم القوة العسكرية للدول سجل جيش مصر المركز (19) عالميا، من إجمالي 145 دولة شملهم التصنيف، متراجعا عن المركز (15) الذي سجله العام الماضي.
وتأخر الجيش المصري في الترتيب عن 3 جيوش في إقليم الشرق الأوسط وهي: تركيا (9) عالميا، والاحتلال الإسرائيلي (15)، وإيران (16)، وجيشان لدولتين مسلمتين هما باكستان (12)، وإندونيسيا (13) عالميا.
يأتي هذا الترتيب المتراجع، في ظل توسع كبير للجيش المصري في الاقتصاد والمشاريع، والتي شملت كل القطاعات، في العقارات والاراضي والزراعة وتربية الدوادن ومزارع الاسماط والتجارة والاستيراد ولتصدير المخابز وانتاج البسمويت …وغيرها..
وهو ما يتنافى مع الدور الوطني للمؤسسةالعسكرية، التي تنازلت عن كثير من مهامها الاساسية، من تدريب وتطوير قدرات وتتعليم للمجندين وافراد الجيش الى العمل كبائعين وموزعي زيوت وخضار واجبان في شوارع مصر!!!
ويشير مؤشر القوة العسكرية العالمية بحلول الجيش المصري بالمرتبة الـ19 عالميا بمؤشر قوة “0.3427” إلى أنه من بين أقوى 20 قوة عسكرية عالمية، لكنه يشير أيضا إلى تراجعه وفقا لذات التصنيف 10 مراتب خلال 4 سنوات، حيث كان أفضل تصنيف مسجل له في عام 2020، واحتل به حينها الترتيب (9) على مستوى العالم.
الموقع الأمريكي الذي يعتمد في تصنيفه على نحو 50 عاملا منها تنوع الأسلحة، وعدد القوات، والموقع الجغرافي، والقوة المالية، لتحديد أقوى جيش بالعالم، أشار لضخامة حجم الجيش المصري وقدراته المتنوعة من قوات وأسلحة برية وبحرية وجوية، ملمحا إلى توقيع القاهرة اتفاقيات دفاع مشترك وتنامي دورها في مجال التدريب والتسليح.
ومع تراجع التصنيف الدولي للجيش المصري بين جيوش العالم إلا أنه وبحسب (غلوبال فاير بور)، أيضا يظل متصدرا لقائمة الدول العربية من حيث القوة العسكرية، في مركز لم يتراجع عنه منذ سنوات.
حيث حل الجيش السعودي بالمرتبة (24) عالميا والثاني عربيا، بينما جاءت الإمارات بالمركز (54) عالميا والخامس عربيا بعد مصر والسعودية والجزائر (26) والعراق (43)، كما حلت قطر بترتيب (72) عالميا.
وسجل الجيش السوري الذي انهار أمام قوات المعارضة السورية في 8 ديسمبر الماضي، المرتبة (64) دوليا، فيما حل جيش السودان الذي يخوض حربا ضد ميليشا “الدعم السريع” منذ أبريل 2023، بالمرتبة (73) عالميا.
ووفق التصنيف الجديد؛ فإن الاحتلال الإسرائيلي الذي يشن منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة دموية بحق 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة وقتل نحو 47 ألف أعزل، احتل جيشه المرتبة (15) عالميا ليصعد درجتين عن ترتيبه السابق (17) عالميا، وذلك برغم ما وجهته له المقاومة الفلسطينية واليمنية واللبنانية من ضربات موجعة.
في حين يحتل جيش إيران الذي تعرض العام الماضي لضربات عسكرية إسرائيلية ووجه ضربات جوية لجيش الاحتلال، المكانة الـ16 بين جيوش العالم العام الجاري، متراجعا درجتين أيضا من الترتيب (14) عالميا العام الماضي.
وبينما حل الجيش التركي في التصنيف قبل كل من إسرائيل وإيران ومصر مسجلا المرتبة (9) عالميا إلا أنه يمثل ترتيبا متراجعا من المرتبة (8) العام الماضي.
وبحسب التصنيف تحل إثيوبيا في المركز (52) عالميا، متأخرة بذلك عن ترتيب الجيش المصري بـ33 درجة، ما يشير لتفوق عسكري كبير لدولة مصب النيل عن دولة منبع النيل الأزرق، والتي يجمعهما خلاف ممتد منذ 14 عاما حول بناء سد مائي عملاق على المنبع الموسمي لنهر النيل.
