ذكرى ٢٥ يناير… عيد الشرطة بين بسالة فؤاد سراج الدين وقذارة وزراء داخلية السيسي

- ‎فيتقارير

على مدار عدة أزمنة وقرون، لم يمر على مصر وزير داخلية، نظيف يخاف على الشعب ويهتم بأموره ويحرص على أمنه، لا على أمن قادته، والاستثناء الوحيد كان لـ فؤاد سراج الدين (1910 ـ 2000)، رغم أن سراج الدين هُوجم في كثير من الأحيان بطريقة بدائية اعتمدت فقط علي استغلال الانطباع الأول لدي الجماهير عنه، فهو رجل ثري متنعم مدخن للسيجار، ومن ثم صورت شخصيته علي نحو سريع مناقض تماما للحقيقة التاريخية.

 

ولعل أبرز دور في تاريخ فؤاد سراج رئيس حزب الوفد “1978-200″، هو الدور البطولي الذي لعبه فؤاد باشا سراج الدين بإصدار أوامره لأفراد الشرطة المحاصرين بمبنى محافظة الإسماعيلية، من قبل القوات الإنجليزية بالمقاومة لتكتبه صفحات التاريخ المصرية في صفحات من نور، حيث سيظل هذا اليوم الذي اتخذته الشرطة المصرية منذ 25 يناير 1952 يومًا من أيام البطولة والفداء.

 

شهداء الإسماعيلية

 

ومع صباح يوم 25 يناير عام 1952 في الإسماعيلية، بدأت معركة البطولة والكرامة والشجاعة الحقيقية التي جسد فيها رجال الشرطة بطولة لم ولن ينساها التاريخ أبد الدهر، بعد أن استشهد في هذا اليوم نحو 50 بطلًا من أبطال الشرطة المصرية، وأصيب 80 آخرون، في سبيل أداء واجبهم المقدس في الحفاظ على أمن وأمان المواطنين، فكانوا مثالًا وقدوة لزملائهم على مر الزمان في التضحية والتفاني في العمل، على عكس ما عمل به سابقيهم ولاحقيهم، الذين أساءوا لتلك البدلة التي من المفترض أن تكون بيضاء ولكن لوث أغلبهم لونها بالدماء.

 

دور فؤاد سراج الدين

 

وانطلقت شرارة هذه المعركة بعد اتصال هاتفي بين وزير الداخلية حينها فؤاد باشا سراج الدين، وقائد قوات الشرطة في الإسماعيلية اللواء أحمد رائف، عندما قال في اتصاله بفؤاد سراج الدين: “يافندم قوات الاحتلال البريطاني وجهت لنا إنذار برحيل قوات البوليس عن مدينة الإسماعيلية، واحنا يافندم رافضين وقررنا المقاومة ومنتظرين تعليمات سعادتك.. فرد سراج الدين: حتقدروا يا أحمد.. يا فندم مش هنسيب الإسماعيلية حتى لو ضحينا بآخر نفس فينا.. ورد فؤاد باشا: ربنا معاكم.. استمروا في المقاومة”.

 

ضباط السيسي باعوا إرث الماضي

 

ورغم أن الإستثناء الوحيد الذي يكد يوثق تاريخيا وإن كان هناك المئات من ضباط الشرطة الشرفاء على مدار التاريخ من كانوا رجالا وضربوا أروع الأمثلة في التضحية لكن الأغلب هم من خانوا الشعب المصري وخانوا قسمهم، وبدلا من أن يكونوا آلة دعم وطمأنينة لهم كانوا أداة قمع في يد الحكام، يقسون على أبناء بلدهم ولا يراعون فيهم لومة لائم.

وسطر وزراء داخلية السيسي على مدار السنوات الماضية جرائم لن تنسى ولن تسقط بالتقادم سواء بالقتل أو التعذيب أو الإرهاب الذي استخدموه ضد أبناء الشعب المصري.

 

مذبحة رابعة

 

وبدلا من أن تحمي الشرطة المتظاهرين السلميين في ميدان رابعة وميادين مصر، وقفت يد بيد مع قلة فاسدة من الجيش ليصطف الاثنان في قتل المتظاهرين في أكبر مجزرة بتاريخ مصر الحديث، وعلى رأسهم اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية.

 

وزراء داخلية السيسي

 

يعتبر اللواء محمد إبراهيم هو أقذر من تولى وزارة الداخلية المصرية والذي أبقى عليه السيسي حيث كان شريكين في الانقلاب على الشرعية لكن لغة الغدر متأصلة في السيسي فغدر به وعزله من منصبه في مارس 2015، تارك إرث من الدم يلاحقه حتى الآن ولن تسقط جرائمه حتى ولو مات، فجرائمه موثقة ستتوارثها الأجيال.

وبعد غدر السيسي بمحمد إبراهيم، ولى مكانه اللواء مجدي عبدالغفار الذي سار على نهج سابقه، وزاد في إصدار الأوامر بإطلاق النار الحي على المتظاهرين، واستمر في اعتقال الآلاف، ليكتفي السيسي بما قدمه من جرائم ويعزله في يونيو 2018.

ومع تولي اللواء محمود توفيق، لم يتغير سياسة الترهيب والاعتقالات والقتل خارج القانون، فتمادت الشرطة وازدادت توحش، ووثقت العديد من المنظمات الحقوقية مئات القتلى خارج القانون سواء في الشارع أو داخل السجون، لكن القصة لن تنتهي هنا ففرج الله قريب.