يواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب، ولا سيما استهداف مدنيين، وشن قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها، ما أدى لإدانة مجلس الأمن الدولي “بشدة” أمس الجمعة تكثيف الهجمات التي تشنها قوات “الدعم السريع” السودانية على مدينة الفاشر في دارفور، ودعا إلى وقف “فوري” لإطلاق النار بين الطرفين المتحاربين في البلاد.
وأعرب أعضاء مجلس الأمن في بيان مساء أمس الجمعة عن “قلقهم العميق إزاء تصعيد العنف، بما في ذلك في مدينة الفاشر ومحيطها”.
وعبروا خصوصاً عن “إدانتهم الشديدة للهجمات المستمرة، والتي تتكثف ضد الفاشر في الأيام الأخيرة من جانب قوات (الدعم السريع)، وأيضاً للمعلومات المتعلقة بهجوم على المستشفى السعودي بالفاشر في الـ24 من يناير الماضي، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 70 مريضاً كانوا يتلقون رعاية”.
الجيش السوداني يواصل تقدمه بالخرطوم
بعدما حقق الجيش السوداني تقدماً ملحوظاً في العاصمة الخرطوم، مستعيداً مواقع مهمة من قوات الدعم السريع، تحرك نحو “محلية بحري”، إثر دخوله حي كافوري، أحد آخر معاقل قوّات الدعم السريع في شرق الخرطوم بحري
فقد أفاد شهود عيان اليوم السبت، أن الجيش تقدم نحو المناطق الشرقية من محلية بحري، بعد بسطه السيطرة على أجزاء واسعة منها.
في المقابل، أقر قائد قوّات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، بوقوع خسائر في الخرطوم، وتراجع قواته في بعض المواقع، إلا أنه توعد بـ”طرد” الجيش من العاصمة.
ومقرّا للمرّة الأولى بطريقة غير مباشرة بالانتكاسات، دعا قواته إلى “عدم التفكير في أن عناصر الجيش دخلوا القيادة أو معسكر سلاح الإشارة أو الجيلي ومدني” في جنوب الخرطوم.
أتت تلك التصريحات بعدما استعاد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان الأحد الماضي مقرّ القيادة العامة في الخرطوم التي استولت عليها الدعم السريع منذ أغسطس 2023.
وقبل ذلك، فك الجيش الحصار عن مصفاة الجيلي النفطية في شمال الخرطوم، وهي الأكبر من نوعها في البلد.
كما استعاد أيضا ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.
علما أنه في بداية الحرب التي تفجرت في أبريل 2023، سيطرت قوّات الدعم السريع على جزء كبير من الخرطوم متقدّمة نحو الجنوب واستولت على ولاية الجزيرة.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 نزاعاً دامياً بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي”.
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب، ولا سيما استهداف مدنيين، وشن قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.
فيما أدّى النزاع إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، فيما الملايين على حافة المجاعة.