ويسبق الجيش المصري نظيره الأوكراني الذي حل بالمرتبة (20) عالميا ويخوض مواجهات عسكرية مع روسيا منذفبراير 2022، بدرجة واحدة.
يشار إلى أنه في العام 2010، احتل الجيش المصري الترتيب (17) على مستوى العالم، ليرتفع درجة واحدة إلى المركز (16) في عام ثورة 25 يناير 2011، ليواصل رحلة الصعود مسجلا المركز (14) في ظل حكم المجلس العسكري عام 2012.
ثم صعد في الترتيب للمركز (13) عالميا في عامي 2013، و2014، اللذين شهد أولهما الانقلاب العسكري على الرئيس الراحل محمد مرسي، وثانيهما تولي رئيس النظام عبدالفتاح السيسي حكم البلاد.
لكن في العام 2015 خسر الجيش المصري 5 درجات من سلم ترتيبه العالمي مسجلا المرتبة (18)، ليعود ليسجل المرتبة (12) عالميا في 2016 لأول مرة، ليقفز للأمام درجتين محققا الترتيب العاشر عام 2017، ثم يعود لترتيبه السابق الـ(12) في عامي 2018، و2019.
ليشهد العام 2020، الترتيب الأفضل على الإطلاق للجيش المصري مسجلا وفقا للتصنيف الأمريكي المرتبة (9) عالميا متقدما على تركيا وإيران والاحتلال الإسرائيلي ودول أوروبية حينها، ليتراجع 4 درجات دفعة واحدة في 2021 إلى المرتبة الـ(13)، ليحقق في العام 2022 الترتيب الـ(12)، ثم يتراجع للمركز (14) و(15)، في 2023 و2024، ثم (19) في 2025.
وكان تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام “سيبري” الصادر في مارس 2022، قد أكد أن مصر ضمن الدول العشر الأولى في العالم الأكثر استيرادا للأسلحة، خلال الفترة ما بين (2017- 2021)، حيث احتلت المرتبة الثالثة عالميا بعد الهند والسعودية.
لكن تقرير “سيبري” الصادر في أبريل 2024، خلا من اسم مصر كإحدى دول العالم والأقطار العربية والأفريقية من حيث زيادة الإنفاق العسكري، ما يشير لتراجع الإنفاق العسكري المصري وعمليات شراء السلاح في البلاد.
وإلى جانب عمليات شراء واسعة قامت بها مصر في السنوات العشر الماضية، تؤكد على توجهها نحو التصنيع العسكري، والذي كان آخر إنتاجها منه المدرعة “سيناء 200” أحدث مدرعة ناقلة للجند ومحصنة ضد الـ”آر بي جي”، من إنتاج الجيش المصري.
وفي ظل احتلال الكيان الإسرائيلي لمحور صلاح الدين معبر رفح البري بين مصر وغزة، منذ مايو الماضي، يواصل الإعلام الإسرائيلي التحريض ضد مصر والهجوم على حضور الجيش المصري بسيناء وتسليحه، بشكل يثير علامات الاستفهام.
والاثنين الماضي، قال موقع “nziv” الإخباري الإسرائيلي، عن بدء استلام الجيش المصري الدفعة الأولى من مقاتلات رافال الحديثة، إن مصر تعمل على تطوير “ذراع الضربة بعيدة المدى” التي أنشأتها كجزء من الدروس المستفادة بعد حرب أكتوبر 1973 عندما أدركت أنها لم تستطع ضرب حتى هدف مدني واحد في عمق الأراضي الإسرائيلية أثناء الحرب”.
وقبل أيام، قال ذات الموقع الإخباري الإسرائيلي، إن مصر هي أكبر مشتر ومالك للطائرات بدون طيار في أفريقيا، حيث تمتلك 267 طائرة بدون طيار، مؤكدا أنها أحد أهم الأسلحة الخطيرة لدى الجيش المصري.
والخميس قال موقع “jdn” الإخباري الإسرائيلي، إن النشاط العسكري المصري في سيناء مدعاة للقلق.
وكشفت دراسة بحثية إسرائيلية عن حالة رعب داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية بسبب حصول مصر على غواصات ألمانية متطورة وفرقاطات وسفن مضادة للطائرات خلال السنوات القليلة الماضية.