فيما قرر رئيس أركان جيش الاحتلال الاستقالة من منصبه بسبب فشله في صد هجوم “طوفان الأقصى”،لا يزال التخوف من احتمال فشل صفقة الأسرى يسيطر على الأجواء الإسرائيلية والفلسطينية في أعقاب ما كشف من عرقلة إسرائيلية لتحرير أول 90 أسيرة وأسيراً فلسطينياً حتى ساعات بعد منتصف ليل الثلاثاء.
واتهم الصليب الأحمر إسرائيل بعرقلتها الإفراج عن الأسرى الذين انتظروا أكثر من 15 ساعة في معتقل عوفر لحظة صعودهم إلى حافلات المنظمة الدولية لنقلهم إلى الضفة والقدس، كما كشف أن السلطات الإسرائيلية تواصل وضع العقبات أمام تحرير الأسرى، وبحسب مسؤول فلسطيني فقد حاولت تل أبيب منع الإفراج عن أكثر من أسيرة بذريعة أن أسماءهن لم ترد في القائمة.
إسرائيل ترفض الإفراج عن بعض الأسرى
وبينما يترقب الجميع السبت المقبل، تبادل أربع مجندات إسرائيليات مقابل أسرى بينهم من يقضون عشرات السنوات والمؤبدات، عادت إسرائيل لتناقش تداعيات الإفراج عن أسرى تدرجهم بين الخطرين، سواء من سيُنفون إلى الخارج أو من سيتوجه إلى مسقط رأسه في الأراضي الفلسطينية.
إسرائيل من جهتها عادت وأصرت على مواصلة فرض الرفض على أسرى معينين كما أنها سترفض الإفراج عن أسرى النخبة لدى “حماس”، الذين اعتقلوا خلال حرب “طوفان الأقصى”، وأبرز هؤلاء هم الذين يقعبون في القسم الخاص الذي أصدر وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير، أمراً بإقامته تحت الأرض في سجن نيتسان وأطلق عليه اسم “ركيفت”، ويضم 70 أسيراً ممن شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر 2023 وبعضهم اعتقلوا خلال الحرب، وكذلك أسرى “حزب الله”، الذين اعتقلوا خلال العملية البرية في جنوب لبنان.
تنكيل بالأسرى
ورغم أن أكثر من تقرير لجهات قانونية وناشطة في حقوق الأنسان أكد أن الغالبية العظمى من الأسرى الفلسطينيين يعيشون في ظروف خطرة وقاسية سواء من حكم عليه بالمؤبدات أو بعشرات السنوات أو حتى النساء والأطفال، فإن ما يجري في القسم الجديد “ركيفت”، الذي أمر بن غفير بإقامته، يفوق كل أصناف التعذيب الجسدي والنفسي والتنكيل بالأسرى سواء نخبة “حماس” أو “الرضوان”.
في هذا السجن تحت الأرض، لا نافذة ولا أسرة كافية لجميع الأسرى ولا حتى الكمية الكافية من الطعام، إلى جانب إبقائهم ساعات طويلة بذات الحركة مثل الأيدي خلف الرأس أو الركوع على الأرض وغيرها من أصناف تعذيب كشفتها الصور التي التقطت من عدسات كاميرات القنوات الإسرائيلية التي سمح لها بن غفير بإجراء جولة داخل المعتقل ليعلن من هناك أن “ما ترونه هو ما يستحقه هؤلاء. هذا مكانهم الطبيعي تحت الأرض”.
ويبدو من حديث بعض السجانين والمسؤولين وما يحمله من لهجة انتقامية أن القيود المفروضة على هؤلاء الأسرى من غزة ولبنان لم يسبق أن فرضت على أسرى، حيث قال أحد السجانين “بعد مشاهد السابع من أكتوبر وما فعله هؤلاء، عليهم أن يذوقوا مرارة وقوعهم أسرى بيد إسرائيل”.
صفة أخرى لهؤلاء الأسرى هو عدم محاكمتهم، ويرى رجال قانون مطلعون على وضعهم القانوني أنه من الممكن أن تتحايل إسرائيل لتمنع الإفراج عنهم ضمن الصفقة إذا ما أصرت “حماس” على المطالبة بهم، خصوصاً الأسرى تحت الأرض من غزة ولبنان الذين تتكتم السلطات الإسرائيلية على عددهم وأسمائهم.
ترامب “غير واثق” من استمرار اتفاق غزة
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه ليس واثقا من استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأكد أن القطاع تعرض لدمار هائل، ولم يستبعد المشاركة في إعادة إعماره.
وتحدث ترامب للصحفيين الاثنين من المكتب البيضاوي أثناء توقيعه على أوامر تنفيذية أول أيام فترة رئاسته الثانية، وقال ردا على سؤال بشأن احتمال استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة “لست واثقا. هذه ليست حربنا، بل حربهم”.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار يومه الرابع، وتنتهي المرحلة الأولى منه في غضون 42 يوما، ويفترض أن يفرج خلالها عن 33 أسيرا إسرائيليا مقابل 1900 أسير فلسطيني. وتترافق مع وقف الأعمال القتالية في قطاع غزة.
وبدعم أميركي وعلى مرأى ومسمع من العالم كله، ارتكبت إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.